الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قنصل مصر العام فى جدة لـ«روزاليوسف»: السعودية تحدت دولاً عظمى بمساندة مصر




حوار - حمادة الكحلى

قال السفير عادل الألفى قنصل مصر العام فى جدة إن العلاقات المصرية السعودية تمر بمرحلة ممتازة، لافتاً إلى أن ثورة 30 يونيو لم تنشئ العلاقات مع السعودية ولكنها كشفت عن معدنها الحقيقى، مشيراً إلى أن السعودية تحدت إدارات دول عظمى كانت تسعى إلى استمرار مصر فى ظل الحكم الرجعى للإخوان، وحول الاستعدادت للحج قال السفير الألفى فى حواره مع «روزاليوسف» أن القنصلية على أتم الاستعداد لهذا الموسم الذى يتوقع أن يكون شديد الزدحام نظراً للتوسعة التى تجرى فى الحرم وأيضا لتزامن عودة الحجاج مع عودة المخالفين للإقامة، كما تطرق قنصل مصر فى جدة إلى موضوعات أخرى فى نص الحوار التالى:

■ كيف ترى العلاقات المصرية السعودية بعد ثورة 30 يونيو؟
- العلاقات المصرية السعودية لم تنشأ بعد 30 يونيو.. هذه الثورة الشعبية لم تنشأ على أساسها هذه العلاقات ولكن تم إعادة اكتشافها مرة أخرى، والتأكيد على أنها علاقات راسخة وتاريخية لا يستطيع أى فصيل مهما وصل إلى أعلى درجات الحكم أن يؤثر فيها.
■ هل تقصد حكم الإخوان؟
- بالطبع، لم يفلح هذا الحكم الرجعى أن يؤثر سلبيا على هذه العلاقات التاريخية أو يغير طبيعتها، ورغم إساءته استخدام السلطة وارتكابه أخطاء تؤثر على العلاقات العربية وخصوصاً الخليجية إلا أن الدعم السعودى لم يتوقف خلال العام الذى حكمه الإخوان وهو ما يؤكد أن العلاقات المصرية السعودية كانت أكبر من حكم الإخوان وأن المملكة كانت تتعامل مع مصر كشعب يرتبط تاريخيا معها، وهو ما اتضح جلياً من خلال كلمة خادم الحرمين الشريفين بعد ساعات قليلة من نجاح ثورة يوليو وتأييده للشعب المصرى فى ثورته ونبذ قوى التطرف والظلام.
■ هل دافع الدعم السعودى هو العلاقة التاريخية فقط؟
- بالتأكيد العلاقات التاريخية أهم دوافع هذا الدعم، لكن هناك أيضا مصالح مشتركة بين البلدين.. السعودية تنظر إلى مصر على أنها مهمة استراتيجية للمملكة، وتؤمن جيداً أن السعودية ومصر جناحا الأمة العربية وبدون دور أحدهما يتقلص الدور العربى دولياً وتزيد المشكلات إقليمياً، ولذلك ترى المملكة أهمية وضرورة عودة الدور المصرى إلى الساحتين الإقليمية والدولية الذى بدأ يتراجع بصورة ملحوظة بعد ثورة 30 يونيو.
■ هل اقتصر الدعم السعودى لمصر على النواحى المادية فقط؟
- مخطئ من يظن ذلك.. هناك دعم مهم للغاية لا يقل أهمية عن الدعم المادى وهو الدعم السياسى.. السعودية تحدت إدارات الدول العظمى التى كانت ترغب فى أن تظل مصر تحت الحكم الرجعى للإخوان.. الجميع يعلم الجهود الدبلوماسية التى قام بها وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل، ومن الإنصاف أن نؤكد أن هذا الجهد المتوقع والمألوف من المملكة ساهم كثيرا فى توضيح الصورة لدول العالم ووقى مصر العديد من المطبات السياسية التى كانت بعض الدول تسعى إليها بالتعاون مع تنظيم الإخوان، ومن الإنصاف أيضاً أن نذكر الدعم السياسى الإماراتى أيضا والذى كان آخره الكلمة التى ألقاها وزير خارجية الإمارات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والتى حذر فيها من التدخل فى شئون مصر.
■ دول الخليج تحذر من التدخل فى شئون مصر.. ألا ترى أنها هى التى تتدخل فى شئوننا؟
- غير صحيح وكلام مرسل.. من يقول ذلك عليه أن يأتى إلينا بوقائع وأدلة ومظاهر لذلك.. الدفاع عن مصر والدعم السياسى والمادى من دول الخليج ليس تدخلا فى شئون مصر بل حرصا على مصالحها ودورها الإقليمى والدولى.. السعودية تساند الموقف الشعبى والإرادة العامة للغالبية العظمى من شعب مصر، وقريبا هناك جولة خليجية سيقوم بها الرئيس عدلى منصور وستكون المملكة العربية السعودية أولى محطات هذه الجولة لإجراء مباحثات سياسية وتقديم الشكر للمملكة على الدعم السياسى والمادى.
