الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

علماء الأزهر: قضاء حوائج الناس مقدم على تكرار الحج والعمرة




تحقيق - صبحى مجاهد

أكد علماء الأزهر المشاركون أن قضاء حوائج الناس مقدم على حج النافلة حيث إن قضاء الحوائج واجب كفائى إذا قام به البعض سقط الإثم عن الجميع وان لم يقم به احد أثم الجميع والواجب الكفائى مقدم بلا شك على النوافل حتى يقضى بالإضافة  إلى أنه مسئولية تضامنية بين أبناء المجتمع جميعا من القادرين على سد الثغرات ورفع الكروب عن أبناء الوطن.

ودعا العلماء الأغنياء وميسورى الحال ورجال الأعمال فى المجتمع المصرى إلى التعجيل بقضاء حوائج الناس لأنه أفضل عند الله تعالى من تكرار الحج والعمرة فى ظل الظروف التى تمر بها مصر.

ومن جانبها افتت دار الإفتاء المصرية بأن الحج والعمرة بعد المرة الأولى لا يعتبران واجبين، بل يكونان تطوعًا ونافلة فى التقرب إلى الله، وقواعد الشريعة وحكمة الله تعالى فى توجيه عباده إلى فعل الخير على أساس تقديم الأهم والأصلح؛ وذلك يقتضى بأن يقدم الانسان مصالح وحاجات إخوانه المسلمين المعدمين الذين هم فى مسيس الحاجة إلى ما يؤويهم وما يستعينون به على قضاء حوائجهم الضرورية، فليس لله حاجة فى الطواف ببيته من شخص يترك إخوانه البائسين فريسة للفقر والجهل والمرض؛ لأن المسلمين جميعًا يجب أن يكونوا يدًا واحدة يتعاونون على البر والتقوى».

فيما يرى د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أنه ولكن إذا كان فى الأمة أو الوطن فقير لا  يكاد يجد قوت يومه إلا بمشقة شديدة، ومريض لا يكاد يجد ما يتداوى به إلا بشق الأنفس، وشاب لا يجد ما يعف به نفسه، فنقول إن فقه الأولويات يقتضى أن نســد أولاً جوعــة كل جائع، ونستر عــورة كـــل عارٍ، ونعالج كل مريض، وأن نوفر ما يحقق للناس حياة آدمية كريمة من المطعم  والملبس والمسكن والدواء والتعليم والبنية التحتية كالطرق والكبارى، والمياه، والكهرباء، والصرف الصحى، بما يحفظ لهم كرامتهم ويوفر لهم سبل الرقى  والتقدم، فكل ذلك مقدم على حج النافلة وعمرة النافلة.

أضاف أن أمة لا تملك كامل قوتها، أو كامل دوائها، أو وسائل أمنها من سلاح وعتاد أولى بها أن تتوجه إلى سد هذه الجوانب قبل التفكير فى حج النافلة وعمرة النافلة.

ولفت إلى أننا نلمس أثر الزحام الشديد فى الحج على راحة الحجاج وسلامتهم،  فالحكمة والفقه يقتضيان أن يترك من أدى الفريضة الفرصة لغيره ممن لم يؤدها، فدرء المفسدة المتوقعة من كثرة الزحام مقدم على جلب المنفعة المترتبة على النوافل.

من جهته يرى الدكتور مختار مرزوق عميد كلية أصول الدين بأسيوط ان المؤمن القوى أحب إلى الله من المؤمن الضعيف ومن علامة القوة أن يقوم المؤمن بمساعد الناس وقضاء حوائجهم ولاسيما بالمال والجاه ونحو ذلك وقد جعل الله مناط الخيرية فى إيصال النفع الى الناس فخير الناس أنفعهم للناس.

وشدد  على أن الأمة التى لا تمتلك كامل قوتها وكامل دوائها ووسائل أمنها من سلاح وعتاد فأولى بأبنائها ان يتوجهوا الى سد هذه الجوانب قبل التفكير فى حج وعمرة النافلة.

وأشار إلى أنه للأسف الشديد تقف الرؤيا الفقهية عند بعض المتصدرين للعمل الدعوى أو المنتسبين اليه عند حدود فقه الأحكام على سبيل التلقين او التلقى دون غوص أو إدراك لفقه المقاصد او الأولويات او الواقع او المتاح ما يجعل الغاية الأسمى لمقاصد التشريع غير واضحة عند بعضهم مما يجعل فريقا آخر منفصلا عن حاضره وواقعه والعالم الذى يعيش فيه والظروف المحيطة به.

ويقول  الدكتور عبد المنعم أبو شعيع وكيل كلية أصول الدين بطنطا فى خطبته ان من حكمة الله ان جعل الحج مرة واحدة فى العمر وبأدائه يكون الفرض قد سقط عن الإنسان وإذا نظرنا إلى ظروف مجتمعنا نجد انه يعانى من نقص شديد فى كثير من الأمور فهناك المريض الذى يحتاج للدواء والشاب الذى لا يجد عملا والطالب الذى لا يجد سكنا او كتبا او مراجع كل هذه الأمور تجعلنا نقف ونطالب الأغنياء بألا يكرروا الحج والعمرة ويتوجهوا إلى فعل الخير فهذا أفضل للجميع وبناء للمجتمع وأفضل عند الله.

فيما يوضح  الدكتور محمد عبد العاطى  رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية إن الحكمة من فريضة الحج هى تأكيد وجوب ترسيخ العقيدة فى القلوب من خلال الامتثال للأوامر واجتناب النواهى من غير ان نجعل معرفتنا للحكمة من الأمر والنهى شرطا فى تنفيذ الأمر أو النهى.

ولفت إلى  بعض استنباطات العلماء للحكمة من الحج مركزا على إظهار  الجوانب البلاغية على الصعيدين الدينى والدنيوى مذكرا جموع المصلين بأهمية قضاء حوائج الناس مبينا الدليل الشرعى على أنها مقدمة على حج النافلة إعمالا لفقه الواقع.

فيما وجه الدكتور رمضان عبد العزبز عطا الله رئيس قسم التفسير وعلوم القران بكلية أصول الدين والدعوة بالمنوفية رسالة   للذين عندهم القدرة على المالية على الذهاب للحج كل عام أن يتوجهوا بأموالهم إلى غير القادرين والمدينين فهذا أولى من حج التطوع.