الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اللواء أحمد رجائى عطية يكتب: سيناء بين الحل الأمنى والقوى البشرية




 مع عدم وجود عدو بالشرق وقبل ظهور إسرائيل كعدو تقليدى ومع قلة التواجد البشرى فى سيناء فى هذا الوقت 50000 فكانت أقل قوة رمزية كافية لتوفير الأمن والأمان فى شبه الجزيرة وإن كانت لا تخلو فى جميع العصور من تواجد قلاع منتشرة فى سيناء وأشهرها فى العريش ونخل وطابا حيث كانت دائما محكومة بالعسكريين ولم تصنف كمحافظة إلا مع بداية القرن العشرين ومع ذلك وبعد اتفاقية كامب ديفيد صارت الإدارة مدنية والتأمين تابعا لوزارة الداخلية مع جهاز أمن الدولة التابع لها والذى قلب موازين التعامل مع القبائل مما أفسد المجتمع البدوى والذى يعتمد فى الأصل على شيخ القبيلة وكذلك توسعت إسرائيل فى أعمال المخابرات داخل سيناء وأصبح لها باع ونشاط مشبوه وهذا مما لا تقوى عليه وزارة الداخلية بأجهزتها لأنها غير مؤهلة لذلك.. وبذلك تكونت ونشطت المجموعات التخريبية فى سيناء وخاصة على الشريط الحدودى وبالأخص الملاصق لقطاع غزة.
الأمن الحقيقى هو بالكثافة البشرية.. أى تعمير سيناء بالبشر هو الذى يحقق الأمن والأمان وهم الجنود الحقيقيون للدفاع عن سيناء بأسلحتهم التنموية والاقتصادية ولنا فى بورسعيد والسويس عبرة والذى لم تقو القوات المعتدية (إنجلترا – فرنسا) على مقاومة الشعب الباسل البورسعيدى فى حرب 1956 – وكما حدث كذلك فى 1973 عند استبسل شعب السويس أمام القوات النازية الإسرائيلية.. وفى نفس الوقـت عندما اعتمدنا على القوة الحربية فقط حماية سيناء.. ولن تقوى أى قوة عسكرية على حماية مناطق خالية من البشر مهما أوتت من قوة وسلاح – ولذا آثرت أن أقوم بهذا البحث وهو تاريخ البشر فى سيناء.
ومؤخرا ظهر شكل جديد وغريب من المشاكل فى سيناء وهو بين عناصر متطرفة والدولة نفسها وتفاقم ذلك بعد خلو المنطقة من عناصر التأمين المناسـبة للدولة بعد اتفاقيـة كامب ديفيـد ولم يحل محلها القـوة البشرية المناسبة لملء الفراغ الطبـوغرافى والأمنى من حياة لقوة بشرية ذات مجتمع منتج ومستقر.
وقد صار الغرب ومعه إسرائيل فى مخطط لتغيير هوية سيناء وتقسيمها بأن ساعدت على تواجد مجموعات إرهابيين من المصريين والفلسطينيين الموجودين بغزة وسبق أن قامت بزرع وحدة إسرائيلية تابعة للموساد الإسرائيلى وسمت الوحدة (242) فى سيناء وأصبحت هذه الخلايا النائمة مع العناصر الإجرامية لتشكيل خطرا مباشرا على مصر بصفة عامة وتحاول نقل صورة من صور الإرهاب التى أوجدتها فى أفغانستان وباكستان لتصدرها إلى مصر فى منطقة سيناء بالذات لتنفيذ المخطط الشيطانى والذى سبق أن نوهنا عنه وإذا قسـمنا سـيناء إلـى 5 قطاعات تنموية فإننا نجد الآتى:
القطاع الأول:
ويشمل المحور الشمالى الموازى لشاطىء البحر الأبيض المتوسط (محورى بالوظه) فإننا نجده صالح أن يكون قطاعا لإنتاج الذهب النباتى وذلك بزراعة مائة مليون نخلة وليس أقل منها شجر الزيتون ومزارع عباد الشمس.. وذلك بغرض إنتاج الـزيوت النبـاتية والمنافسة به عالميا وما سيقام عليه من صناعـة وتجارة وكذلك استغلال بحيرة البردويل فى الإنتاج السمكى.
ولا يفوتنا البحث عن البترول فى المياه المقابلة لشاطىء البحر الأبيض وخاصة فى الجزء المقابل للعريش – واستغلال شاطىء البحر فى السياحة الاستغلال الأمثل.
القطاع الثانى:
وهو يبدأ من شمال القنطرة حتى رأس سدر بعرض يتراوح بين 50-60كم ومقسم إلى ثلاثة أجزاء.
الخط الموازى لقناة السويس وخاصة مناطـق البحيرات وذلك بإنشـاء مدن خدميـة وترفيهية للسفن المـارة بقناة السويس، ولمسافة 40 كم وذلك باستغلال ترعة السلام للزراعة للمحاصيل البستانية والحبوب.
