الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
العار للإرهاب
كتب

العار للإرهاب




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 02 - 01 - 2011


من رحم الحادث سيبدأ ميلاد جديد للوحدة الوطنية


(1)


- بكل الأسي والحزن، نواسي ضحايا حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية، كنا نتمني أن يكون عامًا جديدًا وسعيدًا، نتبادل فيه التهنئة بالكلمات والورود وليس بالتفجيرات والديناميت.


- عام جديد يسوده الخير والمحبة، وينعم فيه أبناء الوطن بالهدوء والاستقرار، لكن الأيدي الإرهابية الآثمة، أرادت أن تعكر صفو لحظة الميلاد، وأن تجعلها مخضبة بالدماء والقتلي.
- عام جديد تؤكد بداياته أن خلايا الإرهاب مازالت نائمة وتتحين الفرصة للعودة من جديد، وأن هذا الوطن مازال مستهدفًا ومحاطًا بالمخاطر، وأن أجهزته الأمنية يجب أن تعيش دائمًا في حالة تأهب قصوي.
(2)
- الجبناء هم الذين يتسللون في الظلام، يتركون المتفجرات بين المواطنين العزل الآمنين ويفرون بعيدًا، يتفرجون علي نتائج لعبتهم الشيطانية، بينما الشظايا تمزق الجثث وتحولها لأشلاء في الهواء.
- الإرهاب ليس بطولة، والإرهابيون يتسلحون بالجبن والخسة رغم عنفهم وقسوتهم، وعندما تجتمع صفات الخسة والجبن والقسوة في شخص واحد، فهذا هو الإرهابي.
- ما ذنب نساء وأطفال وعجائز وشباب، ذهبوا للاحتفال بالعام الجديد، وما هي الجريمة التي ارتكبوها، وبأي ذنب يُقتلون، في يوم عيدهم واحتفالاتهم؟
(3)
- الحادث الإرهابي لم يكن يستهدف أقباط مصر، ولكن مصر كلها، مسلميها قبل أقباطها، وحاولت الأيدي الآثمة أن تهز صورة الاستقرار الذي تعيشه البلاد، وأن تعصف بالأمن والطمأنينة.
- لا.. فالوطن الذي ذاق حلاوة الاستقرار والهدوء لن يعود أبدًا للوراء، لن يسمح للغربان المتعطشة للدماء بأن يستعيدوا ذكريات التسعينيات والثمانينيات.
- لقد خاضت مصر معركة عنيفة وشرسة، لتحرير ترابها الوطني من الإرهاب والإرهابيين، ونجحت في ضرب أوكارهم وكسر شوكتهم.
(4)
- الحقيقة التي أؤكد عليها هي أن هذه العملية الجبانة أقوي دليل علي إفلاس الإرهاب والإرهابيين، فأي طفل صغير يستطيع أن يفعل مثلهم، وأن يترك حقيبة متفجرات ويرحل.
- عملية ليست فيها شهامة ولا بطولة ولا تضحية، وتجلب الخجل والعار والفضيحة علي مرتكبيها، لأن رسالتهم هي القتل والموت دون هدف أو نتيجة.
- القتل من أجل القتل، والدم من أجل الدم، ومصر لن تهتز لها شعرة، ولن يؤثر فيها مثل هذه الحوادث التي مرت عليها سنوات وسنوات، وخرجت منها منتصرة وشامخة.
(5)
- إذا كان الإرهابيون يتصورون أن مثل هذا الحادث سيؤدي إلي إفساد العلاقة بين المسلمين والأقباط، فلن يتحقق ذلك أبدًا، ولن تزداد علاقتهم إلا قوة ومتانة.
- المصريون في أوقات الشدائد والأزمات يصبحون مثل روح واحدة في جسد واحد، وكان المسلمون هم أول من تدافع لنجدة إخوانهم الأقباط في الإسكندرية، وتبرعوا لهم بالدماء.
- سوف تكسب مصر ويخسر الإرهابيون، ولن تؤدي مثل هذه الأحداث إلا لمزيد من اللحمة بين عنصري الأمة، ومن الآن فصاعدًا فسوف يبدأ ميلاد جديد للوحدة الوطنية.
(6)
- من رحم التفجير الجبان سيبدأ ميلاد جديد للوحدة الوطنية، ميلاد ينبذ التطرف والعنف والإرهاب، ويقاوم الأفكار الهدامة والسلوك الطائفي والاحتقان الزائف.
- نعم، يجب أن يكون الحادث الجبان إيذانًا بوأد كل الفتن الصغيرة، ورفع علم مصر فوق الجميع، والاحتماء بهويتها وتسامحها وقوتها.
- مستقبل مصر في وحدة شعبها، وفي التحام أبنائها، وأن يقفوا صفًا واحدًا في مواجهة المؤامرات التي تحاك لهم في الظلام، من جبناء الظلام.
(7)
- الحادث الجبان لن يهز أبدًا ثقة المصريين في جهاز الأمن، وقدرتهم علي كشف أبعاد الجريمة وتقديم مرتكبيها للمحاكمة العادلة، وفي قدرتهم علي إحكام السيطرة علي بقايا الخلايا الشيطانية.
- سيزداد المصريون ثقة في أنفسهم، ومصر لن تكون يومًا مثل تلك البلدان التي تعصف بها التفجيرات الدينية والطائفية، إنه مجرد حادث عابر ولن يتكرر.
- لن يتكرر، لأن هذا الشعب ذاق الأمرين مع الإرهاب والإرهابيين، ودفع ثمنًا غاليًا حتي استرد وطنه من براثنهم، ولن يقبل أبدًا أن تعود تلك الأيام السوداء.


E-Mail : [email protected]