الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

علماء الأزهر يتفقون على حرمة التدخين فى الحج.. ويختلفون حول انتقاص الثواب




كتب - صبحى مجاهد

افتى عدد من علماء الازهر بحرمة التدخين فى الحج معتبرين التدخين من المحرمات الشرعية التى قد تؤدى إلى انتقاص ثواب الحاج، إلا أنهم اختلفوا حول أجر الحاج المدخن من حجه.

فمن جانبه يقول الشيخ عبدالحميد الاطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الأسبق: «إن التدخين حرام سواء كان فى الحج او فى غير الحج لكنه فى الحج أشد حرمة بدليل ان المسلم خرج حاجا تاركا الاهل وانفق الاموال يريد رحمة ربه وعليه ان يكون اشد امتثالا لامر ربه.

وأضا أن من يدخن حجه صحيح لكن التدخين مرفوض شرعا لقوله صلى الله عليه وسلم « لا ضرر ولا ضرار» فالقاعدة الفقهيه كل ما اضر بالمال والصحة حرام والتدخين مضر لهما معا، كما أن التدخين مفتر وكل مفتر مسكر وكل مسكر حرام فالدخان الذى يخرج من السجائر عليه رذاذ من الخمر يدل على ذلك ان علبة السجائر تغلف تغليفا محكما حتى لا يتطاير منها رالرذاذ  كما يدل على ذلك أيضا أنه لا يوجد انسان يمسك بعصا أو يريد التشاجر وبفمه سيجار.

كما يؤكد د. محمود عبدالرحمن استاذ اصول الفقه بجامعة الأزهر حرمة التدخين فى الحج، ويرى أنه يؤثر على ثواب الحاج لأنه معصية والمعاصى منهى عنها فى اداء الفرية لاسيما فى فريضة العمر وهى الحج.

ويقول د. عبدالرحمن: «معلوم لدى عامة المسلمين بسبب كثرة الفتاوى أن التدخين حرام فى الحج وغيره وحرمة التدخين انما كانت بسبب ان التدخين ضار بالصحة والاسلام يحرم على الانسان تناول كل ما هو ضار سواء كان مشروبا أو مشموما، ووفقا للحديث: «إن الله حرم كل مسكر ومفتر» والمفتر هو الذى يضر بالصحة وبدن الانسان ليس ملك له.

أضاف أن الله حرم الخبائث، وكل ما درج تحت مسمى الخبائث يكون حراما وتشتد الحرمة على قدر الخبث فى المتناول ولا يقول أنسان عاقل أن التدخين من الطيبات حيث قال تعالى : يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث» والتدخين من الخبائث.

وشدد على أن المدخن يضر بماله ففى شراء السجائر اسراف، ولا يليق بعاقل ان ينفق بماله فى الباطل حتى ولو كان من اغنى الاغنياء ولا يجوز للانسان أن يتصرف فى ماله بما يضر نفسه ويضر الآخرين، خاصة وأن التدخين لا يضر الانسان وحده ولذلك تتأكد الحرمة فى الجماعات كالصلاة وتجمعات الحج.

واستدرك :» لا يليق بالمسلم أن يكون فى مجتمع ويضر من حوله، ومن فى الحج وسط زحام شديد فى الطواف والمبيت وهو بتدخينه يضر بالآخرين، كما أن الحج له خصوصيات ويحرم يه الجدل والاضرار بالغير حتى وإن كان مباحا فى الاصل، كتقليم الاظار واخذ حشائش الارض او حلق الشعر إذا كانت كثير من المباحات منعت فى الحج لخصوصيته، فما بالنا بالتدخين الذى ينبغى أن يأمن الحجاج على انيهم وصحتهم فى هذا المكان الطاهر.

 وعن تأثر ثواب الحاج بالتدخين قال د.عبدالرحمن : «إن من يصر على التدخين فى الحج فإنه يؤثر بذلك على ثواب حجه لأنه ملتزم بالاحرام وبالطاعة لا ينبغى أن يلوث طاعته بالذنوب والمعاصى والتى منها التدخين، خاصة وان الحج تدريب على الصبر والامتناع عن اشياء كثيرة ولعل يكون الحج اتحة خير له، ومن يدخن يعل نقيض ما يقوم به من عبادة.

واختتم كلامه قائلا: «الحج عبادة العمر والشحنة الايمانية التى أخذها الانسان فى الحج تكفيه العمر كله وجدير بالمسلم أن يكون فى هذه العبادة أن يرجع لله ويعود لله عودة كاملة وهى تتطلب الانسلاخ من المعاصى ومنها التدخين الذى يضر بصحة الانسان وماله وصحة الآخرين والبيئة.
ويوضح د. محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الاسلامية « أن أقل ما يقال فى التدخين أنه مكروه وفى الحج يصل لحد الحرمة المؤكدة لأن الحج عبادة يؤديها الانسان ويرجو يها الخلاص ويعود منه كيوم ولدته أمه.

أضاف: أن التدخين ينطبق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم « لا ضرر ولا ضرار»، والحاج المدخن يضر بنفسه وبغيره والمدخن ارتكب امرا محرما لأنه يؤذى الناس فى ارض المشاعر التى هى اطهر البقاع التى جعلها الله تعالى وقدسها للمسلمين، فكل اماكن الحج مشاعر مقدسة، ولا ينبغى انتهاكها والتدخين انتهاك لها واقتراف لمعصية.

ومع ذلك يرى د. الجندى أن التدخين لا يؤثر على قبول الحج حيث سقطت الفريضة عنه، لكن قد يؤثر على ثواب الحاج المنتظرمن الحج لأنه ادى لضرر بنفسه وبالآخرين، فالمدخن فى الحج مرتكب معصية ومن ثم يؤثر على ثوابه.