الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صراع الأوقاف والإخوان على ساحات صلاة العيد




المحافظات - حسين فتحى وإلهام رفعت ومحيى الهنداوى وشهيرة ونيس

تستغل جماعة الاخوان المسلمين المحظورة قانونا المساجد فى تنظيم المظاهرات بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى بدلا من استغلالها فى أداء فرائض الله من صلاة مكتوبة وتطور الامر الذى دفع وزارة الأوقاف لمواجهة استخدام الاخوان لدور العبادة فى تحقيق مكاسب سياسية بتخصيص خطباء لاداء صلاة العيد فى الساحات.
فى جولة ببعض الساحات بالمحافظات «روزاليوسف» ترصد لكم الساحات والمساجد التى كانت محور صراع بين الجماعة المحظورة ورجال الدعوة السلفية لنضم طرفا آخر وهى وزارة الاوقاف.
195 ساحة
تقوم مديرية أوقاف الاسكندرية بتجهيز 195 ساحة لاداء صلاة عيد الاضحى بمختلف أحياء ومناطق المحافظة، حيث قال الشيخ الانصارى سعد عمارة، مدير المساجد بالمديرية، انه سيتم فرش الساحات وتجهيزها لأداء صلاة العيد، على أن يكون لكل ساحة منها إمامان، الأول منهما أساسى والآخر تحسبا لاى ظروف، وحتى لا يعتلى المنبر اى شخص لان المساجد للعبادة.
وأوضح عمارة أن أهالى عزبة "سكينة" شارع 8 يعانون من سيطرة الاخوان على "مسجد التقوى"، وأنهم يطالبون الاوقاف بالتدخل وتنظيم من يقوم بخطبة الجمعة حفاظا على حرمة المسجد بعد الصلاة وتكرر حالات التصادم بين المؤيد والمعارض.
ومن جملة المساجد التى سيطرت عليها الجماعة المحظورة بالاسكندرية، "التوحيد بأبوسليمان، ومسجد زمزم بمحرم بك"، حيث تشهد ساحاتهم تعليق المطبوعات من بوسترات وبانرات على جدرانهم من الداخل لتهنئة المصلين.
فى تلك المشاهد والاحداث يأتى عيد الأضحى هذا العام، بعد محاولات سيطرة الاوقاف على المساجد والساحات التابعة للاخوان ورجال الدعوة السلفية، والتى من أشهرها "أرض المعسل بالإبراهمية، وشارع محمد نجيب بسيدى بشر، وشارع زين العابدين بمحرم بك، لذلك أعلنت القوى الثورية بشبابها عن صلاة عيد الاضحى فى "ميدان سيدى جابر" وامتداده بشارع المشير احمد اسماعيل، للصلاة والاحتفال بأول أيام العيد.
الى ذلك أعلنت الدعوة السلفية عن 47 ساحة صلاة بمختلف أنحاء ومناطق الإسكندرية، على أن يتقدمهم للخطبة المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمى باسم الدعوة السلفية، والدكتور أحمد فريد، لخطبة العيد، والدكتور أشرف ثابت، والطبيب ياسر برهامى، إماما بالناس.
سيطرة الإخوان
وفى الاسماعيلية، منذ عزل مرسى ويتم خروج المسيرات بشكل يومى للمطالبة بعودته بجانب مجلس الشورى المنحل واعادة العمل بالدستور الاخوانى المعطل.
وكانت أبرز المساجد التى سيطرت عليها الجماعة المحظورة "مسجد الصالحين" المواجهة لمجمع محاكم مدن القناة وسيناء والذى كان بمثابة نقطة الانطلاق والنهاية للجماعة بالمدينة قبل ان تحكم قوات الجيش سيطرتها على تلك المنطقة فى العشرين من أغسطس الماضي، وهو ما دفع الجماعة لتغيير نقطة البداية لتتحول لـ"مسجد الصحابة" الكائن بشارع الغابة والذى تخرج منه المسيرات يوم الجمعة فقط، فى الوقت الذى يشهد "مسجد عمر بن الخطاب" بالمنطقة الخامسة خروج المسيرات اليومية التى تنطلق منه وتنتهى بميدان اندونيسيا الموازى لشارع المدارس.
ويعول اعضاء جماعة الاخوان المسلمين على اعداد المصلين خلال اداء صلاة عيد الاضحى، الثلاثاء المقبل، والتى تقام سنوياً بساحة "مسجد الصالحين"، على ان يتم استغلال تلك الاعداد فى تحريك مسيرة حاشدة فى مواجهة قوات الجيش التى كثفت من تواجدها بهذه المنطقة، الامر الذى قد ينذر بوقوع مزيد من الضحايا فى حالة حدوث مواجهات بين الطرفين.
كما بدأ انصار المعزول فى التجهيز لهذا اليوم والاعداد لخروج مسيرات بديلة فى حال فشل استغلال اعداد المصلين بساحة المسجد، على ان يكون مسجد عمر بن الخطاب، والصحابة، بدائل لخروج المسيرات.
