الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اللواء أركان حرب متقاعد منير حامد: سلاح المدفعية قدم دوراً بطولياً.. وسقوط النقاط الرئيسية شل حركة العدو




حوار - أسامة رمضان
اللواء أركان حرب متقاعد منير حامد أحد أبطال معركة المجد والشرف فى أكتوبر 1973، لم تنسه 40 عاما مضت أهم حدث مر به فى حياته، فتجده شغوفا بأن يطلعك على تفاصيل حرب أكتوبر التى شارك فيها ضابطا صغيرا فى سلاح المدفعية،  الحوار معه كان سلسا فى طرح التساؤلات عليه خاصة حينما تجده متأثرا على زملائه الذين استشهدوا بالمعركة قائلا "لن أنساهم أبدا".

■  بداية ما طبيعة دورك فى حرب أكتوبر؟

- كنت ضابط مدفعية، رئيس استطلاع مجموعة مدفعية اللواء السابع مشاة من الفرقة 19 كان مهمة اللواء على الجانب الأيمن من الجيش الثالث الميدانى عناصر إستطلاع نعبر مع المجموعات الأولى ثم تسلقنا الساتر الترابى من بعد القتال مع النقاط القوية فى خط برليف، وبعدها اتجهنا شرقا لتحقيق مهمة اللواء وهى رأس كوبرى اللواء فى الشرق ثم بعد ذلك استمررنا فى التقدم وحققنا أهداف رأس كوبرى الفرقة ثم رأس كوبرى الجيش من 10 إلى 12 كيلو خلال هذة الفترة.

■  كان للمدفعية دور بارز فى هذه الحرب فما رأيك؟


- بالفعل المدفعية قامت بدور عظيم خلال هذه المعركة حيث إنها قبل عبور الموجات الأولى قامت المدفعية بتنفيذ التمهيد لعملية العبور من خلال قاذفات تستهدف مواقع العدو ومراكز قيادتة ومناطق مدفعياته وتجمع احتياطه بالتعاون مع القوات الجوية التى تضرب الأهداف الأبعد على مرمى نيران المدفعية ثم تعود،لان المدفعية تعتبر المصدر الرئيسى لانتاج النيران بالقوات المسلحة، بعد التمهيد بقذف المدفعية المكثف بدأت القوات تعبر وقمنا بالعبور معها لأننا كمراكز ملاحظة نرافق المشاة والدبابات.

■  وكيف كانت مهمة اللواء الذى كنت أحد ضباطه؟

- نظرا لإنشاء الكبارى الذى استغرق وقتا على القناة تأخر وصول الدبابات وكان اللواء تقدم وبالتالى كان الاعتماد على المقاتل بمفرده بدون معاونة من الدبابات التى لم تأت إلا بعد أن قامت بعمل مناورة وقامت بالعبور من معبر الفرقة السابعة.

■  وكيف كانت استعداداتكم القتالية والنفسية لهذه المعركة؟

- هذه الفترة كانت من أصعب الفترات فى تاريخ مصر الحديث لكن كان هناك عوامل رئيسية أدت بنا إلى هذا النصر العظيم، فكان لدينا عقيدة راسخة باسترداد كرامة مصر فكنا نؤمن بالنصر، وكما يقول المثل الشعبى "الجواب يعرف من عنوانه" فبعد العبور ومهاجمة النقاط القوية التى سقطت فى يدنا شلت يد العدو فأصبح هناك عدم قدرة على المواجهة نتيجة صدمة المفاجئة من الهجوم الكاسح المباغت فأصبحت هناك قوات غرب القناة وباقى القوات عبرت إلى شرق القناة وأصبحت النقاط القوية أغلبها فى أيد الجنود المصريين ما عدا بعض النقاط مثل نقطة لسان بور توفيق والتى كان لها وضع خاص فى قناة السويس لذا استمرت لفترة أطول إلى حد ما ولكن فى النهاية استسلمت النقط القوية وتمت مهمة اللواء وبالتالى تمت مهمة الفرقة وجزء من مهمة الجيش الثالث الميدانى التى تم تحقيقها بالتعاون مع الفرقة السابعة التى على الجانب الأيسر.

■  وماذا عن أبرز ذكرياتك مع الحرب؟


- وقتها لم أكن متزوجا لأننا كنا متواجدين بالجبهة معظم الوقت ولا ننزل الاجازات إلا فى فترات بعيدة ولمدة قصيرة، أما على المستوى المهنى والزمالة كان هناك ترابط جيد جدا كنا جميعا لا نعلم مصيرنا حتى بدأت عملية المشروع الاستراتيجى الذى كان أحد وسائل خطة الخداع على المستوى التعبوى بالنسبة للجيش وتطور هذا المشروع للقيام بمهمة اقتحام قناة السويس والعبور الى شرق القناة وهذا ما جعل الترابط قوى بسبب العمل الجماعى، ولكن ما أثر فى أنه فى يوم المعركة 6 أكتوبر مساء عندما وصلنا إلى رأس كوبرى اللواء واتخذنا موقعا دفاعيا حاول العدو اختراق الموقع أكثر من مرة حتى نجح فى عدد محدود وأحدث خسائر ضعيفة وجزء منا استشهد ونتذكرهم جدا ولا يمكن أن أنساهم لأنهم ضحو بأرواحهم من أجل رفعة هذا الوطن.

■  بعد 40 عاما من التحرير كيف ترى الوضع فى سيناء؟


- أحب أؤكد معنى مهما وهو أن القبائل السيناوية قبائل شريفة وداعمة للقوات المسلحة وكانوا متعاونين معنا فى عمليات القتال والحصول على معلومات ولكن أعتقد أن الدولة تأخرت كثيرا فى تحسين الوضع فى سيناء ورفع المعاناة عن أهلها بإحداث تنمية شاملة ويجب أن نسرع بعد الثورة للقيام بهذه التنمية، بجانب العمل على إيجاد كثافة سكانية فى هذه المنطقة من مصر لشغل أى فراغ هناك مما يمثل عائقا يتصدى لأى أطماع خارجية.

■  لكن سيناء الآن تعانى من استفحال التواجد لعناصر إرهابية وجهادية؟


- هذه الأمور سيتم القضاء عليها وأعتقد أن العمليات التى يقوم بها الجيشة مدروسة ومخططة بعناية بما يحقق مهامها بكفاءة وإن كانت القوات المسلحة لا تعلن ذلك صراحة ولكنها مصممة عى القضاء على الإرهاب فى سيناء، خاصة أن المطامع الإسرائلية مازالت قائمة.

■  وما رأيك فى مواقف حركة حماس فى التعامل مع مصر؟


- موقف حماس معروف بأنها جزء من مخطط أمريكى يسعى لإنهاء القضية الفلسطينية على أرض سيناء وهو أمر لا يمكن أن نسمح به على الإطلاق، ويجب أن نعلم أن القوات المسلحة قادرة على تنفيذ مهامها والتصدى لمثل هذه الأهداف برجالها المخلصين.

كما أن هناك ضرورة للحفاظ على الأمن القومى المصرى توجب علينا ضرورة تدمير جسور التواصل المتمثلة فى الأنفاق، وهو ما تبذل فيه القوات المسلحة جهوداً كبيرة لإحكام السيطرة على تدخلات حماس فى الداخل المصرى، فضلا عن أن هذا يمكننا من محاصرة البؤر الإرهابية المرصودة، والتى يتم القضاء عليها، ومن المنتظر القضاء عليها فى وقت قريب لتعود الأوضاع إلى حالة الاستقرار مرة أخرى.