الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إبداع




شعر - عبدالرحمن شكرى وأبوالقاسم الشابى .. رسوم - ويليام بوغيرو
شعراؤنا شموس فى سماء الإبداع ينيرون لنا ببصيرتهم وبصرهم طريقنا ويخبرونا ما لم نخبره، فيما فاتنا من أمورنا الحياتية فهم بمثابة توثيق وشهادة على عصرهم ونحن نخصص هذه المساحة من الإبداع للاحتفال بشاعرين مهمين، الأول هو الشاعر المصرى عبد الرحمن شكرى (12 أكتوبر 1886-1958) وهو من الرواد فى تاريخ الأدب العربى الحديث، كان شاعرًا مجددًا ومفكرًا أصيلاً حريصًا على اللغة العربية الفصحى، كما كان ناقداً لعبت آراؤه النقدية دورًا كبيرًا فى الأدب العربى الحديث، وهو إلى جوار العقاد والمازنى أعمدة «مدرسة الديوان» التى وضعت مفهومًا جديدًا للشعر فى أوائل القرن الميلادى الماضى.

وأيضا احتفالا بالشاعر التونسى أبو القاسم الشابى (1909- 9 أكتوبر 1934) وقد لقب «شاعر الخضراء»، له العديد من القصائد الشهيرة منها «إرادة الحياة» وهى النشيد الوطنى لتونس.

يصاحب القصائد لوحات للفنان العالمى ويليام بوغيرو، وهو رسام واقعى وأكاديمى فرنسى، من الشخصيات البارزة فى تاريخ الفن، تتميز لوحاته بالإتقان الكامل فى الشكل والتقنية والجودة العالية والتأثر الشديد بالواقعية.
 
عصفور الجنة
ألا يا طائرَ الفِردوسِ قَلْبى لك بستانُ
ففيه الزهـرُ والماءُ وفيه الغصــن فينانُ
وفيهِ منكَ أنغــامٌ وفيه منكَ ألحـــــــانُ
وللأشجــارِ أوتارٌ وناياتٌ وعيـــــــــــدانُ
ألا يا طائــــرَ الفــــــردو س إن الشعر وجـــدانُ
وفى شدوكَ شعرُ النفـ ـس لا زورٌ وبهتـــــــانُ
فلا تقتـــــــــــدِ بالناسِ فما فى الخلقِ إنسانُ
وجُدْ لى منكَ بالشعــرِ فإنَّــا فيـــه إخـــــــــوانُ
ألا يا طائــــرَ الفــــــردو س قلبى منك ولهـــانُ
فهل تأنفُ منْ روضى وما فى الروض ثعبانُ؟
وهل تنفرُ من جـــوِّى وما فى الجوِّ عقبــانُ؟
وهل تنَفـــرُ من قلبى كأنَّ القلبَ خــــــوّانُ
فما لى مِنْكَ إسعــــادٌ ولا لى منكَ لقيــــانُ
وللأقــــــــدارِ أحكامٌ وللمخلــــوقِ إذعـــــــانُ
أرى الأحداثَ إسراراً ستُمسى وهى إعلانُ
ويهفو بكَ ريبُ الدهـ ـرِ إنَّ الدهـــرَ طعّــــــــانُ
فلا حســنٌ ولا شدوٌ ولا زهـــــــرٌ وأَغَصـــانُ
سيبقى لـــكَ فى قلبى مـــوداتٌ وتَحنانُ
فإنْ ملّكَ أحبـــــــــــــابٌ وإنْ عقّك إخـــوانُ
وإنْ رابَكَ مـــــن عَيْشـِ كَ لوعاتٌ وأحزانُ
فجرّبْ عنــــــدَها قلبى فقلبى منكَ مـــلآنُ
وأسمعنْى من الشعرِ فإنَّا فيهِ خــــــلانُ
وهــل تفهمُ ما أعْنى وهل للطيرِ أذهانُ؟

