الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

تلك الأيام




للاسف.. لست ممن شهد حرب اكتوبر.. ولا ممن سمعوا طلقات مدافعها او حتى هدير طائراتها.. بل وبحسب سجلات الحياة تقول اننى لم اسمع الا طلقات الغدر التى اغتالت قائدها وزعيمها «أنور السادات» بأيدى من سموا القتل جهاد والعنف اصلاح والديمقراطية كفر .
وجاء جيلنا بعد ان غابت شرعية اكتوبر.. ظللنا طيلة ثلاثون عاما لا نسمع الا عن مبارك باعتباره الرئيس الاوحد والزعيم.. واختصرت شريعة اكتوبر فى اغانى وطنية موروثة الى اغنية اخترناك   لرئيس لم يختره احد وفيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبى».. وكأن هذه العبارة من النظام الحاكم الى الشعب.. ولكن فى النهاية نجح هذا الشعب فى 25 يناير ان يسترد رصاصته وان يطلق النار على نظام كان يعيش فى غرفة الانعاش لعدة سنوات.. نظام ضربت الشيخوخة رأسه وشلت اطرافه لدرجة ان القبطان لم يدرك ان سفينته تغرق بعد ان انطلقت حناجر الثائرين من كل حدب وصوب يطالبونه بالرحيل .
الان رحل رئيس لم يختره الا حاشيته وبدأنا نتنفس شرعية اكتوبر التى غابت لسنوات.. ولكن للاسف اصيب الشعب بحالة صدمة بعد ان ولد جنين الثورة مشوها.. جنين  انتظره الملايين 30 سنة وفى النهاية وصل الاخوان المسلمين الى سدة الحكم لنرى ان  الجنين يذكر الله ولا يعرفه.. يدعى العمل الصالح ولا يفعله.. يمسك بسجادة صلاة ولم نضبطه يوما يسجد لرب العالمين .نظام فكر فى ان يحتفل بشرعية اكتوبر فأجلس القاتل مكان الابطال.. وركب سيارة السادات بعد ان قتله بنى جلدته ولوح لهم بأنى عملى صالح وجئت رحمة بكم.. فجاءه الرد بعد اشهر بأن «عملك غير صالح ورحمة قاسية».
جاء الدور على هذا الجنين المشوة ليموت بعد ان احتار فيه الاطباء..  جنين لديه عيوب خلقية فى الفكر وكساح فى الحركة وعقد نفسية من طيلة تواجده بالظلام.... فما كان من الشعب الابى الا ان يعلن وفاة الجنين الذى ولد مشوها لثورة عظيمة.. لينهار النظام بعد عام.. نظام لم يحكم الا فصل ربيع واحد وكان الثلاث فصول شتاء ليصل الى فصل الخريف لتأخذه احدى العواصف العاتية فى 30 يونيو مطرودا من التاريج.. ومطاردا بعد قليل ليخرج ايضا من الجغرافيا.
وبدأنا نستشعر ان شرعية اكتوبر بدأت تشرق من جديد بعد ان حسم الجيش موقفه وانحاز لمبادئه ليعلو الكرامة والعزة.. ولكن كأننا نعيش فى فصل الشتاء حيث ترى احيانا الشمس ساطعة واحيانا اخرى غائمة وراء سحب ملبدة بالغيوم.. سحب نتمنى ان تكون سحب صيف وليست سحب شتاء تمطر على وطننا وتعيق شرعية اكتوبر التى نتمنى الا تكون ذكرى نكتب امامها حدث فى مثل هذا اليوم .