الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مدارسنا.. والمدارس التربوية فى العالم (2-2)




كتب: د/ صبرى هاشم محمود هاشم

وتشكل نوعية الكتب عاملا هاما فى نجاح المنهاج الدراسى، فبعد أن يتم تطوير الكتب المصورة المكتوبة بلغة تناسب الأطفال يتم إخضاعها للتجريب والاختبار فى مدارس الدولة ومن ثم تعديلها فى ضوء تقارير المعلمين واستجابات الطلبة، ويقوم المعلم أثناء تطبيق المنهاج بقراءة الدرس بصوت عال وواضح أمام الطلبة موضحا ظروف حدوث القصة وشخصياتها ومعانى المصطلحات الصعبة، ويشجع الطلبة على اعتبار أن القراءة الجيدة هى جزء من النجاح وأن إتقانها خطوة مهمة نحو كتابة رسالة أو تأليف قصيدة مثلا.
وتتميز هولندا بتعليم الرياضيات الواقعية ( المرتبطة بواقع الحياة) واللغات الأجنبية، فتستخدم هولندا أسلوب حديث فى تدريس الرياضيات يطلق علية الرياضيات الواقعية، بحيث يبدأ الأطفال بتعليم الحساب باستخدام وسائل محسوسة، ثم تساعدهم الكتب فى التعلم كل حسب قدراته وذلك للتوصل إلى الحلول من خلال تطور المشكلة والعمل على حلها دون الاعتماد على حفظ المعادلات، ويعتمد أسلوب الرياضيات الواقعية على تدريس كافة فروع الرياضيات فى كل المراحل الدراسية ولكن من خلال ارتباطها بمشاكل واقعية تساعد الطالب على الربط بين ما يتعلمه وما يدور حوله فى الحياة العملية، ويطبق هذا الأسلوب،فى هولندا فى الصفوف الأولى ثم ينتقل الطلبة فى المرحلة الثانوية والجامعية إلى مواد أكثر تخصصا وتقدما.ويعتقد الهولنديون بأهمية تنمية القدرة على التواصل مع الآخرين وبخاصة فى عالمنا المعاصر الذى اختصرت فيه المسافات وأصبحت الكرة الأرضية قرية صغيرة، لذلك فإنهم يهتمون بتعليم اللغات المختلفة ( الانجليزية والفرنسية والألمانية )فى السنوات الأولى ويستمر هذا الاهتمام فى المرحلة الثانوية والجامعية، بينما تعتير الولايات المتحدة موضوع تدريس اللغات أمرا ثانويا.
اما اليابان فقد اهتمت بالعلوم التطبيقية بحيث انتقل من العلوم البحتة إلى العلوم التطبيقية، بهدف إعداد طلبة يطرحون الأسئلة ويصوغون الفرضيات ويحاولون إيجاد الحلول لها،لذا فإن حولى 25% من اليوم الدراسى فى المدارس الابتدائية يخصص لتعليم العلوم والرياضيات،وهذا بدوره سيقود إلى خلق جيل واقعى خلاق ومواطنين فاعلين ومنتجين اقتصاديا،مما جعل اليابان تقدمت علميا بشكل ملحوظ فغدت فى مقدمة الدول المتقدمة تكنولوجيا، فالطلبة يتعلمون تطبيقات العلوم قبل حفظهم لمبادئها حيث يؤمن اليابانيون أن قوانين ماكسويل للمغناطيسية الكهربائية مهمة ولكنها لاتساعد الطالب على إصلاح آلة كهربائية غذا لم يمارس ذلك عمليا.
 إما ألمانيا فهى تهتم بالتعليم الثانوى المهنى والتقنى...حيث يرسل أولياء الأمور أبناءهم إلى مدارس مهنية وفنية متخصصة تعمل على إعدادهم للالتحاق بالدراسة الجامعية وذلك بدءا من الصف الخامس وتبدأ عملية التخصص فى أحد المسارات المحددة فى الصف العاشر ويتم ذلك بأسلوب متميزلامثيل له فى العالم،حيث يرسل الطلبة المتدربون فى مهنة ما للالتحاق بالعمل الفعلى فى الأعمال الحرة ويتلقون برامج تدريبية أثناء العمل لمدة ثلاث سنوات يتعلمون موضوعاتهم الدراسية من خلالها بالإضافة إلى حصولهم على أجر مادى لقاء ذلك،كما ان هذا المنهج يساعد على دمج أصحاب الأعمال فى عملية التدريب وتحملهم جزءا من مسئولية إعداد هذه الكوادر البشرية للمستقبل، بالاضافة إلى ذلك فقد اهتمت ألمانيا بتأهيل وتدريب المعلمين المتميزة ما ساعد على جذب العديد من الطلبة للعمل بمهنة التدريس.