وهو خط الدفاع الثانى عن سيناء ويشمل ممر الجدى وممر متلا وممر قلعة الجندى.. وذلك بإنشاء مصانع سواء لانتاج بضائع من الخامات الأولية أو فروع للصناعات والتى تشتهر بها مصر فى التصدير.
القطاع الثالث:
وهو يشمل من جبل أبو دربة حتى بلدة الطور المطل على خليج السويس حتى الأراضى المقابل له خليج العقبة وهى من أغنى المناطق التى تشمل خامات تعدينية ذات قيمة عالية كما أن جبالها العالية تصلح لزراعة النباتات الطبية وبها تقع مناطق دينيـة تاريخيـة مثل دير سانت كاترين وعيون موسى والجبـال التاريخية والتى يمكن زيادة السياحة الدينية بالشكل المتكامل، وفى هذه المنطقة تقع عيون موسى الكبريتية شمال مدينة الطور وحمام فرعون الكبريتى أيضا واللتان يجب أن تقام عليهما مدن للسياحة العلاجية.
القطاع الرابع:
وهو يشمل القـوة البشرية التى تخدم فى مئات القرى السياحية والتى مازالت حتى الآن عمالة مؤقتـة وهى بالآلاف وذلك أنه فى حالة إنشاء مدن لهؤلاء العاملين ثم يتم استقرارهم فى قرى سكنية تسمح لهم بالزواج والاستقرار واستغلال العوائل فى إقامة الصناعات الصغيرة والتى يمكن بها منافسة الصناعات الصينية التى تغزو بها السوق المصرية وأسواق الخليج وخاصة السعودية.
كما أنه ممكن تنشيط السياحة الجبلية بجانب سياحة الشاطىء والتى هى موجودة بالفعـل.. وكذلك تنفيذ كوبرى شرم الشيخ – السعودية.
القطاع الخامس:
وهو يشمل من طابا ورأس النقب حتى رفح مارًا بالكنتلا والقسيمة – ويعتبر هذا من أهم القطاعات كأمن قومى حيث يعتبر هو خط الدفاع الأول للذود عن مصر المحروسة.
وهناك اقتراحات سواء بإقامة ساتر ترابى ذى بسطة عريضة على حافة الحدود يتبعها خليج مائى يغذى من البحـر الأحمر والأبيض ومياه وادى العريش مع استحداث مدن بين رأس النقب والكنتلا وبين الكنتلا والقسيمة والقسيمة رفح وذلك بالشكل المقترح فى الشكل (أ).
على أن تكون هذه المنطقة وهى بطول حوالى 270 كم مخصص للإنتاج الداجن والأسماك وزراعة النخيل.
أولاً: التنمية البشرية هى اول احتياجات سيناء، وأن أول ما يجب أن تكون عليه سيناء من قوة بشرية وبصفة عاجلة هى 4-5 ملايين وقابلة للزيادة.. على أن تندمج هذه القوة البشرية مع السكان الأصليين من البدو وذلك لا يأتى إلا عن طريق التعليم لجميع المراحل والمهن والتجنيد.. العسكرى وإشراك البدو فى العمل الادارى للمحافظة.
وكذا يكون التوزيع الجغرافى على أرض سيناء توزيعاً قومى بغض النظر عن الوجه الاقتصادى.. وإن كان التوزيع الاقتصادى هو فى الأصل يسمح بذلك.
ولكن ما هى الوسائل والسيناريو الذى يتبعه الغرب وإسرائيل لتحقيق حكم السيطرة واستقطاع سيناء عن مصر.. وبعد أن فشلت طرق المواجهة فى الحروب السابقة (1956)، (1967 – 1973).. إنها تسعى لخلق فوضى خلاقة من خلال إنشاء إمارة إسلامية فى شمال سيناء.. وكهنوتية دينية مسيحية (أرتوزكس يونانيون) فى جنوب سيناء.
وعناصر الفوضى فى شمال سيناء متجسدة فيما يسمى الألوية الجهادية الدينية الموجودة فى قطاع غزة وتحت رعاية حماس مثل ألوية صلاح الدين والجهادية السلفية وأنصار الإسلام والتكفير والهجرة وأنصار القدس وأنصار الجهاد والتوحيد والجهاد الذين يتم تدريبهم فى القطاع الأوسط من غزة وبعض البدو المغرر بهم والسيطرة عليها من عناصر الوحدة 242 الإسرائيلية والتى تم زرعها فى سيناء والتشوينات والمعدات الحربية الموجودة فى جبـل الحلال وجبل المغارة.. وقد قامت هذه العناصر بعشرات العمليات فى بداية القرن الحادى والعشرين ما بين أعوام 2005 حتى 2012 – وذلك كله بغرض اشاعة الفوضى والسيطرة على شمال سيناء وتعتبر حماس من التنظيم العالمى لجماعة الإخوان المسلمين والتى تساعدها جماعة الإخوان بمصر ظناً منهم أن ذلك يحقق الحلم الكبير بنشأة الولايات العربية الإسلامية.
