الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشعب يحتفل بعيد الأضحى .. ويهزم الإرهاب




كتب - صبحى مجاهد

لم يخضع الشعب المصرى لأى ابتزاز أو إرهاب صادر عن جماعة الإخوان المحظورة، ولم ينصع إلى تهدايداتهم وتخويفهم على مدار الأيام الماضية بنيتهم تعكير فرحة العيد، عن طريق افتعال الإخوان أعمال شغب ومظاهرات ومواجهات دامية مع رجال الأمن والمواطنين، لشفاء غليلهم من الشعب الذى أطاح بهم من الحكم باعظم ثورات التاريخ، حيث احتفل المصريين بالعيد بشكل طبيعى للغاية بل كان الفرحة هذا العام فرحتين الأولى فرحة عيد الأضحى المبارك، والفرحة الثانية أنه أول عيد يمر على مصر منذ ما يزيد عن الثمانين عاما بلا إخوان تتمركز على الأرض.
صلاة عيد بلا خوف أو سياسة
إذ استقبلت مختلف الساحات والمساجد امس ملايين المصريين الذين توجهوا لأداء صلاة العيد فى الخلاء وكلهم تحدى وامل وفرحة على أن يكون هذا العيد مختلف عن سابقيه، ففى أجواء سادها الود والفرحة شارك المواطنين القيادات التنفيذية والأمنية بكل محافظة الاحتفال بالعيد، وسط تواجد أمنى مكثف فى عدد من الساحات، كاجراءا احترازيا لأى اشتباكات أو مشادات قد تحدث بين المصلين ومندسين من جماعة الإخوان المحظورة لافساد هذه الاجواء الروحانية المبهجة.
وفى أول عيد ياتى على مصر بل إخوان لوحظ غياب الخطاب السياسى عن المنابر، وتعميم الخطاب الدينى المعتدل الذى يوحد الصف الذى سبق وشقه الإخوان بالسياسة، فتنوعت الخطب ما بين قصة سيدنا ابراهيم كما فعل خطيب ميدان سيدى جابر بالاسكندرية، والمحبة بين الناس وبعضهم وحرمة الدماء التى شملتها خطبة مسجد أحمد الصغير بساحة التعاون بشبرا الخيمة، فيما أكد الشيخ زين العابدين المستشار الدينى لمحافظة سوهاج فى خطبة العيد التى ألقاها بإستاد سوهاج أنه لا يوجد فى الإسلام ما يسمى بالإسلام السياسى، فالإسلام هو الإسلام وأن حب الوطن علامة من علامات الإيمان بالله ورسوله، مشيراً إلى أن يجب على جموع الشعب المصرى الوقوف مع من يحافظ على تراب هذا الوطن الغالى.
الجيش يؤمن والشعب يحتفل
وكثفت أجهزة الأمن ورجال الجيش من تواجدهما أمام المنشآت الحيوية وأقسام الشرطة والبنوك، حيث تم وضع المدرعات وسيارات الأمن المركزى مدعومة بأفراد الشرطة والقوات القتالية أمام الأقسام، كما تم وضع المدرعات أمام البنوك، وذلك استعدادا وتحسبا لخروج جماعة الإخوان المحظورة فى مظاهرات امس.
على الجانب الآخر شهدت المحافظات عقب الانتهاء من أداء صلاة العيد طرقا احتفالية واحدة، واكانهم اتفقوا عليها للاحتفال، تنوعت ما بين رفع صور الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وصور الزعيم جمال عبد الناصر واطلاق الشماريخ والالعاب النارية، والرقص والابتهاج على انغام الاغانى الوطنية التى سيطرت على الاجواء الاحتفالية، وكان المصريون يحتفلون من جديد بانتصار الثورة على الإخوان.
وحرص المصلين فى جامع عمرو بن عبدالعزيز المقابل لبوابة 4 أمام قصر الاتحادية على التقاط الصور مع جنود القوات المسلحة التى جائت لتأمينهم اثناء الصلاة، وساد جو من الالفة بين المواطنين وقوات التأمين، حيث حرص المواطنين على توزيع الحلويات والمأكولات الخفيفية على جنود الجيش، التى اغلقت الطريق بالأسلاك الشائكة بشكل جزئى كاجراء تأمينى.
