الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أبي وأستاذى (3)




بقلم: عصام السيد
ما زلت فى رحاب ابى وأستاذى  شيخ المخرجين حسن عبد السلام.. فبرغم الاحداث الجسام.. وبرغم كل الالم مما يحدث على أرض الواقع.. إلا أن ذكراه مازالت تملك على افكارى، فكلما تعرضت لموقف أو وقع حادث تشرد بى افكارى إلى الأستاذ.. وكلما رأيت نبتا جديدا فى حياتنا المسرحية تذكرت كيف كان الأستاذ يرعى تلاميذه بكل الحب.. ولا يبخل عليهم بعلمه وخبرته.. فخلال رحلتى مع  الأستاذ، كان دائما يشرح لى ما يصنعه ويفسر ويطلعنى على «سر الصنعة» وفى هذا هو من القلائل النادرين.

ذات يوم فاجأنى بأن طلب منى أن اخرج احد المشاهد فى مسرحية كنت اساعده فيها، وصعد إلى مكتبه وتركنى حائرا. بعد أن انتهيت من إخراج المشهد، اكتشفت انه كان يراقبنى من حيث لا أدرى.. على انفراد  شرح لى اخطائى، وفيما بعد قام بتعديل المشهد، وبعدها بأيام فوجئت به يهدينى اول فرصة إخراج لى فى المسرح المحترف -ودون أن اطلبها- بناء على اختباره لى.

قد يرى البعض الامر بسيطا ولكن أن تعطى فرصة لشاب فى وسطنا المسرحى هو امر يساوى العنقاء والخل الوفى، وخاصة لو كان هذا الشاب هو مساعدك وترى فيه بذور موهبة -فكثيرون كانوا يعطون الفرص لاشباه الموهوبين ليظلوا على عروشهم- اما أن تعطى لشاب الفرصة دون أن يطلبها، فلم أرها أو اسمع بها فى حياتنا المسرحية على الاطلاق. ويكفى هنا أن اقول أن الفرصة التى اعطانى اياها لم تظهر للوجود بسبب أن الأستاذ ترك منصبه!

كما قلت سابقا أن الكتابة عن الأستاذ انسانيا تحتاج إلى سنوات، وفنيا تحتاج إلى مجلدات.