الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

يوسف القعيد يكتب شهادته عن حرب أكتوبر: ستظل حدثاً غائراً فى وجداننا




لا أعتقد أن مصر سوف تحتفل بأكتوبر هذا العام، الدولة مشغولة بمحاربة الارهاب وبالإعداد للدستور، حرب أكتوبر من أعظم الحروب تحقيقاً لقدرات الجندى المصرى فى اقتحام حصون العدوان وتحديه وقهره، لهذا تستحق أن يكتب عنها، مهما كتب عنها فلن نوفى حق الجندى الذى افتدى أرض الوطن بنفسه وجسده، وظل صامدا فى موقعه رغم كل شىء، ولم تكن حرب أكتوبر مجرد حرب انتصر فيها الجيش المصرى العظيم على الجيش الإسرائيلى وعبوره لقناة السويس واقتحامه لخط بارليف، إنما كانت حدثاً غائراً فى وجداننا.

أربعون عاما على أكتوبر هناك خفايا وأسرار لا نعرفها، العام الماضى عرفنا أن المجند «محمد عبد العاطى» وكان يطلق عليه «صائد الدبابات» والذى دمر 26 دبابة، لم يهتم به أحد ومات، كان يعانى فى مرض الكبد، وربما يكون هناك آخرون يحتاجون إلى العناية والاهتمام، فهذا أبسط حقوقهم على مصر كلها، ومعاهدة كامب دافيد أحبطت فرحة النصر لأنها تفاوض منتصر مع مهزوم.

فمنذ كشف كسينجر فى كتاب عنوانه «تليفونات أكتوبر» ونقلها كما هى كشف عن الكثير بعضها كنا نتوقعها وبعضها لم نعرفها وهى مجموعة اتصال بين أمريكا وإسرائيل وما كشف عنه هى زوايا جديدة تصلح للكتابة، العمل الأدبى ليس له علاقة بما نعرفه وما لا نعرفه عن الحرب، ربما لأن الاسرار هى أسرار عسكرية، والأدب يشغله الجوانب الإنسانية والاجتماعية، وليس بالضرورة معاصرة ومشاركة الأديب فى الحرب حتى يكتب عنها، لأنه يمكنه قراءة المقالات والموضوعات الخاصة بالحرب، ويستنبط منها الأفكار والموضوعات، ولكن لو كان الأديب مشاركا فهذا أمر مختلف تماماً، وهنا ستكون الكتابة لها أبعاد آخرى وإحساس آخر، وقد كتب عدة أعمال عن حرب أكتوبر أهمها «الحرب فى بر مصر، و«أطلال النهار»، و«حكايات الزمن الجريح»، و«تجفيف الدموع» و«فى الأسبوع سبعة أيام» وغيرهم من واقع مشاركتى جندى مجند، وإذا كتبت رواية جديدة عن احرب اكتوبر سيكون بطلها مقاتل من أبناء سيناء، المظلوم الوحيد منذ حرب اكتوبر هو سيناء، سيناء مهملة من عام 84 ويمر على رجوع سيناء 30 عاما ماذا قدمت الدولة المصرية لسيناء، ولا اعرف لماذا الاستعجال فى الكتابة عن الحرب، فقد كتب تولستوى «الحرب والسلام» بعد مرور 75 عاما و«وداعاً للسلاح» لهمنجواي، كبار كتابنا كنجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس لم يكتبوا عن الحروب سوى ردود أفعال وقتية ظهرت فى صورة مقالات قصيرة، وكتب نجيب محفوظ رواياته بعد مرور30 سنة من الحرب، ومن الروايات التى كتب عن أكتوبر جمال الغيطانى فى «حكايات الغريب» و«الرفاعي» وغيرها.