الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رحل «الصافى» أديب الغناء العربى




صدمة كبيرة عاشها العالم العربي برحيل عميد الغناء العربى وصوت الجبل وديع الصافى الذى رحل عن عالمنا الجمعة عن عمر يناهز الـ 92 عاما تاركا وراءه تركة كبيرة من الفن والإبداع الذى يفخر به كل عربى خاصة وأنه صاحب مدرسة فريدة في الغناء حيث يجمع صوته بين الرقة والعذوبة والقوة والصلابة واستطاع من خلال مشواره الفنى أن يكون بمثابة القدوة والرمز لكثير من نجوم الغناء فى العالم العربى حيث جسد خلال مشواره نموذجا للفنان العربى الراقى واستمر عطاؤه على مدار ما يقرب من نصف قرن لم يعشق شيئاً سوى الفن الأصيل والابداع الحقيقى وخلا مشواره الفنى من الهفوات التى تظهر فى تاريخ المبدعين فهو نموذج لن يتكرر بشهادة زملائه وتلاميذه ناضل بصوته من اجل فنه ووطنه..  عن وديع الصافى الذى تعجز الكلمات عن وصفه يتحدث محبوه فى هذا الملف.
من جانبه تحدث الموسيقار حلمى بكر عن رحيل وديع الصافى مؤكدا أنه قمة من القمم التى برحيلها تبعد عن طريق الريادة وأن الحزن يكمن فى أن هذه الرموز لا تعوض والأصوات على الساحة حاليا لا ترتقى لمستوى المطربين وأكد أن وفاة الصافى تجعلنا نقف وقفة مع النفس لنعيد النظر إلى فننا الذى ينهار وتحل محل الرموز رجال الدجل والشعوذة الغنائية ونرى أن أكبر مظلة حامية للفن قد هوت وأصبحت الساحة بدون حراس لها.

وعن علاقته بالصافى قال حلمى بكر تقابلنا كثيراً وكنا على وشك التعاون إلا إننا اختلفنا وبعدها تقابلنا فقال لى: «أنا ما أقدرش أزعلك» وكنا على وشك التعاون وبعد أن قمت بتكريمه فى مهرجان الأغنية العربية وشاركته التكريم صباح سعد كثيرا به، فالصافى كان قيمة علمية نسترشد بها ولكن للاسف ما يحدث على الساحة حاليا يجعلنا نشعر بغناء العشوائيات الذين أصبحوا أبطال أفلام أمثال «أوكا وأورتيجا».

ووصفه بكر بأنه إعجاز خارج الزمن وصوته فوق حدود الفن.

وأشار حلمى إلى أن سماعه لاغنية «على رمش عيونها» الجديدة ساهمت فى انهياره لأن هناك من يشعر بالقيمة ويهتز لانهيارها ويموت مثل من يسمع صوتا قويا وهو مريض يجعله يشفى.

واسترسل قائلاً أن الصافى كان لا يسلطنه أكثر من هوت عبد الوهاب وكان يصفه بأديب الغناء.

أما الموسيقار محمد سلطان فقال إن جبل لبنان قد هوى وصوت معه الساحة الغنائية ككل وأكد سلطان أن الصافى لم يكفه بكاء بقية العمر على رحيله وأضاف سلطان أن وديع الصافى كان من أهم الأصدقاء له وأنه على المستوى الشخصى كان انسانا بمعنى الكلمة وكان قلقا على الفن الحقيقى الذى ينهار فى الضجيج والأصوات العالية دون أى فائدة.

وأكد سلطان أن الصافى كان عاشقا للأصوات المصرية أكثر من اللبنانية وكان يقول دائما أن الطرب الأصيل مصرى لذا كان يميل للغناء باللهجة المصرية ويعيشها ويؤكد أنها تطربه.

أما الموسيقار هانى شنودة فقال أن الصافى قامة كبيرة ويكفى أن عبد الوهاب موسيقار الأجيال قال عنه أنه يطربه ولكنى متفائل بالقادم ووفاة قامة لا تعنى عدم تكرارها لأنى مقتنع أن الشجرة تبدأ بنبتة والعكس.

وأضاف شنودة أنه حضر للصافى حفلات فى مصر قابله مرتين ووصفه بأن ابتسامته تسبق كلامه وعطوف واجتماعى لأقصى درجة وصوته يوصف بأنه «القوى الحنون» وهى معادله صعبة فلا يعرف أحد معنى «عظيمة يا مصر» مثله لأن مقدرته لا يستهان بها.

وأضاف شنودة أن الوحدة العربية قائمة على تبادل الفن وقد أخطأت مصر فى حق الصافى لأنها لم تقم له حفلات إلا نادرا هو ومعظم المطربين العرب وأكد شنودة أن حبل الوصال بيننا وبين لبنان انقطع برحيل الصافى لأن الفنانين لم يهتموا حاليا ببناء الثقافات مثل سابقا رغم أن مبدأنا كان «لاقيني ولا تغدينى» لكن حاليا أصبح جمع الأموال هو الأهم.

أما الموسيقار حسن فكرى فقال أن وديع الصافى هو صوت الجبل الصامد الذى لم يتغير بمرور الزمن وكلما تقدم به العمر كلما زاد صوته قوة وصرامة وكلما زاد اصراره على تقديم الأفضل ومجابهة الهبوط الذوقى الذى يواجه الفن مؤخراً فالصافى مدرسة يستفيد منها كل ذواق للفن ومدرك لامكانيات صوته الجبلية التى لا تشبه أحدا ولا يوجد أحد يستطيع أن يقلد الصافى مهما كانت امكانيات صوته لأن نبرته متفردة وأداءه سهل ممتنع وإحساسه بالمعنى ليس له مثيل فقدم الشجن فى «دار يا دار» بشكل جعل كل المطربين المصريين يعيدون تقديم أغانيه بعده رغم أن فى هذا العصر كان من الصعب أن يغنى مطرب أغنية غيره ولكن «دار يا دار» كانت من أكثر الأغنيات التى تبارز كل المطربين وقتها فى قياس امكانيات صوتهم من خلالها ولكن فشلوا فى تقديمها بتوليفة الصافى.
فى سطور
■ اسمه الحقيقى وديع فرانيس الصافى ولد 24 يوليو 1921 بدأ حياته كملحن ولد فى قرية نيحا الشوف بدأت انطلاقته الفنية فى برنامجه لاكتشاف المواهب فى الإذاعة وحصل على المركز الأول التقى بعبد الوهاب 1944 وكان لقاء مثمراً حيث تحمس له عبد الوهاب وشجعه.
■ من اهم أعماله الفنية: الخمسة جنيه، غزل البنات، موال ونار الشوق مع صباح.
■ حصل علي الجنسية المصرية تقديرا لفنه الراقي.
■ من أخر أعماله الغنائية: أوبريت الضمير العربي، وعدد من الألحان لبعض مطربي لبنان.
وأضاف بكر أن وديع رفض أن تحترف شقيقته هناء الصافى الغناء رغم غنائها معه فى «فرقة الأنوار» حيث إنه كان يرى أن القيمة ستقف خلفها من ليس له قيمة وانصاف المطربين وكأنه كان يتنبأ بما يراه الفن الآن.