الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إبراهيم سعد: اشتراك محمد عبلة بلجنة الـ50 خطوة أولى لتحقيق طموح التشكيليين




اقترب موعد تخرج طلبة النسخة «صفر» التجريبية من مدرسة الرسوم المتحركة التى دشنها مؤخرا الفنان البصرى إبراهيم سعد بـ«جمعية النهضة للتنمية العلمية والثقافية»، تضم المدرسة حاليا 15 طالبا يتواجدون مرتين أسبوعيا بالمدرسة لتعلم كيفية إنتاج أعمال من الرسوم المتحركة بالتقنيات المختلفة كالرسم والصلصال والتحريك الثلاثى الأبعاد، بالإضافة للتعرف على المدارس المختلفة فى الرسم: كالمدرسة اليابانية والفرنسية والأمريكية وغيرها، على أيدى عدد من الفنانين ذوى الخبرات المختلفة المتطوعين، بالفعل بعد مرور 3 أشهر على بداية المدرسة استطاع كل طالب إنتاج فيلمه الخاص، كما سيتم تدريس الأزياء والخلفيات والمواقع، عبر سطور الحوار التالى يشرح سعد منظم المعارض المستقل ومنسق برامج الفنون البصرية بالجمعية السبب الحقيقى وراء تدشين المدرسة والاهتمام الخاص بالرسوم المتحركة، ويتحدث عن واقع الحركة التشكيلية وغيرها من الأمور الخاصة بالفنانين التشكيليين.

■ ما سبب إضافة مدرسة الرسوم المتحركة للمدارس الفنية الأخرى بجمعية النهضة للتنمية العلمية والثقافية؟
- الأصل فى العمل بالجمعية هو التكوين الإنساني.. بمعنى بناء الإنسان فكريا وعلميا وثقافيا بدون مقابل، فالهدف الأساسى وراء إنشاء مشروع مدرسة الرسوم المتحركة المستقل هو إيجاد بديل ثالث للأكاديميات الخاصة والرسمية، فما يعنينا بالمنتمى للمدرسة أن يكون مهتما بالفعل بدراسة هذا الفن وإتقانه، بغض النظر عما إذا كان الطالب دارسا فى الأساس للفن، فمهمتنا هى تنمية موهبته.

■ وأنت فى الأساس أحد خريجى قسم الجرافيك بالفنون الجميلة هل ترى أن المناهج حاليا لم تعد معبرة عن متطلبات السوق؟
- أعتقد أنه فى الماضى القريب أصبح الإقبال على أقسام الرسوم المتحركة يقل بمرور الوقت مقارنة بالسنوات السابقة، حيث كان الإقبال كبيرا جدا، وكان الطالب من سنواته الأولى فى الدراسة يعمل بشركات الرسوم المتحركة، ويتخرج فنانا متحققا تماما، وهذا مؤشر خطير جدا والسبب فى ذلك هو البعد الكامل للمناهج وطرق التدريس عن متطلبات السوق المتمثلة فى التكنولوجيا الجديدة التى أدخلت تقنيات جديدة على هذا التخصص، وهو ما نسعى لتلافيه فى المدرسة لدينا من حيث التعليم بالشكل التجريبى وفتح مدارك الطالب حتى يستوعب سريعا كيفية استخدام الصورة الثابتة والمتحركة وانتاجه لعمل يعبر فيه عن المشاكل السياسية والمجتمعية والحلم يزيد وينمو واصبح يتنفس بشكل جيد الآن وهو ما عبر عنه المحاضرون الذين فوجئوا بالإقبال على الدراسة وهو ما حمسهم أكثر على التعاون مع المدرسة والجمعية فى أنشطتها الفنية الهادفة.. فالطلبة موجودون يوميا بالجمعية خلاف يومى الدراسة والمحاضرات.

■ هل مدرسة الرسوم المتحركة تمثل كيانا موازيا للكليات الفنية التى تدرس هذا الفن أم ستكون كيانا بديلا؟
- هو كيان مواز للأماكن الموجودة فى الأكاديميات والكليات الفنية، وأحب أن أشير إلى أن الإدارة لدينا ذات فكر مستنير ومطلعة باستمرار، بداية من الأب ويليام سيدهم رئيس مجلس إدارة الجمعية، ويوسف رامز مدير الجمعية، وكذلك فيكتور شماع المدير التنفيذي، من حيث استحضارهم لكل الطرق الشعبية والجماهيرية فى طرق التعليم المجتمعى التى بدأتها بأمريكا الجنوبية مع كتاب «لاهوت التحرير»، بهدف تكوين إنسان يكون نافعا لمجتمعه، وهى أحد الأسباب التى تسببت فى طفرة اجتماعية فى البرازيل والأرجنتين، ودعينى أقول لك أن العالم ينتظر المارد البرازيلى والأرجنتينى لأنهما استثمرا الجمعيات الأهلية التى نجحت فى أن تكون كيانات موازية وبديلة لقدرتها على التعامل المباشر مع المجتمع، أرى أن الظروف ما بين مصر وبين أمريكا الجنوبية متشابهة إلى حد بعيد وهو ما يدعونى إلى التفاؤل أن ننجح فى تحقيق أهدافنا فى تنمية المجتمع علميا وثقافيا.