■ ما هى جهود القنصلية فى تعزيز التواصل مع الجالية؟  
- القنصليات المصرية فى الخارج مهمتها الرئيسية هى خدمة الجاليات المصرية فى الخارج ورعايتها وليس مجرد التواصل.. هناك توجه عام للدولة ووزارة الخارجية من أجل تطوير العمل بالقنصليات بهدف تعزيز التفاعل مع ابناء الجالية، وتوفير قاعدة بيانات لمشكلات المواطنين التى تتعامل معها القنصلية، وترسيخ التواصل القنصلى داخل اوساط الجاليات على اوسع نطاق ممكن، وهو ما تم التوصل إلى درجات عالية منه على مستوى الجالية المصرية فى المملكة حيث تم إنشاء قسم خاص للمعلومات والإعلام يكون من مهامه التواصل مع الجالية وتوظيف التقنيات الحديثة فى وسائل الاتصال خاصة شبكة التواصل الاجتماعى، وانتهاج الوسائل المختلفة للوصول إلى أكبر عدد من المصريين فى دائرة اختصاص البعثة، وتحديث قاعدة البيانات الحالية للمواطنين، وتحويل القنصلية إلى ما يشبه مكتب محاماة لتقديم الدعم والمشورة القانونية للمواطنين.
■ لكن هناك انتقادات للقنصلية من بعض أعضاء الجالية؟
- بكل وضوح وشفافية القنصلية تقوم بدورها على أكمل وجه وهناك خلية عمل يومية للتنسيق مع الهيئات والوزارت السعودية من أجل تذليل العقبات ومشكلات الجاليات، لكن هناك أمورًا خارجة عن إرادة القنصلية تتعلق بأمور قضائية أو قانونية يكون التدخل فيها وفق القانون المعمول به فى المملكة، ولكن إذا استعرضنا أبرز الجهود للقنصلية خلال المرحلة الماضية هو نجاح القنصلية فى إعادة ما يزيد على 10 آلاف مواطن إلى مصر فى إطار العفو الملكى الخاص بمخالفى الإقامة والعمل والمهلة التصحيحية لهم حيث تم تقسيم قوة القنصلية إلى ثلاث مجموعات الأولى كانت تختص بالتعامل مع المواطنين المرحلين داخل القنصلية  ولاسيما المفترشين منهم حيث وفرت لهم البعثة بالتعاون مع غرفة التجارة السعودية خيمة للإيواء، بينما قامت مجموعة العمل الثانية بالتوجه إلى مقر ادارة الوافدين والترحيلات للمساعدة فى اتمام اجراءات التبصيم حتى حصول المواطن على الخروج النهائى بينما واصلت مجموعة العمل الثالثة تسيير المعاملات القنصلية العادية وهو الأمر الذى تم بنجاح على الرغم من كثافة أعداد المواطنين المترددين على القنصلية  أثناء تلك الفترة.
■ ما هى الاستعدادت الحالية التى تقوم بها القنصلية لموسم الحج؟
- الموسم الحالى هو الأكثر ازدحاما ولذلك تولى الدولة ممثلة فى الوزارات المعنية ومنها وزارة الخارجية أهمية قصوى لتأمين حجاج بيت الله الحرام من المصريين ومتابعة أحوالهم أثناء فترة الحج، حيث تقوم البعثة بالتنسيق اللازم مع البعثات النوعية «حج القرعة والحج السياحى وحج التضامن الاجتماعى والبعثة الطبية»، وأود هنا أن أشيد بالجهد الذى تقوم به كافة البعثات تحت رئاسة اللواء  مصطفى بدير الرئيس التنفيذى لحجاج مصر لتوفير كل أجواء الراحة والأمان للحجاج المصريين، وفى هذا الاطار قامت القنصلية مؤخرا باستقبال أول فوج من الحجاج المصريين بمدينة الحجاج بمطار الملك عبد العزيز بجدة بحضور قيادات بعثة حج القرعة من وزارة الداخلية وجمال الجزار مدير مكتب مصر للطيران بالمملكة العربية السعودية، وأود التأكيد هنا على استعداد القنصلية التام لتقديم كل المساعدات اللازمة للحجاج المصريين حيث تنسق القنصلية الجهود مع الجهات المصرية والسعودية المعنية لتيسير أدائهم لمناسك الحج حتى عودتهم إلى مصر سالمين، وقد تم إقامة غرفة عمليات بالقنصلية تعمل على مدار اليوم والساعة لخدمتهم.
