الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«أوراق اللعبة»




كتب: يحيي عبد الله
مصر ليست مساحة أرض يحيط بها العالم.. بل هى عالم تحيط به خريطة.. هى لؤلؤة صنعتها آلام عظام، وكل الضربات تقويها وتزيدها منعة وصلابة وجلد.. ولقد ناضلت مصر وقدمت التضحيات قربانًا وفداءً لاستقلالها وحرية قرارها، ولم يبخثل شعبها فى تقديم المزيد من ملاحم الصبر والجلد لتظل مصر رائدة تحمل شعلة التحرير لكل الشعوب المسلوبة الأحلام والإرادة، وبذلت كل غال ونفيس من أرواح أبنائها لتحرير الأرض والعرض فى 1973 واسترداد الكرامة وسيناء وعودتها لحضن الوطن الأم.
وبعد أكتوبر 73 خرج علينا من قال إن 99٪ من أوراق اللعبة فى يد أمريكا وكانت هذه الحملة هى بداية اجهاض انتصار أكتوبر وبداية تراجع حرية الإرادة المصرية والقرار المصرى، وقدم الساسة المصريون حينها حرية قرار وإرادة وكرامة مصر قربانا فى معبد الكاهن الأمريكى وتركيعًا وتنكيسًا لهامة مصر.. وتنازلاً مجانيًا لنيل الرضا والقبول الأمريكى وإيذانا بعودة المندوب السامى الأمريكى فى صورة سفير أو سفيرة مما أدى لتفسخ صلابة المؤسسات فأصبح لكهنة العم سام مريدا ومندوبا وعيونا ترصد فى كل مؤسسة وترسل التقارير مقابل حفنة من الدولارات.
لقد سلمنا وأقررنا أن 99٪ من أوراق اللعبة ومفاتيح خزائن أوطاننا فى يد أمريكا، وألقينا كل ما فى أيدينا فلم يعد فى أيدينا إلا خواء وهواء ،لم يعد لدينا أى هامش للمناورة، بعنا بلا ثمن إرادتنا ونكسنا راياتنا التى كانت خفاقة بلا مقابل ولو شاء الساسة ثمنا لأخذوا الكثير، وجلسنا بعد ذلك نستجدى عطايا الكاهن الأمريك ليلقى إلينا فتات موائده وبقايا طعام كلابه، وبعد أن هانت إرادة مصر بأيدى أبنائها، تطاولت أعناق الأقزام فى قطر وتركيا، فمن باع ساسته وطنه وأرضه وهوائه ومن يتخلى عن الثوابت يصبح شعبه عبيدا أو أغناما تتبع الراعى وعصاه.