■ هل ترى أن الحكومات فى مصر داعمة للجمعيات الأهلية؟
- التشابه الذى تحدثت عنه كنت أقصد به أن كلينا دول فقيرة ونامية، وتشابه المزاج العام للناس من حيث السخونة فى الأداء والتفكير، بأمريكا الجنوبية الجمعيات الأهلية استطاعت أن يتكامل دورها ودور الحكومة تجاه الشعب والدولة فنجد الجمعيات الأهلية هناك تمول وتدعم كل القطاعات حتى كرة القدم وهو ما أتمنى حدوثه بمصر من حيث إتاحة الفرصة كاملة للتكامل ما بين الحكومة والجمعيات الأهلية إضافة لانتشارها النوعى وزيادة عدد الجمعيات بكل أرجاء مصر.

■ ما الذى تقدمه الجمعية للطالب بعد تخرجه فى المدرسة؟ وهل تساعده فى إيجاد فرصة عمل أو تدعمه فى التقدم للمهرجانات المهتمة بالرسوم المتحركة؟
- بالطبع العلاقة ممتدة والجمعية والمدرسة تدعم هذا التواصل من خلال عرض مشاريع التخرج بالمعارض النوعية، ومشاركة المشاريع بالمهرجانات المحلية والدولية، وفى خطتى تدشين أول مهرجان مستقل رسوم متحركة فى مصر، كذلك عمل أول فيلم رسوم متحركة طويل بتقنية cutout وحلقات مسلسلة رسوم متحركة يتم تسويقها عبر وسائل الاتصال الاجتماعى المختلفة ثم يقوم بإنتاجها أحد المنتجين المهتمين بالرسوم المتحركة، وهو ما سيدعم المدرسة والطلبة بوصولهم لمستوى احترافى حقيقي، بمعنى أن الفن يصرف على نفسه.

■ ما الترتيبات الجديدة فى مشروع أرشيف فنان؟
- فكرة الأرشيف هى فكرة بسيطة جدا دعمها الدكتور صلاح المليجى رئيس قطاع الفنون التشكيلية تقوم على التعرف إلى الفنانين المصريين الذين ذاع صيتهم خارج مصر وللأسف لايوجد تواصل بينهم وبين الوسط الفنى هنا والفنانين، فهدفى هو التأكيد على حرية تداول المعلومة ما بين الفنانين وبعضهم من خلال العرض الحى لأعمال الفنان وأفكاره ورؤيته التى يطرحها بمشاريعه الفنية، الجديد فى مشروع الأرشيف هو التجهيز لإعداد أرشيف ورقى لكل الفنانين الذين استضافهم المشروع لأعمالهم الفنية وكل ما كتب عنه، كذلك تدشين قناة للمشروع على اليوتيوب يتم رفع الفيديو الخاص بندوات الفنانين، كذلك تدشين موقع إليكترونى خاص بالمشروع وأخيرا إنتاج كتابا نقديا لكل الفنانين الذين شاركوا حتى الآن، بتمويل من قطاع الفنون التشكيلية والمشاركة النقدية للنقاد د.ياسر منجى وسيد محمود وياسر سلطان ود.هبة الهواري، هذا الكتاب سيتم توزيعه مجانا فى افتتاح معرض كبير لأعمال استيعادية للفنانين المشاركين، وهناك مفاجأة فى أسماء الفنانين المشاركين لاحقا فى المشروع لن أكشف عنها الآن.

■ ما تعليقك على مشاركة الفنان محمد عبلة ممثلا عن التشكيليين بلجنة الخمسين لصياغة الدستور؟
أراها خطوة مهمة وقوية جدا لأنها مساحة استطعنا كفنانين تشكيليين التعبير بها عن أنفسنا، فالفنان محمد عبلة من أهم الفنانين التى عملت فى الشارع ومشروعه المعروف «كوم غراب» ومشروع أتيلييه الشارع وهى بداية مهمة تحسب للتشكيليين ولها رد فعل واضح حول الاهتمام بهذا القطاع الهام والاهتمام بحل مشاكله.

■ كيف ترى دور وزارة الثقافة حاليا فى ضوء المتغيرات بمصر؟
- مع بداية التغيير السياسى فى 30 يونيو كان الفنانين هم الأكثر اشتباكا مع الحدث بكافة أشكال التعبير الفنى بشكل سلمى تماما رفيع المستوى، فأرى أن الفن والأدب هما حجر الزاوية لتكوين مجتمع ناضج، وأجيال واعية تماما، وهو ما يدعوننى للمطالبة بمنح مزيد من الميزانيات الداعمة للثقافة المصرية، ومنح فرصة حقيقية صادقة للفنانين الشباب، ونشر دولى للثقافة المصرية وإرسال البعثات الفنية والإقامات الفنية المتنوعة للفنانين.