الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محمد على فهمى.. أبو حائط الصواريخ المصرية




الفريق محمد على فهمى من مواليد أكتوبر ‏1920‏ كان قائدًا لقوات الدفاع الجوى المصرى فى 23 يونيو عام 1969، وظل قائدًا للدفاع الجوى أثناء حرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر 1973 وكان له دور كبير فى النصر عن طريق قيامه ببناء حائط الصواريخ المصرى ولقب بـ «ابو حائط الصواريخ»

بعد نهاية حرب أكتوبر 1973 تولى محمد على فهمى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة وذلك فى عام 1975، وفى عام 1978 اختاره الرئيس الراحل محمد أنور السادات مستشارا عسكريًا له.

وتخرج فى الكلية الحربية عام‏1939‏ وحصل على أركان حرب عام‏1951‏ ثم درس بأكاديمية لينين العسكرية بموسكو لمدة عامين.

فهمى دخل التاريخ العسكرى من أوسع أبوابه.. فبعد ظهر يوم الثالث والعشرين من شهر يونيو عام 1969 م أصدر الرئيس جمال عبد الناصر قراراً جمهورياً بتعيين اللواء محمد على فهمى قائدا لقوات الدفاع الجوى، وكان ذلك إيذاناً بمولد القوة الرابعة فى القوات المسلحة بقائد وقيادة منفصلة بجانب القوات البرية والبحرية والجوية.

 قام على فهمى بدراسة أسباب نكسة 1967، والدروس المستفادة منها ثم أعاد تأهيل الجندى المصرى معنوياً وجسمانياً وذهنياً، وقام بإنشاء نظام دفاع جوى جديد فى منطقة الجيشين الثانى والثالث بالجبهة، وأعقبها بناء حائط الصواريخ الذى أدى إلى ابتعاد طائرات الاستطلاع الإسرائيلية شرق القناة إلى مسافات كبيرة.

وقد قال حاييم هيرتزوج فى كتابة «الجولات العربية الإسرائيلية»: «لم يكن إنشاء حائط الصواريخ المصرى فى عام 1970 بفرض حل مشكلة المصريين فى حماية قواتهم غرب القناة، وإنما كان تحولاً استراتيجيا لم نفهم معناه إلا بعد 3 سنوات فى أكتوبر 1973.»

 فى التاسع من شهر سبتمبر عام 1971 وبناء على تكليف قوات الدفاع الجوى بمنع العدو من استطلاع القوات البرية شرق القناة تم تنفيذ العملية رجب حيث أسقطت طائرة استطلاع إلكترونى ضخمة شرق القناة، واحتجت إسرائيل على إسقاط الطائرة الذى أدى إلى فقدانها مجموعة من خيرة ضباطها ومهندسيها، وفى اليوم التالى قامت إسرائيل بهجمة جوية بقوة 34 طائرة تحمل كل منها صاروخين من طراز شرايك المضادة للرادارات، وتم إطلاق الصواريخ الثمانية والستين على مواقع الدفاع الجوى غرب القناة، وأعلنت إسرائيل أنها دمرت قوات الدفاع الجوى فى الجبهة، ولكن كانت الخسائر المصرية لا شيء تقريباً فلم تحدث أى خسائر فى الأفراد أو المعدات.

واستمر البطل محمد على فهمى فى أعمال التطوير حتى أكتوبر 1973، وفى وقت قياسى استطاع البطل تأسيس سلاح الدفاع الجوى الذى لعب دوراً حاسماً فى المعارك.

وكانت لحظة فاصلة فى تاريخ العسكرية المصرية عندما انطلقت الصواريخ المضادة للطائرات التى زرعت الرعب والخوف فى قلوب الطيارين الإسرائيليين، واستطاع البطل محمد على فهمى القضاء على أسطورة التفوق الجوى الإسرائيلى، وأطلق عليه حارس السماء المحرقة، ولا ينسى التاريخ أنه فى نحو الساعة الخامسة مساء يوم السادس من أكتوبر، أى بعد ساعات قليلة من الهجوم المصرى المتواصل، التقطت الأجهزة الخاصة المصرية إشارة لا سلكية مفتوحة تحمل أوامر صادرة من الجنرال بنيامين بليد قائد السلاح الجوى الإسرائيلى إلى طياريه يأمرهم بعدم الاقتراب من القناة لمسافة لا تقل عن 15 كيلو مترا شرق القناة.

ومعنى هذه الإشارة أن قوات الدفاع الجوى بقيادة البطل اللواء محمد على فهمى نجحت فى تأمين عملية الاقتحام والهجوم بكفاءة عالية ليلاً ونهاراً وقدمت الحماية للمعابر والكبارى مما أتاح للقوات المصرية أن تستخدمها فى أمان.

وقال عنه هودز رئيس مجلة أسبوع الطيران وتكنولوجيا الفضاء الأمريكية: إنه مهندس معركة الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر.

وبعد نهاية حرب أكتوبر 1973 تولى البطل المشير محمد على فهمى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة وذلك فى عام 1975، فى عام 1978 اختاره الرئيس محمد أنور السادات مستشاراً عسكرياً له، وفى الرابع من شهر أكتوبر‏1993‏ صدر قرار جمهورى بترقيته إلى رتبة مشير تقديرا للدور البطولى الذى قام به فهمى فى حرب أكتوبر المجيدة كقائد للدفاع الجوى ثم بعدها كرئيس لأركان حرب القوات المسلحة وكبطل قومى وصورة مشرفة للعسكرية المصرية‏.‏