عبد الرحمن شكرى

 
لحن الحياة

إذا الشـــعبُ يومًــا أراد الحيــاة
فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ
ولا بــــدَّ لليـــل أن ينجـــلي
ولا بــــدّ للقيـــد أن ينكســـرْ
ومــن لــم يعانقْـه شـوْقُ الحيـاة
تبخَّـــرَ فــى جوِّهــا واندثــرْ
فــويل لمــن لــم تَشُــقهُ الحيـاة
مــن صفْعــة العــدَم المنتصـرْ
كـــذلك قــالت لــيَ الكائنــاتُ
  وحـــدثنى روحُهـــا المســـتترْ
ودمــدمتِ الــرِّيحُ بيــن الفِجـاج
وفــوق الجبــال وتحـت الشـجرْ:
إذا مـــا طمحــتُ إلــى غايــةٍ
 ركــبتُ المُنــى، ونسِـيت الحـذرْ
ولــم أتجــنَّب وعــورَ الشِّـعاب
ولا كُبَّـــةَ اللّهَـــب المســـتعرْ
ومن يتهيب صعود الجبال
يعش أبَــدَ الدهــر بيــن الحــفرْ
فعجَّــتْ بقلبــى دمــاءُ الشـباب
وضجَّــت بصـدرى ريـاحٌ أخَـرْ...
وأطـرقتُ، أصغـى لقصـف الرعـودِ
وعــزفِ الريــاحِ، ووقـعِ المطـرْ
وقـالت لـى الأرضُ - لمـا سـألت:
أيــا أمُّ هــل تكــرهين البشــرْ؟
أُبــارك فـى النـاس أهـلَ الطمـوح
ومــن يســتلذُّ ركــوبَ الخــطرْ
وألْعــنُ مــن لا يماشــى الزمـانَ
ويقنـــع بــالعيْشِ عيشِ الحجَــرْ
هــو الكــونُ حـيٌ، يحـبُّ الحيـاة
ويحــتقر المَيْــتَ، مهمــا كــبُرْ
فـلا الأفْـق يحـضن ميْـتَ الطيـورِ
ولا النحــلُ يلثــم ميْــتَ الزهـرْ
ولــولا أمُومــةُ قلبِــى الــرّؤوم
لَمَــا ضمّــتِ الميْـتَ تلـك الحُـفَرْ
فــويلٌ لمــن لــم تشُــقه الحيـاة
 مِــن لعنــة العــدم المنتصِـرْ!
وفــى ليلــة مـن ليـالى الخـريف
مثقَّلـــةٍ بالأســـى، والضجـــرْ
ســكرتُ بهـا مـن ضيـاء النجـوم
وغنَّيْــتُ للحُــزْن حــتى ســكرْ
سـألتُ الدُّجـى: هـل تُعيـد الحيـاةُ،
لمـــا أذبلتــه، ربيــعَ العمــرْ؟
فلـــم تتكـــلّم شــفاه الظــلام
    ولــم تــترنَّمْ عــذارى السَّــحَرْ
وقــال لــيَ الغــابُ فــى رقَّـةٍ
 مُحَبَّبَـــةٍ مثــل خــفْق الوتــرْ:
يجــئ الشــتاءُ، شــتاء الضبـاب
شــتاء الثلــوج، شــتاء المطــرْ
فينطفــئُ السِّـحرُ، سـحرُ الغصـونِ
وســحرُ الزهــورِ، وسـحرُ الثمـرْ
وســحرُ السـماءِ، الشـجيُّ، الـوديعُ
وســحرُ المـروجِ، الشـهىُ، العطِـرْ
وتهـــوِى الغصــونُ، وأوراقُهــا
وأزهــارُ عهــدٍ حــبيبٍ نضِــرْ
وتلهــو بهـا الـريحُ فـى كـل وادٍ،
ويدفنُهَــا الســيلُ، أنَّــى عــبرْ
ويفنــى الجــميعُ كحُــلْمٍ بــديعٍ،
تـــألّق فـــى مهجــةٍ واندثــرْ
وتبقــى البــذورُ، التــى حُـمِّلَتْ
ذخــيرةَ عُمْــرٍ جــميلٍ، غَــبَرْ
وذكــرى فصــولٍ، ورؤيـا حيـاةٍ،
وأشــباحَ دنيــا، تلاشــتْ زُمَـرْ
معانقــةً - وهـى تحـت الضبـابِ،
وتحــت الثلـوجِ، وتحـت المَـدَرْ -
لِطَيْــفِ الحيــاةِ الــذى لا يُمَــلُّ
وقلــبِ الــربيعِ الشــذيِّ الخـضِرْ
وحالمـــةً بأغـــانى الطيـــورِ
 وعِطْــرِ الزهــورِ، وطَعـمِ الثمـرْ

