السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شيطنة الجامعات ومذكرات مبارك والإعلام الأحول




فى اللحظة التى سقط فيها رأس النظام مبارك تاركًا الفساد يرتع فى كل مؤسسات الدولة وقبل أن تتطهر تلقفنا تنظيم الإخوان الدموى الذى كتب مؤسسه حسن البنا فى جريدة الشهاب ممتدحًا «هتلر» و«موسيليني» مشيدًا ربما باستاذيتهم فى إراقة الدماء مؤكدًا أن جماعته على دربهم يسيرون وهو متى كتب فى رسائله «إن الخليفة هو ظل الله فى الأرض».. لو تأملنا هذه الجملة سنرى خطابًا تكفيريًا لكنه مستتر عكس خطاب سيد قطب الرمز والاستاذ الإخوانى الذى كان أسلوبه التكفيرى صريحًا من خلال فكرة الحاكمية والمجتمع الجاهلى.
بعد أن سقطت الجماعة فى هاوية العزلة ولفظ المصريين لها حاولوا لملمة أوراقهم من خلال اجتماع التنظيم الدولى للإخوان فى اسطنبول ثم تلاه اجتماع لاهور ومع فشل تلك التحركات فى حشد تأييد شعبى متزايد أو تغيير موقف العالم مما يحدث فى مصر.. تصاعدت وتيرة العنف الإخوانى ضد المجتمع ومع الحملات الأمنية المصرية الناجحة لتطهير بؤر العنف  المسلح التى تمركز فيها الإخوان من كرداسة بالجيزة إلى دلجا فى المنيا.. كان متوقعًا أن تلجأ الجماعة لتكتيكات جديدة خاصة أن اختيار باكستان التى يتمركز  بها بقايا القاعدة فيما بينها وبين أفغانستان.. وقد بدأت هذه التكتيكات بشيطنة الجامعات المصرية.
وحث الطلبة المنتمين لجماعة الإخوان الدموية إلى استخدام العنف لإثارة الأجهزة الأمنية.وإظهارها فى صورة وحشية.. ولكن فطنته وذكاء هذه الأجهزة لم تقع فى الفخ الصبيانى الذى نصبه متظاهرو الجماعة فى الجامعات التى بدأت وبوضوح بعد الضربات الأمنية الموجعة أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة.. وهذا يجعلنا نحتاط ونتوقع مزيدًا من العنف قبل الموت النهائى لهذه الجماعة الدموية ويؤكد أنه لا مكان للمسئولين أصحاب الأيادى المرتعشة.
الغريب واللافت بل والمثير للعجب أيضًا هذا «الحول الإعلامي» فبدلًا من أن تتوحد الجهود فى هذا التوقيت المفصلى الذى تواجه فيه الدولة تنظيمًا دمويًا دوليًا يخرج علينا بعضاً من الصحف والفضائيات يمثل الإعلام الأعوج أو الأحول يزف إلينا بشرى كتابة مبارك لمذكراته والتساؤل الذى يفرض نفسه: لماذا هذا التوقيت؟! هل المقصود هو تشتيت المصريين الذين يقفون فى خندق الجيش والشرطة لمواجهة الهجمة الإرهابية المسعورة ضد الدولة المصرية؟! هل يريدون أن يقولوا سقط الإخوان ونحن جاهزون للقفز على ثورتكم ونعيد الكَّرة ونزيقكم المرار والهوان ثلاثين عامًا جديدة أو ربما ثلاثمائة ولماذا كل هذه الحفاوة والاحتفال بمذكرات مبارك هل هو القائد الوحيد الذى شارك فى حرب أكتوبر ولازال على قيد الحياة؟
إلى حملة المباخر لنظام مبارك واستفادوا منه فى الماضى ويريدون عودته لتحقيق أطماعهم.. مبارك أصبح خارج نطاق الزمن والحاضر والمستقبل.. بدليل ما كتبه من أعاد نشر المذكرات من أنه قام بتذكير مبارك بالمذكرات وبعد أن تذكرها وافق على النشر ونحن نسأل: لماذا لم تنشر أولًا على الرغم من ادعائكم أن الرئيس السادات هو من أمر بكتابتها ولماذا تنشر الآن ولماذا وافق مبارك على نشرها فى هذا التوقيت وإذا كانت المذكرات بخط مبارك لماذا صاغها من كتبها أولًا ولماذا أعاد من نشرها ثانيًا صياغتها أليست مذكرات المعركة يومًا بيوم؟.. نرجوكم احترموا عقول المصريين.
وأيضًا وبجملة الهم مذكرات الفريق سامى عنان حول أحداث ثورة 25 يناير والهجوم الكاسح الذى تعرض له الرجل.. قد يكون له أخطاء.. قد يكون التوقيت غير مناسب.. ولكن أن يصل الهجوم على الرجل لدرجة المطالبة بمحاكمته وعلى الهواء هذا هو الهراء وتحول الحول الإعلامى إلى احساس بعض الإعلاميين بأنهم أصبحوا قضاة وربما سجانين.. نسوا أن الرجل كان رئيسًا لأركان الجيش المصرى ورئيس الأركان فى الجيوش هو صانع الخطط الاستراتيجية ومنسق النيران.. وصاحب الكلمة الأخيرة فى قرار الحرب.. هل هذا الرجل لا يستطيع أن يكون لديه تقدير موقف متى يصمت ومتى يتكلم إنها نفس المعضلة «التوقيت المناسب».
من حق المصريين أن يعرفوا أسرار وكواليس ما دار فى 25 يناير وما بعدها وكيف قفز الإخوان الدمويون على الحكم وما الألغاز التى صاحبت تلك الثورة ولكن فى التوقيت المناسب.. بعد الهدوء والاستقرار.
وهنا أذكر الجميع بما قاله الفريق السيسى «المصريون يختارون من يحكمهم» إذاً الرجل صاحب الشعبية والكاريزما الطاغية يقول هذا فماذا أنتم قائلون والشعب كاره لكم؟!
وقانا الله شر الإخوان وشر حملة المباخر الذين يريدون إحياء نظام مبارك الذى باع ثروة مصر من المصانع والمنشآت الاقتصادية وجعل مصر هبة الأراضى التى تباع للمحظوظين وكأنها هى البترول هبة الخليج وارتضى لمصر أن تكون هزيلة فى ذيل الأمم.. وحمى الله شعب مصر وجيشها وقائده عاش المصريون يدًا واحدة ضد الإخوان وكهنة معبد مبارك ونظامه البائد.