من جهته أعلن الشيخ محمد عليوة، وكيل وزارة الأوقاف بالمحافظة، أنه تم إعداد وتجهيز عدد 21 ساحة مفتوحة لأداء صلاة عيد الأضحى المبارك على مستوى المحافظة بالكامل، لافتا إلى أنه تم التنسيق مع القوات المسلحة والشرطة لتأمينها.
تأمين الساحات
أما فى الفيوم فأعلن اللواء الشافعى محمد حسن، مدير أمن الفيوم، عن استعداد أجهزة الأمن بالمحافظة لتأمين الساحات التى ستقام بها صلاة عيد الأضحى بجميع مدن وقرى المحافظة، والتى تم تحديدها من قبل مديرية الأوقاف فقط، موضحا أنه لن يسمح لأى اتجاهات أو تيارات سياسية أو إسلامية بإقامة ساحات خاصة بها.
من جانبه قال الشيخ رمضان مراد، وكيل وزارة الاوقاف، إنه تم تخصيص 112 ساحة لأداء صلاة العيد، وتكليف كبار الشيوخ بالفيوم بالخطبة فى تلك الساحات المحددة، ويكون لكل ساحة إمام أساسى، وآخر احتياطى، لمواجهة أى ظرف طارئ.
ولفت مراد إلى أن ما يتردد عن اعتزام بعض التيارات السياسية إقامة ساحات خاصة بها مرفوض، وغير مصرح به على الاطلاق، لافتا إلى أن أجهزة الأمن ستتصدى بكل حسم لهذه الاعمال متخذه ضددهم كافة الاجراءات القانونية.
كانت الدعوه السلفية قد أعلنت عن إقامة صلاة العيد فى 7 ساحات فى مدن "طامية، والفيوم، ويوسف الصديق، وأبشواى، وسنورس".
ومن جانبها أعلنت الجماعة المحظورة عن إقامة صلاة العيد بميدان "السواقي".
تقلص العدد
وفى المنوفية اختلفت ساحات صلاة عيد الاضحى هذا العام عن سابقتها بالأعوام الماضية وعلى وجه التحديد العام الماضي، فبعد ان كان جماعة الاخوان والسلفيون مستحوذين على معظم ساحات صلاة العيد، فقد تقلص العدد ليصل إلى نصف العام الماضى تقريبا، بسبب خوف اصحاب الفراشات من أى احتكاكات أو اعتراضات تأتى من المواطنين أو أجهزة الأمن والقائمين على المصلى، حينها سيكون تدمير الفراشة واقعا لا محالة.
وكانت الساحات الموجودة بالمنوفية يتم توزيعها بالتساوى بين جماعة الاخوان المسلمين والدعوة السلفية فى صلاة العيد العام الماضى وسابقيه، والتى كان معظمها موجودا بـ"الخلاء"، مستغلين الساحات للدعاية وللترويج لبرامجهم الانتخابية،وذلك من خلال قيام الشباب والاطفال بتوزيع المنشورات على المصلين عقب الانتهاء من صلاة العيد واتمام خطبته.
20 الف مصلى
وفى دمياط دائما تقام صلاة العيدين على عدد من الساحات المعروفة من أهمها الساحة الرئيسية لاستاد دمياط "التابع لمديرية الشباب والرياضة التى كان يحتلها الإخوان لاستقبال نحو 20 ألف مصل، ومسجد البحر وجامع المعينى، والأندية التابعة لكافة النقابات لإقامة احتفالاتهم بعد الصلاة إلى جانب التجهيز لاعداد سلاسل بشرية على كورنيش النيل بعد صلاة العيد لتهنئة المارة.
بينما يحتل السلفيون الساحات والمساجد التى قامت جمعية أنصار السنة المحمدية بانشائها وعددها 100 مسجد و150 أخرى لـدعوة الحق ومن أبرزها ساحات مساجد مجمع الإيمان بالشهابية والمجمع الإسلامى الخيرى بالسنانية.
ومجمع المظلوم بدمياط ومسجد دعوة الحق بدمياط ومجمع الإيمان بالسنانية والمجمع الإسلامى برأس البر. وهذا يظهر مدى تسابق الاخوان والسلفيين على احتلال المشهد بفرش تلك الساحات والمساجد بــ"الحصر" مبكرا قبل الآخر، وفى بعض القرى خرجت السيطرة الإخوانية من حلبة الصراع.
فيما سيطر السلفيون على عدد منها وأبرزها مسجد قباء طريق بورسعيد، أما مساجد مدينة كفر البطيخ، فيشترك الإخوان والسلفيون فى التواجد بها بعد اتفاق فيما بينها، حيث يتحكم السلفيون فى إدارة مسجد التوحيد فى حين يتحكم الإخوان فى المسجد الكبير بينما تحول مسجد السواحل من تبعيته للأوقاف إلى سيطرة الإخوان عليه.
وفى كفر سعد البلد سيطر الإخوان على ساحة جمعية الشبان المسلمين بالقرية ويستغلون أحد الأطفال فى توزيع منشورات على المتواجدين أمام المسجد الكبير مما يؤدى لحدوث مشادات بين المصلين الذين يرفضون استغلال الدين فى السياسة والدعاية الانتخابية.
