السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الدبلوماسية الشعبية» قوة إضافية للسياسة الخارجية المصرية




كتب - حمادة الكحلى

انطلقت فى مصر مؤخرا ما يسمى «الدبلوماسية الشعبية» تلك التى تهتم بعلاقات مصر الخارجية من خلال تسيير بعض الوفود إلى الدول التى تربطها بمصر بعض القضايا الثنائية أو الإقليمية لتوضيح صورة ما حدث فى مصر فى أعقاب 30 يونيو. وقبيل تسيير الوفود كانت هناك تأكيدات على لسان المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطى أن مصر وحدها هى التى تقرر تسمية ما حدث فى 30 يونيو فى إشارة واضحة إلى أن هذه الوفود الشعبية لشرح الصورة وليس للحديث فى الخارج عما إذا كانت مظاهرات 30 يونيو ثورة أم انقلاباً.

ورغم أن «الدبلوماسية الشعبية» كانت محل إعجاب ما جرى كثير من السياسيين والخبراء حين انطلاقها إلا أنها تعرضت لانتقادات شديدة لتدخل بعض الوفود الشعبية فى قرارات مصيرية فى قضايا عديدة بما يضر بالتحركات الرسمية، إلا أن إعلان وزارة الخارجية أن هناك تنسيقاً تاماً بين هذه الوفود والدبلوماسية الرسمية كان ردا عمليا على هذه الانتقادات.

قال السفير رءوف سعد رئيس أحد الوفود الشعبية التى زارت واشنطن أن الدبلوماسية الشعبية استطاعت مؤخرا توضيح الصورة بشكل كبير لاسيما أنها تتمتع بمصداقية كبيرة فى الخارج نظرا لكونها لا تمثل الحكومة بل تمثل الشعب المصرى وتقدم خدمة للوطن.

وأوضح سعد أن مفهوم الدبلوماسية الشعبية لا يزال غير واضح بالمعنى الدقيق للرأى العام المصرى وبعض السياسيين، لافتا إلى أنها بالرغم من كونها وفوداً غير رسمية إلا أنها لابد أن تسير وفق المنهج العام للدولة وألا تتعارض أطروحاتها مع توجهات السياسة العامة فى الدولة فى الوقت الحالى.

وأشار سعد إلى أن الوفود التى تتولى مهمة الدفاع عن المصالح المصرية فى الخارج يجب أن تنتقى بعناية فائقة نظرا لتأثيرها على العالم الخارجى فى قراراته ووجهات نظره التى يتخذه تجاه مصر.

وأضاف أنه لابد أن تكون التحركات التى تقوم بها الدبلوماسية الشعبية غير قاصرة على فترات الأزمات فقط بل لابد أن تشكل قناة تواصل بين الشعب المصرى وجميع الشعوب وأن تستمر فى عملها بغض النظر عن وجود خلافات أو أزمات، موضحا أن من أهم عوامل القوة التى تتمتع بها الدبلوماسية الشعبية هى مؤسسات القطاع الخاص المصرية المنتشرة فى عدد كبير من دول العالم وكذلك رجال الأعمال الذين تربطهم مصالح بحكومات كبرى فى العالم.

وأوضح أنه زار الولايات المتحدة والتقى عدد كبير من مديرى المراكز الفكرية ودوائر التأثير على الرأى العام الأمريكى وتم توضيح الصورة بشكل كبير وأفرزت هذه الزيارة عدة نتائج إيجابية تم تلخيصها في تقرير وتسليمه إلى وزير الخارجية مؤخرا.

وأوضح سعد أن ردود فعلهم كانت تقتصر على التخوف من أن يكون 30 يونيو مجرد إزاحة لرئيس منتخب، مشيرا إلى أنه تم توضيح الصورة بأن الرئيس المعزول بالفعل كان منتخبا ولكنه أخل بالعقد الذى بينه وبين الشعب فثار ضده وعزله ولم يعزله الجيش، وهذا هو مفهوم الثورات في جميع دول العالم عبر التاريخ.

فيما قال السفير فتحى الشاذلى مساعد وزير الخارجية الأسبق ورئيس الوفد الشعبى إلى جينف أن الدبلوماسية الشعبية لا يمكن أن تحل محل الرسمية ولكنها تساعدها بشكل كبير وسريع بشرط أن يكون هناك تنسيق تام بين الجانبين، لافتا إلى أن الدبلوماسية الرسمية يجب أن تطلع الوفود المسافرة على الخط العام للسياسة فى مصر حتى تتوافق تحركات الدبلوماسية الشعبية مع متطلباتها.

وأضاف أن تجاوب الخارج مع أعضاء الوفد المصرى كان مذهلاً للغاية حيث كانت لديهم مصداقية تامة فى كل ما نقول على أساس أننا لا نتبع حكومة ولسنا رسميين وأوضح أن هناك نتائج ملموسة ستظهر خلال أيام لهذه التحركات الشعبية التى طافت شتى دول العالم لتوضيح حقيقة ما يجرى فى مصر، لافتا إلى أننا أكدنا للخارج تجاوزنا لمسألة ما إذا كانت 30 يونيو ثورة أم انقلاباً وأصبحنا نتحدث عن استحقاقات دستورية وخارطة طريق تسير وفق معدل إيجابى.

وأوضح الشاذلى أن أكثر أسئلة الغرب كانت تنصب على الطريقة التى سيتعامل بها الشعب مع أى رئيس منتخب جديد، لافتا إلى أنه كذلك كانت هناك استفسارات كثيرة حول الاعتداءات المستمرة من الإخوان على دور العبادة والكنائس وهو ما لاقى استهجاناً كبيراً خلال الاجتماعات.

وأضاف أنه كان هناك شبه اعتراف بالتقصير في إدانة الحكومة الغربية لإرهاب الإخوان وأن هناك ازدواجية المعايير التى تعاملت بها الحكومات بشأن الاعتداء على الكنائس بالنظر إلى ما كان يحدث فى السابق لافتا إلى أننا أكدنا أن الشعب المصرى فى حاجة إلى من يقف بجواره لاستعادة حقه فى الحياة الهادئة والتنقل والعبادة، خصوصا أن الدولة المصرية تتعرض لهجمة إرهابية شرسة تستهدف أمنها وسلامها، لاسيما أن هناك قلقاً غربياً يكبر من الإرهاب فى سيناء.