أبو القاسم الشابى

عـِشْ بالشـُّعور، وللشـُّعورِ، فإنما

عِشْ بالشُّعورِ، وللشُّعورِ، فإنَّما
دنياكَ كونُ عواطفٍ وشعورِ
شِيدَتْ على العطْفِ العميقِ، وإنّها
لتجفُّ لو شِيدتْ على التفكيرِ
وَتَظَلُّ جَامِدَة الجمالِ، كئيبة ً
كالهيكلِ، المتهدِّم، المهجورِ
وَتَظَلُّ قاسية َ الملامحِ، جهْمة ً
كالموتِ..، مُقْفِرة ً، بغير يرورِ
لا الحبُّ يرقُصُ فوقها متغنِّياً
للنّاسِ، بين جَداولٍ وزهورِ
مُتَوَرِّدَ الوَجناتِ سكرانَ الخطا
يهتزُّ من مَرَح، وفرْط حبورِ
متكلِّلاً بالورْدِ، ينثرُ للورى
أوراقَ وردِ «اللَّذة ِ» المنضورِ
كلاَّ‍! ولا الفنُّ الجميلُ بظاهرٍ
فى الكون تحتَ غمامة ٍ من نورِ
مَتَوشِّحاً بالسِّحر، ينفْخ نايَهُ
بوبَ بين خمائلٍ وغديرِ
أو يلمسُ العودَ المقدّسَ، واصفاً
للموت، للأيام، للديجورِ
ما فى الحياة من المسرَّة ِ، والأسى
والسِّحْر، واللَّذاتِ، والتغريرِ
أبَداً ولا الأملُ المُجَنَّحُ مُنْشِداً
فيها بصوتِ الحالم، المَحْبُورِ
تلكَ الأناشيدُ التى تَهَبُ الورى
عزْمَ الشَّبابِ، وَغِبْطة العُصْفورِ
واجعلْ شُعورَكَ، فى الطَّبيعة قَائداً
فهو الخبيرُ بتِيهما المسْحورِ
صَحِبَ الحياة َ صغيرة ً، ومشى بها
بين الجماجم، والدَّمِ المهدورِ
وعَدَا بهَا فوقَ الشَّواهِق، باسماً
متغنِّياً، مِنْ أعْصُرِ وَدُهورِ
والعقلُ، رغْمَ مشيبهِ ووقَاره
ما زالَ فى الأيّامِ جِدَّ صغيرِ
يمشي..، فتصرعه الرياحُ..، فَيَنْثَنِي
مُتوجِّعاً، كالطّائر المكسورِ
ويظلُّ يَسْألُ نفسه، متفلسفاً
متَنَطِّساً، فى خفَّة ٍ وغُرورِ:
عمَّا تُحَجِّبُهُ الكواكبُ خلفَها
مِنْ سِرِّ هذا العالَم المستورِ
وهو المهشَّمُ بالعواصفِ.. يا لهُ
من ساذجٍ متفلسفٍ، مغرور!
وافتحْ فؤادكَ للوجود، وخلَّه
لليمِّ للأمواج، للدّيجورِ
للثَّلج تنثُرُهُ الزوابعُ، للأسى
للهَوْلِ، للآلامِ، للمقدورِ
واتركْه يقتحِمُ العواصفَ..، هائماً
فى أفقِها، المتلبّدِ، المقرورِ
ويخوضُ أحشاءَ الوجود..، مُغامِراً
فى ليْلِها، المتَهَّيبِ، المحذورِ
حتَّى تعانقَه الحياة ُ، ويرتوي
 من ثغْرِها المتأجِّجِ، المسجورِ
فتعيشَ فى الدنيا بقلبٍ زاجرٍ
يقظِ المشاعرِ، حالمٍ، مسحورِ
فى نشوة ٍ، صُوفيَّة ٍ، قُدسية ٍ
هيَ خيرُ ما فى العالمِ المنظورِ
 أبو القاسم الشابى

جنون الأقوياء

وقديمًا جن القوي بما طاع
له من تزلف الضعفاء
وضعوه في منزل الله كفرًا
فطغى واستباح سفك الدماء
ورأى الخير والفضيلة ما شاء
وإن كان من أذى الأدنياء
ورأى الشر والكبائر ما عاف
وإن كان سيرة الأبرياء
عبد الرحمن شكرى

اليتيم
وما اليُتم إلا غربة ومهانة
وأي قريب لليتيم قريب؟
يمر به الغلمان مثنى وموحدًا
وكل امرئ يلقى اليتيم غريب
يرى كل أم بابنها مستعزة
وهيهات أن يحنو عليه حبيب
يسائله الغلمان عن شأن أهله
فيحزنه ألا يجيب مجيب
إذا جاءه عيد من الحول عاده
من الوجد دمع هاطل ووجيب
كأن سرور الناس بالعيد قسوة
عليه تريق الدمع وهو صبيب
عزاؤك لا يلملم بك الضيم إننا
يتامى ولكن الشقاء ضروب
فهذا يتيم ثاكل صفو عيشه
وذاك من الصحب الكرام سليب
ويقول في قصيدة «مصارع النجباء»:
إن الحياة جمالها وبهاؤها
هبة من النجباء والشهداء
الحالمون بكل مجد خالد
سامي المنال كمنزل الجوزاء
الغاضبون الناقمون على الورى
هبوا هبوب الصرصر الهوجاء
الخالقون المهلكون الشارعون
المرسلون بآية عزاء
آي الجلالة والذكاء ميعها
فيهم على السراء والضراء
فلئن أصابهم الزمان بمهلك
قبل ابتناء منازل العلياء
فحياتهم وفعالهم ودماؤهم
مثل الهدى وكواكب الإسراء
عبد الرحمن شكرى

