الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فكر كثيرًا وتكلم قليلاً




كتب: هشام زمزم

إن انتشار موضة الكلام فى السنوات الأخيرة على جميع المستويات الفكرية والاجتماعية يجعل الحذر منها واجب والعمل على الاستفادة من هذه الموضة ضرورة حتمية.
فالكلام تعبير عن أفكار أو أحاسيس يقوم المتكلم بطرحها على المجتمع فمن المعلوم أن العقل الميزة البشريةالخاصة بالإنسان يعمل على تحليل ما يصل إليه من معلومات وبيانات ومشاهدات ـ ويقوم كلاً منا بالتحليل المنطقى لها طبقا لثقافته وخبرته ويصل إلى مفهوم خاص به يعمل على طرحه على المجتمع المحيط به. ولكننا الآن نرى التسابق الشديد فى نقل ما نسمعه بدون اعمال العقل فيه أو التفكير والتدبر فى صحته أو منطقيته أو مرجعيته وذلك للحصول على أكبر حصة من الكلام خلال المناقشات الخاصة والعامة بدون مشاعر إيجابية فى إشباع العقل فى التفكير والتدبر.
ففى هذه الأحداث الدامية والظروف الاستثنائية يجب اعمال العقل فى كل ما يسمع والتدبر الكامل لما يحتويه كلام المتحدث لكى يصل الإنسان إلى قناعة شخصية فيما يريد أن يتحدث به ولا يكون جهاز استقبال وارسال.
ثم تأتى مرحلة إعلان الرأى، والتوقيت الأمثل ـ فدراسة الظروف الزمنية والمكانية لإعلان الرأى ـ قد يكون العامل الرئيسى فى قبول الآخر لهذا الرأى ـ فعنصر التوقيت هو أحد الأركان الأساسية لفن عرض الرأى على المجتمع فليست السرعة والتسابق فى عرض وجهة النظر هى المعيار الرئيسى رنما التمكن الكامل من كل عناصر وجهات النظر هى الضامن الرئيسى لنجاح وفلاح المتحدث المفكر المستنير وأخيرًا فهى دعوة إلى الجميع بضرورة التريث والتدبر فى أرائهم وأقوالهم وفيما يتبادلونه من معلومات فى ظروف خاصة جدًا تمر بها البلاد يجب فيها على المفكر قبل المستقبل أن يتحرى ما يصله من معلومات ويكون أكثر حرصًا على نشر أو إذاعة ما لديه واختيار التوقيت الأمثل طبقًا للصالح العام.