■ ما هى الإرشادات التى توجهها القنصلية للحجاج؟
- أناشد الحجاج المصريين بضرورة الالتزام بتعليمات الحج حرصاً على سلامتهم حتى يتمكنوا من أداء المناسك فى جو روحانى آمن، فضلاً عن ضرورة التحلى بالصبر ولاسيما هذا العام الذى من المنتظر أن يشهد ازدحاماً شديداً نظراً لأعمال التوسعة التى تجرى فى مطاف بيت الله الحرام، كما قمت  بتفقد اجراءات استقبال الحجاج المصريين بمدينة الحجاج وتأمين وصولهم إلى أماكن إقامتهم بمكة المكرمة حيث التقيت بعدد من العمالة المصرية الموسمية، وطال بتهم بضرورة الالتزام بقواعد العمل بالمملكة خلال موسم الحج، حيث تحرص القنصلية على متابعة أحوالهم مع الجهات السعودية المعنية، كذلك هناك تنسيق دائم مع غرفة عمليات وزارة الخارجية والقطاع القنصلى بالوزارة للتيسير على الحجيج المصرى حيث قام القطاع بمخاطبة الجهات المصرية المعنية لزيادة عدد العبارات الناقلة للحجاج بحرا عقب انتهاء موسم الحج لهذا العام منعا لحدوث التكدس فى موانئ المغادرة ولاسيما مع التوقعات بزيادة أعداد العائدين مع تزامن عودة الحجاج مع المواطنين المرحلين وفقا لقرار العفو الملكى والمهلة التصحيحية التى امتدت حتى نهاية شهر ذى الحجة.
■ ما هى محاور المعاملات القنصلية للمواطنين والتى تهتم بها القنصلية المصرية؟
- تتنوع المعاملات القنصلية للمواطنين حيث يتركز عمل القنصلية المصرية فى ثلاثة محاور رئيسية يتعلق الأول بالمعاملات العادية الخاصة بالأحوال المدنية من استخراج جوازات السفر وإجراء المد والتجديد لها إلى التصديقات والتوكيلات شهادات الميلاد والزواج والطلاق وأذون العمل والوفيات والتركات والتأشيرات وقسم الترحيل، حيث تقوم فيها القنصلية مقام قطاعات الدولة المختلفة وإن كان جزئيا فى بعض المعاملات مثل جوازات السفر وشهادات الميلاد المميكنة والتى يقتصر دور القنصلية فيها على إنهاء الإجراءات فقط وإرسالها إلى القاهرة لإصدارها من مصر وبالتالى تستغرق وقتاً أطول الأمر الذى ينعكس على المواطن ورغبته فى سرعة إنجاز معاملته، وهو الأمر الذى يمكن التغلب عليه بتزويد القنصلية بالأجهزة والمعدات اللازمة لإصدار الجوازات وشهادات الميلاد ومن ثم يمكن تحويل القنصلية العامة فى جدة إلى مركز لإصدار تلك الوثائق بمنطقة الخليج.
■ وماذا عن المحورين الآخرين؟  
- أحدهما يتعلق بالمشكلات التى يواجهها أبناء الجالية فى نطاق اختصاص البعثة بالمنطقتين الغربية والجنوبية سواء كانت قضائية من خلال قسم شئون المواطنين المعنى بالمسائل القانونية للمواطنين، ومتابعة أحوال السجناء والموقوفين بمراكز وأقسام الشرطة حيث خصصت القنصلية قسماً تم تعزيزه بكفاءات تستطيع التعامل مع مقتضيات القانون السعودى لمتابعة أحوال السجناء  حيث تقوم القنصلية بمد جسور التعاون مع الجهات السعودية المعنية لمتابعة أحوالهم وتقديم المساعدات لهم سواء على صعيد القضايا الموقوفين على ذمتها أو على صعيد المعاملات القنصلية التى يحتاجون إليها،  بالإضافة إلى اضطلاع القنصلية بالتدخل الودى لحل الخلافات الزوجية وإصلاح ذات البين، كما تقوم القنصلية بالتعامل مع  المشكلات العمالية والتدخل لحل الخلافات بين العامل المصرى وكفيله من خلال المكتب العمالى بالبعثة، حيث تمثل المشكلات العمالية تحديا كبيرا خاصة مع عدم كفاية أدوات البعثة المتمثلة فى قلة عدد الخبرات القانونية اللازمة للتعامل مع مثل تلك المشكلات بالنظر إلى العدد الكبير لأفراد الجالية الذى يربو على المليون مواطن، بالإضافة إلى المسائل المتعلقة بالتعليم ودراسة ابنائنا فى الخارج والتى يتولاها المكتب الثقافى بالقنصلية، ولاسيما مع التزايد المطرد فى أعداد الطلاب المصريين فى المملكة بوجه عام وفى نطاق اختصاص القنصلية فى المنطقتين الغربية والجنوبية على وجه الخصوص، أما المحور الثالث فيتعلق بأنشطة الجالية الأخرى المتعلقة بتنظيم شئون الجالية والتكافل بين أبنائها حيث تدعم القنصلية هذه الأنشطة بما لا يتعارض مع القوانين والنظام العام بالمملكة.