الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لبنان.. والخيارات الصعبة
كتب

لبنان.. والخيارات الصعبة






 
كرم جبر روزاليوسف اليومية : 17 - 01 - 2011


صدور القرار الظني ينذر باغتيالات جديدة
(1)
- لبنان فوق صفيح ساخن، ليست الأزمة فقط هي الفراغ الحكومي الذي نتج عن استقالة 11 وزيراً ولكن في قرب صدور قرار الاتهام في قضية مقتل الحريري.
- المتوقع أن يصدر القرار في غضون ساعات، والتكهنات تشير إلي احتمال حدوث مفاجأة صاخبة بتوجيه الاتهام إلي حزب الله، ولا يعلم أحد كيف يمكن أن تسير الأحداث.
- حزب الله يتوقع الأسوأ وعمد إلي إحداث فراغ حكومي قبيل صدور القرار، واختار ساعة الصفر أثناء زيارة سعد الحريري لواشنطن، في إشارة إلي أنه لن يقف مكتوف الأيدي.
(2)
- كل السيناريوهات متوقعة.. فإذا صدر القرار الظني بالإدانة، فسوف تمضي الأحداث في اتجاه التصعيد، وليس مستبعداً أن يطبق حسن نصر الله مقولة «علي وعلي أعدائي».
- من الممكن أن يتكرر مشهد احتلال بيروت، ليحكم حزب الله قبضته علي زمام الأمور، ويدفع الأحداث في اتجاه المواجهة مع الغرب لأنه يعلم أن النهاية لن تكون في صالحه.
- لا يتوقع كثيرون أن يبادر حزب الله بعمل عسكري ضد إسرائيل، حتي لايقدم لها ذريعة شن حرب علي الجنوب اللبناني، وفي هذه المرة ستكون الحرب تحت مظلة المجتمع الدولي.
(3)
- رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري يمسك النار بكلتا يديه، فلديه معلومات مؤكدة حول الجهة التي تورطت في اغتيال والده وينتظر ساعة الثأر والحساب.
- هو يعلم أيضاً حجم الضغوط التي يواجهها من أطراف متعددة سواء في الداخل أو الخارج لإفساد المحاكمة، وتحميله مسئولية زعزعة الاستقرار في لبنان.
- الحريري يعلم مدي إصرار المجتمع الدولي علي مطاردة قتلة الحريري، وأن القرار الظني سوف يصدر في غضون ساعات.. لتبدأ لبنان مرحلة أخري من عدم الاستقرار.
(4)
- حاولت دمشق أن تمد يد العون والمساعدة لحزب الله، وقدمت في شهور سابقة ملف «شهود الزور» للتشكيك في التحقيقات التي تجريها المحكمة الدولية.
- مُورست ضغوط كثيرة علي سعد الحريري إبان توليه رئاسة الوزارة اللبنانية ليقوم بالتحقيق في ملف «شهود الزور» الذي يتضمن أسماءً لشخصيات لبنانية وسورية تشير إليها أصابع الاتهام.
- كان الهدف من تقديم ملف «شهود الزور» هو القيام بتحقيق موازٍ لإفساد المحاكمة الدولية.. وتعثر الملف في اجتماعات الحكومة اللبنانية ولم يتقدم خطوة واحدة.
(5)
- سعد الحريري مازال المرشح رقم واحد لرئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة، نظراً لمهارته الشديدة في إدارة شئون البلاد في الفترة الماضية رغم المصاعب والضغوط السياسية التي واجهها.
- فصائل المعارضة اللبنانية - أيضاً - تحاول الوصول إلي اتفاق بشأن تسمية شخص آخر غير الحريري ليرأس الحكومة ولكن لم يتم التوصل إلي تحديد مرشح المعارضة.
- حزب الله يقف لمحاولات تشكيل الحكومة بالمرصاد، لأنه المستفيد الأكبر من الفراغ، الذي يمكنه من استثمار الموقف حال صدور قرار من المحكمة الدولية فتبقي الأوضاع في نقطة الصفر.
(6)
- الذريعة التي يتمسك بها حسن نصرالله قبل صدور القرار هي تسييس المحاكمة واتهام القضاة بأنهم يسعون إلي إدانة الحزب، وأنهم يسيرون بالتحقيقات في هذا الاتجاه.
- سوريا من جانبها تؤكد أنها سترفض القرار إذا كان مسيساً، أما إذا صدر بأسانيد ومبررات قانونية فلن تستطيع أن ترفضه ولكن لايعرف أحد كيف ستتعامل معه.
- حسن نصرالله يؤكد أن مرحلة ما قبل القرار - إذا كانت الإدانة - ليست كما بعده.. ويعتبر المراقبون ذلك إشارة إلي احتمال قيام الحزب باجتياح بيروت ووضع الجميع أمام الأمر الواقع.
(7)
- الخوف يسيطر علي لبنان من أن تشهد سلسلة من التفجيرات والاغتيالات لتعطيل المحاكمة واستهداف شخصيات مهمة، للفت الأنظار إلي قضايا أخري أكثر سخونة.
- سقطت حكومة سعد الحريري بسبب الاختلاف الشديد حول المحاكمة وملف «شهود الزور»، وعندما فشلت الوساطة السورية - السعودية في التقريب بين وجهات النظر.
- كل البدائل صعبة، وكل الطرق مليئة بالأشواك واستمرار الفراغ يولد خطراً كبيراً علي الأوضاع في لبنان، الذي بات علي مقربة من مرحلة الانفجار.


E-Mail : [email protected]