ودعونا نعترف بأن الخطر القادم هو دائما من الشرق لذا وجب أن تنشأ المدن فى شكل قرى دفاعية سواء فى داخل أو فى بعضها البعض.
وإذا نظرنا للخط الفاصل بين قطاع (ب، جـ) نجد أنه أنسب الخطوط لإنشاء هذه المـدن وكذلك الفاصـل بين خط (أ، ب) والذى يشكل خط المضايق أو مفتاح سيناء والذى يبعد عن خط قناة السويس ما بين 40 و60 كم.
ثانياً: التنمية الاقتصادية
إقامة الصناعات والصناعة المكملة لكافة المعادن الموجودة بسيناء وكما تم ذكرها من قبل هى 13 معدنا حتى الآن.
البحث عن البترول والغاز فى المياه الإقليمية للبحرين الأبيض والأحمر وخاصة البحر الأبيض المتوسط الذى تقع عليه عين إسرائيل بمساعدة مباشرة من أمريكا والتى بدأت حاليا فى المياه الإقليمية للبنان.
التركيز على الأشجار المنتجة للزيوت (الذهب النباتى) للدخول فى تجارتها العالمية وخاصة النخيل والزيتون وعباد الشمس.
اسـتغلال بحـيرة البردويل والاسـتغلال الأمثل فى الثروة السمكة الاستغلال الأمثل للقوة البشرية التى تخدم قطاع السياحة لإنشاء مدن دفاعية منتجه للصناعات البسيطة مع تطوير القطاع السياحى يجب الحفاظ على ما تبقى من شواطئ لنشر سياحة الطبيعة.
ولكن العدو الغربى والإسرائيلى يساعد على ذلك لإيجاد ذريعة يلعبها مؤخرا فى خلق عدو يبرر به للعالم بالتدخل ثم الاحتلال، مع العلم أن سيناء لها وضع خاص بخلاف أفغانستان أو العراق لأنهـا أرض شـاسعة بلا شعب تقريبا بما فيها من فراغ بشرى (350000 فرد فى مساحة 64000كم2) أى ما يقرب من 4 فرد فى كل كم2.
وبسقوط الشمال يسهل إقامة دولة كهنوتية يونانية على غرار الفاتيكان.. وبما أن اليونان ضمن الاتحاد الأوربى فإنه يسهل بعد ذلك نشر قوات حلف الأطلنطى فى جنوب سيناء مسيطرا على خليج العقبة وخليج السويس وبذلك يضمن المصالح الاقتصادية بين آسيا وأوربا من مرور البترول والبضائع المتبادلة كما قال جمال حمدان أن عبقرية مصر فى المكان.
شكل المدن الدفاعية
يجب أن تكون المدن فى شكل قرى دفاعية كما ذكرنا من قبل وأن تحقق التعاون الدفاعى فيما بينها وبين المدن الأخرى.
والاقتراح أن على شكل مربعين متداخلين كما فى الشكل (أ) والذى يتكون من مركز محاط بـ 16 قرية تتعاون فيما بينها.
الوصف:
الدائرة الخارجية وتمثل خندقا دفاعيا دائريا حول البلدة والتى تشمل 16 قرية فى وسطها مدينة لإقامة الخدمات لهذه القرى.
وتكون الخطوط المستقيمة هى طرق الاتصال بين القرى بعضها البعض وبينها وبين مركز المدينة – على أن تصل المسافة بين كل قرية فى حدود 4 – 5 كم، وأن يكون قطر هذه الدائرة فى حدود من 20 – 22 كم.
مركز المدينة يشتمل على خدمة شرطية وخدمات صحية ومجمع مدارس ومركز شباب ووحدات ترفيهية ومجمع خدمات (مخبز – تموين غذائى..... الخ).
الكثافة البشرية:
تكون القرية فى حدود من 250 – 300 أسرة وبذلك تكون الكثافة العامة السكنية من 1000 – 1500 فرد.
كثافة المدينة فى حدود 1000 أسرة.. أى فى حدود 4000 فرد.
ويكون بذلك كثافة البلدة من 20000 – 28000 فرد.
اقتصاديًا:
استغلال الخامات المحيطة فى الصناعة.
إقامة الصناعات الصغيرة والتى تمكنا من الاستغناء عن الاستيراد.. بل والتمكن من تصديرها.
إقامة المزارع فى الأماكن المتوفر فيها المياه.
الاتجاه إلى تنشيط المزارع السمكية والمزارع الداجنة.
التوجه إلى إنتاج الذهب النباتى.. ألا هى زيوت النخيل والزيتون وعباد الشمس وهو لا يقل اقتصاديا عن إنتاج البترول فى معمعة الأزمة الغذائية فى العالم.
إقامة كوبرى يربط جنوب سيناء عند شرم الشيخ مارا بجزر فيران وصنافير إلى أرض السعودية وذلك لتسهيل التجارة بين السعودية والأردن ومصر ثم إلى باقى إفريقيا أو إلى الإسكندرية حيث السفن إلى أوروبا.