فيما شهدت الحدائق والمتنزهات العامة بالقاهرة والجيزة اقبالا ملحوظا منذ الساعات الأولى من يوم أمس، فحديقة الحيوان بالجيزة شهدت اقبال من الشباب والأطفال وانتشاروا فى مختلف أرجاء المكان فى ظل تواجد الحيوانات التى كانت من أكثر العوامل لجذب الزائرين وسط التواجد الأمنى المكثف داخل الحديقة.
وفَضَّل الشباب التنزه على ضفاف كورنيش النيل واستقلال المراكب النيلية، وامتدت مظاهر الفرحة أيضًا إلى دور رعاية الأيتام التى حرصت على استمتاع نزلائها من الأطفال بكل لحظة من لحظات العيد، وشهد كورنيش النيل تواجداً مكثفاً من قِبَل الشباب والأطفال للاحتفال بأيام العيد سواء بركوب الدراجات أو رسم الوجوه بالألوان المائية.
وفى سياق متصل نظم عشرات من أعضاء رابطو «ابناء مبارك» و«اسفين يا ريس» أمس احتفالية امام مستشفى المعادى العسكى التى يوجد بها الرئيس السابق مبارك، رافعين صوره، مؤكدين أنهم جائوا ليعيدوا عليه.
فشل شر الإخوان.. واعداهم لتكتيك جديد
على الجانب الآخر فشلت جماعة الإخوان المحظورة فى حشد أعضائها لمسيرات ومظاهرات كانت دعت لها للخروج فى أول أيام العيد، حيث أحبط المواطنين خطتها فى تعكير فرحتهم بعد أن قام الاهالى بمواجهة والتصدى لمظاهراتهم المحدودة بهتافات مؤيدة للجيش والشرطة، وضد الإخوان المحظورة.
فعقب انتهاء صلاة العيد شهدت القاهرة والجيزة مظاهرات محدودة  للإخوان، انطلقت من مساجد قليلة فى مناطق حلوان والمعادى ومدينة نصر والهرم، فيما شهد جامع عمرو بن العاص تظاهرة مؤيدة للرئيس المعزول.
وفى المنيا وقرية دلجا خرج عناصر الجماعة المحظورة فى مسيرة يرددون هتافات معادية الجيش والشرطة ويحملون لافتات تحمل إشارة رابعة. نفس الامر تكرر فى محافظة السويس حيث طالب الإخوان فى مسيرتهم من المواطنين مسانداتهم من أجل عودة الشرعية واعادة مرسى للحكم، لكن الأمن تصدى لهم ومنعهم من اقتحام ميدان الاربعين، وفى المنوفية نظم عشرات وفقة احتجاجية تطالب بعودة المعزول إلى الحكم، ولم تشهد الوقفة أى احتكاك أو اشتباكات، وفى الاسماعيلية شارك أعضاء المحظورة  فى وقفة رفعوا خلالها إشارات «رابعة»، عقب أداء صلاة العيد بساحة مسجد الصالحين.
ونظرا للتكثيف الأمنى الشديد المعد لمواجهة شطط الإخوان قال أحد قادتهم: إنهم قرروا عدم تحديد ميدان بعينه للتظاهر خوفا من المواجهات مع الأمن وأكدت قيادات منهم عدم وجود أى نية لتنظيم تظاهرات كبيرة باقى ايام العيد، لكن المصادر الإخوانية اكدت أن الجماعة تجهز لتظاهرات ضخمة يوم الجمعة المقبلة، وانهم فى انتظار تعليمات قياداتهم من السجن التى يتلقونها عن طريق اسرهم بعد كل زيارة.
وأكدت مصادر من داخل جماعة الإخوان أن الهدف الاساسى من الاستمرار فى التظاهر والاحتجاج هو انهاك قوات الأمن، وأنهم لن يتنازلوا عن التظاهر داخل ميدان التحرير.