الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
بالروح بالدم نفديك يا مصر
كتب

بالروح بالدم نفديك يا مصر




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 03 - 01 - 2011



لماذا لا يقام قداس 7 يناير في كنيسة القديسين؟


(1)


7 يناير هذا العام يجب أن يكون مختلفا في كل شيء، وأن تحتفل مصر كلها بأعياد الإخوة الأقباط، وأن تضمد جراحهم وتخفف أحزانهم، وتقول لهم: نحن معاً في السراء والضراء.


أدعو البابا شنودة أن يفتح أبواب كنيسة القديسين بالإسكندرية، ويستقبل ضيوفه ويقيم القداس المهيب هناك في حضور كبار رجال الدولة والمثقفين والكتاب والفنانين ورموز المجتمع.
المشاركة هي التي تخفف وطأة الأحزان، والتلاحم هو الذي يجفف الدموع، ومصر كلها تعيش في حالة غضب من جراء هذا الحادث الإرهابي الجبان، الذي يثير الاستنكار والاستهجان.
(2)
يجب علي المسلمين قبل الأقباط أن يذهبوا بالورود والشموع إلي مكان الحادث، وأن يترحموا علي أرواح الضحايا، وأن يهتفوا جميعا «بالروح بالدم نفديك يا مصر» رافعين علم الوطن في السماء.
في نفس مكان الحادث يجب أن يقام القداس، وأن تدق أجراس الكنائس لتعانق صوت الأذان فوق المآذن ليعزفا معا لحن الوحدة الوطنية، الذي يجلجل ضارباً أصوات البوم والغربان.
واجب علي كل مسلم أن يذهب إلي جاره أو صديقه المسيحي ليقول له كل سنة وأنت طيب، وأن يحتفل معه بالعيد، هكذا هي مصر، كانت ومازالت وسوف تبقي.
(3)
في كنيسة القديسين يجب أن يقام قداس العيد، وأن تكون مظاهرة رائعة، نستحضر فيها دروس التآخي والتلاحم والتضحيات المشتركة، حباً في هذا الوطن ودفاعا عنه وإعلاءً لشأنه.
التلاحم الرائع الذي كان صخرة صلبة تحطمت فوقها كل محاولات الوقيعة ومؤامرات الفرقة، ووقف مسلمو مصر وأقباطها يضربون بيد من حديد كل من يحاول أن يمس وحدتهم.
تلك المواقف الرائعة التي ننساها في زحمة الأحداث، ويحاول البعض التشويش عليها بفكر التطرف وروح التعصب، ويجب أن تكون بداية النهاية لكل مظاهر الانقسام.
(4)
من رحم الحادث الأليم يجب أن يبدأ ميلاد جديد للوحدة الوطنية، وأن نعلي شأن المواطنة، فمصر هي بلد المصريين المسلمين والأقباط، يمتلكون معاً أرضها وسماءها وهواءها.
مصر التي احتار الأعداء في بث الفرقة بين شعبها فلم يجدوا فيها إلا مصريين أشكالهم واحدة وعاداتهم وتقاليدهم متطابقة، بعضهم يذهب إلي المساجد وبعضهم إلي الكنائس ولا فرق.
مصر التي يعيش فيها المسلم جنباً إلي جنب جاره القبطي، فيتعاونان في السراء والضراء، ويمدان يد العون والمساعدة لبعضهما، وكثيراً ما تسمع عبارة «فلان المسلم أو المسيحي أفضل من أهلي».
(5)
من الإسكندرية ومن ساحة كنيسة القديسين يجب أن تبدأ الحرب ضد الإرهاب، وأن تخرج رسالة قوية وحازمة، بأن هذا الحادث الجبان لن يزيد المصريين إلا وحدة وتلاحماً.
شيخ الأزهر بجوار البابا شنودة، وأن يقام سرادق ضخم يربط المسجد بالكنيسة، وأن يتصدر أهالي الضحايا الاحتفال لتقول لهم مصر كلها: قلوبنا معكم.
معكم لأن هذه الدماء يجب أن تراق دفاعاً عن تراب الوطن ضد أي معتدٍ أثيم، أما أن تضيع هباء، فهذه جريمة سوف ينال مرتكبوها أشد العقاب.
(6)
الرسالة التي يجب أن تخرج من كنيسة القديسين بالإسكندرية هي «مصر سوف تنتصر علي الإرهاب»، سوف تلاحقه أينما وجد، وتجتث جذوره وتضرب أوكاره.
لقد خاض هذا الوطن حرباً ضارية ضد الإرهاب في الثمانينيات والتسعينيات، وكان العالم كله يتفرج علينا، ويتصور أن الإرهاب شأن مصري دون أن يدرك أنه طوفان سوف يغرق الجميع.
بعد سنوات طويلة اعترف الأشقاء والأصدقاء بأن مصر كانت علي حق، ولو صدقوا تحذيراتها كان يمكن أن تتجنب بلدان كثيرة الخطر الداهم الذي تعرضت له.
(7)
يجب ألا ننسي أن زعيم مصر هو أول من دق ناقوس الخطر، ونبه الدنيا كلها بأن الإرهاب ليس له وطن ولا دين ولا جنسية، وأنه وباء خطير يلتهم الأخضر واليابس.
الرئيس هو الذي تحرك منذ اللحظة الأولي لحادث الإسكندرية، ولم يذق النوم لحظة واحدة، وهو يتلقي التقارير ويتابع الموقف أولاً بأول ويصدر تعليماته وتوجيهاته.
والتف المصريون جميعا خلف زعيمهم علي قلب رجل واحد، واثقين من أن هذا الحادث سوف يفجر في قلب الأمة قوة وعزيمة، وإصراراً وعناداً علي المواجهة حتي النهاية.


E-Mail : [email protected]