الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
«عايز حقي»!
كتب

«عايز حقي»!






 
كرم جبر روزاليوسف اليومية : 27 - 01 - 2011


وماذا بعد مظاهرات 25 يناير؟
(1)
- أكثر مشهد جذب انتباهي في مظاهرات 25 يناير، أهمها شاب عمره حوالي 15 سنة جاء من زفتي يصرخ في إحدي الفضائيات «عندي امتحان بكره، مش ححضره، وهفضل في المظاهرات لحد ما آخد حقي».
- لم أفهم ما هو حقه بالضبط لأن المذيع لم يسأله.. هل حقه لأنه ترك الامتحان وأصبح مهدداً بالسقوط؟.. أم حقه لأنه لجأ إلي الشارع والتظاهر قبل أن يبدأ بعد حياته؟
- مثل هذا الشاب خرج إلي المظاهرات المئات بل الآلاف من «أبناء الإنترنت»، ولم يكن وراءهم تنظيم شيوعي ولا أحزاب ولا إخوان.. وظهورهم في الشارع علي هذا النحو نقطة فاصلة.
(2)
- الملاحظة الأولي: في هذا الشأن هي التنظيم الشديد الذي اتسمت به المظاهرات، فحتي الساعة الثانية عشرة ظهراً كانت شوارع القاهرة خالية تماماً، إلا من الأعداد الكبيرة من رجال الشرطة.
- فجأة انشقت الأرض عن الآلاف الذين لا تعرف من أين جاءوا ولا ما هي وجهتهم وكيف تم حشدهم، وكأنهم كانوا محبوسين في مكان ما ثم أطلق سراحهم.
- بعكس 18 و19 يناير وأحداث الأمن المركزي لم يندس بينهم مخرب أو لصوص المظاهرات، ولم يحطموا أو يحرقوا أو ينهبوا رغم أعدادهم الكبيرة.
(3)
- الملاحظة الثانية: هي التحضر الشديد للمتظاهرين، الهتافات في مجملها كانت إيجابية إلا بعض الشعارات الخارجة من محترفي المظاهرات القدامي الذين عفي عليهم الزمن.
- كانت حالات استفزاز الشرطة قليلة مقارنة بأعداد المتظاهرين، وبالتالي انحصرت الخسائر في حدها الأدني، فمن كان يري المظاهرات كان يضع يده علي قلبه خوفا من وقوع أعداد كبيرة من الضحايا.
- قارنوا بين ما حدث في مصر ومظاهرات تونس، من حيث الشكل الحضاري والتظاهر السلمي وحرص المصريين علي حماية أرواحهم وممتلكاتهم، والخروج بسلام وأمان.
(4)
- الملاحظة الثالثة: هي الدور القذر الذي تلعبه قناة الجزيرة، ولا أدري لماذا السكوت عليها حتي الآن، بعد أن تعمدت تحريض وتهييج المصريين، علي غرار ما فعلته في تونس.
- «الجزيرة مباشر» ظلت تبث لقطات مسجلة تثير الهلع والخوف والذعر في قلب من يراها، وكأن الثورة قامت في مصر بالفعل، ثم فتحت شاشتها لتعليقات معادية ومريضة.
- لصالح من تلعب الجزيرة، وإذا لم يكن لها كبير يلمها فلماذا نتركها ترتع وهي تستبيح أمن البلاد واستقرارها، وهل ننتظر حتي تشعل النار؟
(5)
- الملاحظة الرابعة: ضبط النفس قدر الإمكان الذي اتسمت به الشرطة، رغم ضخامة المظاهرات في منطقة وسط البلد، وغلق معظم الشوارع، والأعداد الكبيرة جداً من القوات والسيارات إلا أن اليوم مر بسلام.
- مر بسلام لأنه كان يوم إجازة لا موظفون ولا مدارس ولا جامعات، ولو كان يوم عمل عاديا لكانت الأوضاع أكثر سوءًا خصوصاً في الشوارع الرئيسية بوسط القاهرة.
- صحيح أن قوات الشرطة أصبحت لديها خبرات متراكمة في التعامل مع المظاهرات والاعتصامات، ولكن العبء كان ثقيلاً وضاغطاً وربما لم يذق الجنود والضباط النوم لأيام.
(6)
- الملاحظة الخامسة: هي الأحزاب الهزيلة والسياسيون الفاشلون الذين حاول بعضهم أن يستثمر المظاهرات في انتهازية فجة، وراح يملي شروطه وقراراته لإنهاء التظاهرات.
- لم يكن لهم دور ولا تأثير، ولكنهم تصوروا أنهم أصبحوا قوة ومثل هذه الأحزاب هي الكارثة الكبري لأنها فشلت في الوصول إلي الشباب وجذب أعداد منهم في صفوفها.
- لا تسمع من أحزاب الفشل سوي الشكوي والصراخ والضجيج فأثبتت المظاهرات أنهم لايستحقون الحياة بل الموت، وأن عدم وجودهم أفضل بكثير من ظهورهم الشكلي.
(7)
- الملاحظة السادسة: «وماذا بعد»؟.. هل «نهوَّن» ونقول إنها زوبعة في فنجان أم «نهوَّل» ونقول إنها ثورة؟.. لا هذا ولا ذاك، بل يجب قراءة الدروس جيدا.
- أهمها أن السياسات الاقتصادية تحتاج إعادة نظر في توزيع عوائد التنمية التي يصب معظمها في جيوب وكروش لم تفعل شيئاً في هذا اليوم العصيب سوي الشماتة.
- نعم.. مصر بدأت معركة إصلاحات سياسية واقتصادية صعبة ولا بديل عن استمرارها وتطويرها، وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

E-Mail : [email protected]