الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تشويه العقيدة.. وخدمة الإسلام




كتب: يحيى عبدالله

تتعرض مصر منذ زمن لملوثات كثيرة.. فقد تلوث الهواء وأصاب الناس فى مقتل، وتلوث الماء فكثرت أمراض الفشل الكلوى والسرطانات.. وهذه الأمراض لها علاج ويمكن الشفاء منها، لكن التلوث المدمر الذى أصاب أهل المحروسة هو التلوث الفكرى وخاصة تلوث الفكر الدينى وهو أغلى ما يملك الإنسان وخط الدفاع الأخير للإنسان أمام دنياه وزاده فى آخرته.
وقد جاء الخطاب الدينى بعد الثورة مقززا.. ومنفرا.. وصادما.. بفضل عدة قنوات فضائية ظهرت فجأة وكأنها من انجازات 25 يناير وهى قنوات مجهولة التمويل ولكنها مقروءة الهدف والمقصد.. تروج لفكر وهابى ممجوج جاء مصر بعد حرب 1973 ومع سفر المصريين للسعودية، وجلبوا معهم فكر الصحراء المغلق العقيم الذى يضر بالدين ويشوه العقيدة، جلبوا فكرا يحرض على العنف، ولم نر لهم أثرا قدموه لخدمة الإسلام وخدمة الإنسانية.
وتحول هدفهم بعد يناير إلى نوع آخر من الإرهاب وهو الإرهاب الفكرى، وجاءت هذه القنوات الفضائية بدعاة ذوى لحى طويلة وألسنة بذيئة لا ترقى لمستوى اللحية من وقار  ومسئولية، ومن هؤلاء الدعاة من كان مسبحا بحمد الرئيس الأسبق وخادما لأجهزة أمنه، وتحولوا بعد 25 يناير إلى النقيض وأظهروا براعة فى التهجم بالسباب على كل من يعارضهم، وكشفوا عن وجه قبيح لم نألفه يكيل اللعنات على الآمنين فى أعراضهم وشرفهم.. كمن إذا خاصم فجر وهى صفة من صفات المنافق. حتى أن بعضهم بلغت به الصفاقة والوقاحة أن ادعى كذبا أن الحبيب المصطفى «ص» كان سبابا ولعانا ليبرروا سقوطهم فى هذه الرذائل وهو الذى وصفه ربه بأنه على خلق عظيم.. فأعطى الناس لهم ظهورهم لأن فطرتهم السليمة لا ترضى بهذه الوقاحة، ولأن الهواء قد تلوث بفسق غير مسبوق، وهم الذين تربوا على وسطية الدين وسماحته التى طالما حثتهم على الفضيلة والخلق القويم.