ويحرص كلا التيارين الاخوانى والسلفى على نشر لافتات وصور مرشحيها ونوابها السابقين فى الطرق المؤدية لساحات صلاة العيد مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات البرلمانية ويملأون شوارع المحافظة بلافتات "عيديه" الإخوان.
ويقوم الإخوان بتوزيع كروت التهنئة بالعيد وتوزيع الرطب ومنشورات دعائية للإخوان مصحوبة بعلم الجماعة ذى الخلفية الخضراء والسيفين المتقاطعين.
وفى حين يجلب السلفيون سعف النخيل لتعليقه على جانبى الساحة مع محاولة تعطير كل مصلى من خلال زجاجة المسك التى لاتفارق أيديهم فى محاولة لكسب ود المصلين فى الانتخابات البرلمانية بأنهم أناس طيبون.
وفى دائرة مركز كفر سعد المشهد مختلف تماما حيث تظهر فكرة الدعاية الانتخابية من خلال لافتات تأييد للجماعة وكأنه ليس هناك سواهم على الساحة لتحدث المشادات فيما بينهم خاصة فى قرى كفور الغاب والوسطانى وكفر سعد البلد والسعديات التى تمثل أكبر بؤر للسلفيين الذين يتصدون لهم بلافتات مماثلة للتهنئة بالعيد وكتابة انجازاتهم عليها وخططهم القادمة.
ومن أشهر الساحات فى كفر سعد نقطة تمركز الإخوان ساحة "نادى كفر سعد الرياضى " حيث يسيطرون عليها ولا تخلو هى الأخرى من مشادات فيما بين المصلين بسبب إصرار الإخوان على الوقوف على الباب للترحيب بالناس.
وفى مركز فارسكور يتسابق كلا الفريقين على الساحة الشعبية التى تتوسط المدينة بتعليق بالونات ضخمة فى المدخل مكتوب عليها التهانى بأسماء نواب الإخوان بينما ينشغل السلفيون بفرش الحصر داخل الساحة ويركب الإخوان من خلال دعايتهم القوية من خارج الساحة بأنهم من يخدمون على راحة المصلين وأنهم هم القائمون على التجهيز والإعداد للصلاة.
ففى الساحة الشعبية يقف كلا الفريقين على جانبى مدخل الساحة للترحيب بالقادمين من المصلين فى منظر استفزازى للمصلين الأمر الذى دفع أحد المصلين المعروف بعدائه لكلا الفريقين بمهاجمتهم وانتقادهم وهم يبتسمون ابتسامه استخفاف.
أما هذا العام وبعد ثورة 30 يونيو وسقوط الإخوان من السلطة وسقوطهم أيضا فى الشارع أقام الثوار صلاة عيد الفطر الماضى بميدان الساعة حيث كانت تحتشد الجماهير خلال الثورة وشارك فى الصلاة الآلاف من المصلين، ويخطط الثوار لتكرار التجربة فى العيد القادم أما فى باقى مدن وقرى دمياط فقد اتفق الأهالى على استمرار الصلاة بالساحات العامة والرياضية بجهودهم الذاتية لتفويت الفرصة على الإخوان والسلفيين فى استغلال الصلاة فى التحريض على الجيش ومؤسسات الدولة.
وقام الاهالى فى العيد السابق طواعية دون أن يرشدهم أحد فى كل منطقة على فرش الساحة لتجد مئات الشباب يتسابقون فى تزيين الساحات ابتهاجا بالعيد مع اختفاء كبير للعديد من قيادات الإخوان وأتباعهم الذين ذهبوا للصلاة فى المساجد التابعة لهم وغابوا عن المشهد من كافة الساحات التى تقام بها الصلاة ولم تحدث مشكلة واحدة مع غيابهم وغياب الأمن عن تأمين الساحات حيث كان الشباب يقومون بذلك الدور فى تسهيل وتيسير وتوجية المصلين.
من جانبه أكد الشيخ محمد سلامة مدير عام أوقاف دمياط أن الوزارة فطنت لذلك تم حصر الساحات فى المحافظة والتى وصلت لــــــ52 ساحة وتم تجهيز فرشهم قبل عيد الفطر الماضى وكانت السيطرة للأوقاف على كل الساحات بالفرش والتجهيز وتم تخزين الفرش بمخازن المديرية لان الإخوان كانوا يجمعون الأموال لشراء الحصر لفرشها فى صلاة العيدين وبعد أن تم إزاحتهم من المشهد السياسى اخذوا الحصر الى رابعة العدوية.
وأضاف انه تم استعادة المساجد المخطوفة من الأوقاف ومنها مسجد الدعوة فى مدخل المدينة ومسجد الرضوان والأنصار فى مجاورة رابعة بحى أول وكذلك مسجد تابع لأنصار السنة فى الحى الرابع بالمجاورة الثانية ومسجد المجاورة السادسة وهناك المجمع الاسلامى التابع للمركز الطبى الاسلامى تابع للسنة المحمدية بدمياط الجديدة علاوة على استعادة 150 مسجداً تابعة لجمعية دعوة الحق و100 مسجد أخرى لأنصار السنة المحمدية.