كلُّ ما هبَّ، وما دبَّ، وما
كلُّ ما هبَّ، وما دبَّ، وما  
  نامَ، أو حامَ على هذا الوجود
مِنْ طيورٍ، وَزُهورٍ، وشذًى  
  وينابيعَ. وأغصانٍ تَميدْ
وبحارٍ، وكهوفٍ، وذُرًى   
وبراكينَ، ووديانٍ، وبيدْ
وضياءٍ، وظِلالٍ ودجى ،      
           وفصولٍ، وغيولٍ، ورعودْ
وثلوجٍ، وضباب عابرٍ،  
               وأعاصيرَ وأمطارٍ تجودْ
وتعاليمَ، وَدِينٍ، ورؤى      
           وأحاسيسَ، وَصَمْتٍ، ونشيدْ
كلُّها تحيْا، بقلبي حرَّة ً   
             غَضة َ السّحر، كأطفال الخلودْ
ههُنا، في قلبيَ الرحْبِ، العميقْ  
   يرقُصُ الموتُ وأطيافُ الوجودْ
ههُنا، تَعْصِفُ أهوالُ الدُّجى  
         ههنا، تخفُقُ أحلامُ الورودْ
ههنا، تهتُفُ أصداءُ الفَنا  
  ههنا، تُعزَفُ ألحانُ الخلودْ
ههنا، تَمْشي الأَماني والهوى 
   والأسى ، في موكبٍ فخمِ النشيد
ههنا الفجْرُ الذي لا ينتهي
    ههنا اللَّيلُ الذي ليسَ يَبيدْ
ههنا، ألفُ خِضَمٍّ، ثَائرٍ   
خالدِ الثَّورة ِ، مجهولِ الحُدودْ
ههنا، في كلِّ آنٍ تَمَّحي   
صُوَرُ الدُّنيا، وتبدو من جَديدْ
أبو القاسم الشابى


يا أيها الشادى المغرد هاهـُنا
 
يَا أيُّها الشَّادِى المغرِّدُ ههُنا
ثَمِلاً بِغِبْطة ِ قَلْبِهِ المَسْرُورِ
مُتَنَقِّلاً بينَ الخَمائلِ، تَالِياً
وحْيَ الربيعِ السّاحرِ المسحورِ
غرّدْ، ففى تلك السهول زنابقٌ
تَرْنُو إليكَ بِنَاظرٍ مَنْظُورِ
غرِّدْ، ففى قلبى إليْك مودَّة ٌ          
لكن مودَّة طائر مأسورِ
هَجَرَتْهُ أَسْرابُ الحمائمِ، وانْبَرَتْ
لِعَذَابِهِ جنِّية ُ الدَّيْجُور
غرِّد، ولا ترهَبْ يميني، إنّني
مِثْلُ الطُّيورِ بمُهْجَتى وضَمِيري
لكنْ لقد هاضَ الترابُ ملامعي
فَلَبِثْتُ مِثْلَ البُلبلِ المَكْسُورِ
أشدُو برنّاتِ النِّياحَة ِ والأسى
مشبوبة بعواطفى وشعوري
غرِّدْ، ولا تحفَلْ بقلبي، إنّهُ
 كالمعزَفِ، المتحطِّمِ، المهجورِ
رتِّل عَلى سَمْع الرَّبيعِ نشيدَهُ
 واصدحْ بفيضِ فؤادك المسجورِ
وکنْشِدْ أناشيدَ الجَمال، فإنَّها
 روحُ الوجود، وسلوة المقهورِ
أنا طَائرٌ، مُتَغرِّدٌ، مُتَرنِّمٌ
لكِنْ بصوتِ كآبتى وَزَفيري
يهتاجُنى صوتُ الطّيور
لأنَّه مُتَدَفِّقٌ بحرارة وطَهورِ
ما فى وجود النَّاس مِنْ شيءٍ به
يَرضَى فؤادى أو يُسَرُّ ضميري
فإذا استمعتُ حديثَهم أَلْفَيْتُهُ
غَثّاً، يَفِيض بِركَّة ٍ وَفُتُورِ
وإذا حَضَرْتُ جُمُوعَهُمْ ألْفَيتَنِي
ما بينهم كالبلبل المأسورِ
متوحِّداً بعواطفي، ومشاعري،
وَخَوَاطِري، وَكَآبتي، وَسُروري
يَنْتَابُنِى حَرَجُ الحياة كأنّني
  مِنْهمْ بِوَهْدَة جَنْدلٍ وَصُخورِ
فإذا سَكَتُّ تضجَّروا، وإذا نَطَقْتُ
تذمَّروا مِنْ فكْرَتى وَشُعوري
آهٍ مِنَ النَّاسِ الذين بَلَوْتُهُمْ
  فَقَلَوْتُهُمْ فى وحشتى وَحُبُوري!
أبو القاسم الشابى