الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تجاوزات صحفية
كتب

تجاوزات صحفية




 


 

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 30 - 12 - 2010



«صدمة» الزملكاوية أهون من «مأساة» الأهلاوية


(1)


- فلكي الصعيد.. في الصفحة الأخيرة بجريدة الوفد أمس، حوار مع شخص يرتدي جلباباً اسمه «سيد محمد علي»، أطلقوا عليه «فلكي الصعيد»، يتنبأ بجرأة بأشياء لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالي.


- يتنبأ بوفاة ثلاثة من كبار الكُتاب الصحفيين وستة فنانين، وإن الشيعة سيحررون بيت المقدس والمسجد الأقصي وأن إسرائيل ستتعرض لدمار شامل، وأن عام 2011 هو عام الكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين.
- كثير من الناس يصدقون مثل هذه الخزعبلات، حتي لو صدقت في بعض الأحيان فهي من قبيل الصدف.. وما أكثر الخرافات التي تسيطر علي العقل العربي وتجعله أسيراً للمجهول والغيبيات.
(2)
- «كذب المنجمون لو صدقوا»، ولماذا يموت ثلاثة صحفيين وستة فنانين نصفهم نساء في عام 2011، ربما عزرائيل نفسه وأستغفر الله لا يعرف بياناتهم بهذه الدقة؟!
- الغريب أن الفلكي رفض ذكر أسمائهم، رغم أنه يعرفهم واحداً واحداً، وكأنه عرف النتيجة من الكنترول.. ولكن أخطر من علمه بالغيب هو الغيب السياسي الذي يتنبأ به.
- يقول: إن الشيعة سيحررون فلسطين ويتحدث عن بداية حرب دموية في الشرق الأوسط تنتهي بنهاية إسرائيل بعد عشر سنوات.. ولا تعليق لي سوي: إنه نموذج لموضوعات لا يجب نشرها.
(3)
- المهندس أحمد عز.. أعتقد أنه يستطيع الدفاع عن نفسه وليس في حاجة إلي دفاع من أحد، ولكن أن تستكتب جريدة الدستور دكتور طب نفسي اسمه «محمد المهدي» ليحلل شخصية عز، فهذا يتناقض مع أبسط مواثيق الشرف الصحفي.
- لا يليق أن يقول الدكتور علي 8 عمود في الصفحة الأولي إن عز مُعقد نفسياً ومُراهق سياسياً ولا يمتلك القدرة علي المنافسة، ولا يقبل أحد أن يقال مثل هذا الكلام حتي علي صاحب الجريدة رضا إدوارد.
- لو سكت عز فهو يفرط في حقه القانوني، ولو لجأ إلي القضاء ستبدأ ملحمة البكاء علي حرية الصحافة، والسؤال هنا: كيف يمكن التوفيق بين الاثنين؟
(4)
- أولاً: يجب تنقية الأجواء الإعلامية والصحفية بتفعيل المؤسسات المسئولة عن المحاسبة والمتابعة مثل نقابة الصحفيين والمجلس الأعلي للصحافة ولجان المتابعة بوزارة الإعلام.
- ثانياً: التصدي أولاً بأول للمخالفات الصغيرة التي تؤدي إلي إشعال أزمات كبيرة، ولا أعرف حتي الآن ما سبب استهداف الدستور لأحمد عز في مانشيت يومي مليء بالقذف والسب.
- سؤال للدكتور علي الدين هلال: أين هي صحافة الحزب الوطني التي تستطيع أن تكون ذراعاً طويلة، تتصدي للهجوم الظالم الذي يتعرض له، مع الاعتراف الكامل بجهودك الخارقة في الإعلام التليفزيوني؟
(5)
- سؤال رذل: هل كان رئيس حزب الوفد السيد البدوي يكره رئيس تحرير صحيفته سعيد عبدالخالق، فلم يجد الفقيد الكريم اهتماماً يليق به بعد رحيله، وبرز ذلك سواء في «الدفنة» أو العزاء أو تغطية الصحيفة؟
- البدوي لم يحضر مراسم الدفن، وفي الجنازة لم تر قيادات الحزب وكوادره يتصدرون الصفوف، وبالصدفة تصادف حضور منير فخري عبدالنور أثناء تواجد الدكتور زكريا عزمي، فصافحه ورحب به.
- الصحافة الملعونة تصبح أكثر لعنة إذا تسلحت بالقسوة والجحود، فتأكل أبناءها أحياءً وأمواتاً، والأكثر بشاعة أنها تسرق أعمارنا دون أن ندري.
(6)
- الأهلي والزمالك: لو فاز الزمالك فلن أسعد كثيراً لأن ابني أهلاوي، وأنا من جيل تعوّد علي هزائم الزمالك الكثيرة، فلم تعد تفرق معه، وعلي رأي المثل «كتر البكا يعلم الأسية».
- أما الجيل الجديد، ومعظمهم أهلاوية، فلا يقبلون إلا انتصار الأهلي، لأنه حين كانت أعمارهم ست أو عشر سنوات والأهلي يفوز دائماً وهم الآن في العشرين أو أكبر.
- لذلك، صدمة جمهور الزمالك تكون أقل بكثير من مأساة جمهور الأهلي، ومشجعو، الناديين من الشباب عبارة عن قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر في أية لحظة.
(7)
- نوع من الخيال والرومانسية أن ندعو جماهير الناديين إلي الالتزام بالروح الرياضية والأخلاق والسلوكيات، فكل جمهور يجلس فوق برميل من الشماتة، وينتظر لحظة تفجيره.
- لكن الكرة في ملعب الإعلام أولاً.. إعلام الشطة والفلفل والتهييج والإثارة، ولا ينفع لوقف الانفلات سوي «الوقف» علي طريقة النكتة الجنسية لمدحت شلبي.
- اللاعبون أيضاً يجب أن يتسلحوا بالروح الرياضية في الملعب، وأن تصدر إليهم تعليمات مشددة وحازمة بعدم إثارة الجماهير المتحفزة.. ويارب تعدي المباراة بسلام.


E-Mail : [email protected]