الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بوليتيكو: أوباما يغير مسار سياسته الخارجية بعد أن شعر بالخطر




كتبت- داليا طه

أشارت مجلة بوليتيكو الأمريكية فى مقال لجوش جيرستين  الى أن قرار الرئيس الأمريكى باراك أوباما بتعليق المساعدات لمصر هو أحدث علامة على تصحيح المسار حيث تحولت سياسات الأمن القومى والسياسة الخارجية للولايات المتحدة إلى القواعد المثالية والتى كانت أساس حملة أوباما الانتخابية فى 2008.
وأوضحت أن تحركات أوباما الأخيرة كانت تهدف الى استعادة المبادئ التى وضعها منذ خمس سنوات كمرشح حيث انتقد اعتماد الرئيس الأمريكى السابق جورج دبليو بوش على السلطة التنفيذية وعدم الحفاظ على القيم الأمريكية مثل حقوق الإنسان. وقد قال أوباما فى 2007 «سوف أطوى صفحة الرئاسة الإمبريالية...سنكون صوتا للمعتقلين فى جميع أنحاء العالم... أمريكا هى صوتك.. أمريكا هى حلمك... أمريكا هى نور العدالة».
وذكرت المجلة أن فى فترة ولايته الأولى، دفعت الأحداث المختلفة أوباما الى استخدام سياسة واقعية حيث صعد من استخدام الطائرات بدون طيار والتدخل فى ليبيا والبحرين. أما الان - وفقا للمجلة - تشهد سياسته تغيير مسار حيث تهدف الان غاراته فى الصومال وليبيا بشكل مباشر الى اعتقال المشتبه بهم بدلا من قتلهم بطائرات بدون طيار، كما أنه يسعى لإحياء جهوده لاغلاق معتقل جوانتاناموا كما وعد فى وقت مبكر من رئاسته حيث تعرض لمقاومة سياسية من جانب الكونجرس ولكنه يحاول ان يتخطيها الآن، وعندما قرر فى شهر أغسطس شن هجمة عسكرية ضد سوريا فاجأ كثيرين فى موظفيه حيث أصر على أن يوافق الكونجرس أولا على هذه الخطوة.
وأوضحت المجلة أن هذه التحولات قد تكون نتيجة التغيير الوزارى الذى اجراه اوباما فى بعض المناصب الأمنية حيث حلت سوزان رايس محل توم دونيلون مستشار الأمن القومى، وتم تعيين سمانثا باور سفير الولايات المتحدة بالأمم المتحدة ، وكلاهما لهما القدرة على اتخاذ الاجراءات المناسبة فى الأزمات الإنسانية مثل ليبيا وسوريا، وإظهار الغضب من الأنظمة المستبدة مثل الحكومة العسكرية فى مصر وذلك للاشارة إلى دعم الولايات المتحدة للديمقراطية وحقوق الانسان.
واوضحت المجلة أن قرارات أوباما بالفعل تشهد تحولا حيث أنه بعد أن تجاهل فى عام 2011 مشورة كبار محامى وزارة العدل فى مسألة شن عملية عسكرية فى ليبيا ، تبنى فى اغسطس من هذا العام نهجا مختلفا بشكل كبير مع سوريا ، معلنا أنه يريد موافقة الكونجرس على ضرب سوريا لمعاقبة نظام بشار الأسد لاستخدامه الاسلحة الكيماوية ضد شعبه ، على الرغم من غضب الكثيرين من هذا القرار.. رأت صحيفة شيكاغو تريبيون أن قرار استقطاع المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر لفتة مشوشة لن ينجح إلا فى إغضاب كل الأطراف المصرية، حيث سيرى الجيش هذه الخطوة كتوبيخ من أمريكا، بينما يراها الإسلاميون المطالبون بعودة مرسى استمرارا لدعم الولايات المتحدة للجيش، حيث علقت الصحيفة قائلة: «إنها خسارة لواشنطن من كل الجوانب».