الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

احترام العالم لنا.. وعدم احترامنا لما لدينا






كمال عامر روزاليوسف اليومية : 04 - 02 - 2010


1 - الانتصار الكبير الذي حققه المنتخب الوطني المصري الأول لكرة القدم بالفوز ببطولة أمم أفريقيا أنجولا 2010 للمرة السابعة والثالثة علي التوالي.. كشفت المعالجة الصحفية من جانب الإعلام المصري والعالمي عن عدة مفاقات أري أهمية رصدها.. في فرنسا وإسبانيا وإنجلترا وهي دول تملك إعلامًا رياضيا قويا من حيث احترام الكلمة وأهميتها، خاصة أن هذا الإعلام يرصد ويحلل دوريات كبيرة تضم أفضل لاعبي العالم الأمر الذي انعكس بالتالي علي قيمة ما تسطره أقلام خبراء النقد الرياضي في تلك الدول.
هذا الإعلام أشاد بالمنتخب المصري بقوة أكبر بمرات من الإعلام المصري صاحب الإنجاز وجاءت تعبيرات وصف هذا الإنجاز في الصحافة العالمية قوية ومعبرة ومساندة للفراعنة بدرجة لافتة.. رصدوا حالة اللاعبين المصريين.. وأشادوا بقدراتهم واستوقفهم انتصار شحاتة وأعجبهم أحمد حسن وزيدان وجدو، وأخذوا يتغزلون في إمكانيات منتخب مصر.. بل إن موقع الفيفا أعلن حزنه علي عدم صعود منتخب مصر إلي نهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا.. الصحافة الأجنبية والمفروض أن لها كلمة مسموعة في العالم كله أفردت صفحات لإنجاز المصريين.. حتي وكالات الأنباء العالمية مثل الألمانية والفرنسية وفيها أقسام رياضية تتابع بدقة قالت كلمتها لصالح المصريين.. بل في إشادتهم بالفراعنة وضعونا ضمن كبار اللعبة في العالم.
العالم احترم انتصار المصريين.. وأشاد بما حققه منتخب بلادهم من فوز مستحق بالكأس الأفريقية والانتصار علي الفرق الأفريقية المرشحة لنهائيات المونديال.. حتي فوز مصر علي منتخب الجزائر وجد استجابة وتعاطفًا من الصحف العالمية والعربية لموقف منتخب مصر، الأمر الذي كان له أثر في مسح الصورة السوداء لمنتخب مصر في صحف العالم بعد أحداث مباراة القاهرة التي روج لها الإخوة في الجزائر، إذا صحافة العالم أنصفتنا ومنحتنا حقوقنا. وأشادت بمنتخب مصر وأثنت علي أداء لاعبيه وأيضا أكبر محطات العالم مثل c.n.n وb.b.c وسكاي وأوروسبورت وغيرها أشادت بالفراعنة وسلوكهم في البطولة والاتحاد الأفريقي أيضا أثني علي الفراعنة ومن هنا يمكن أن أقول "العالم اعترف بأننا أصحاب بلد يمكنه أن يفوز ويحقق الانتصارات لو أراد".
في نفس الوقت أري بعض الأقلام المصرية ومقدمي برامج الرياضة يحاولون التقليل من شأن الانتصار تارة بأن شحاتة محظوظ وأخري بأنه صديق لأحد الجان، ومرة ثالثة بأن له صديقًا ساحرًا مغربيا، شجعوا الحكايات والقصص، ادعوا أن شحاتة لم يترك من يديه مجموعة كروت عليها أدعية وأن قبلاته للكرة ما هي إلا طقوس الفوز بعض المصريين من نقاد الرياضة ادعي أن البطولة ضعيفة، آخر قال: الفرق المرشحة للمونديال لم تركز علي البطولة لأنها لا تسعي للفوز بها، حكايات وحكايات ومع الأسف هذا التوجه يكشف عن أحوالنا تجاه الحياة في مصر بشكل عام، بالفعل هناك مشكلات تواجه الفرد وضغوط حياتية متنوعة وأيضا الحكومة تعيش كابوسًا يتغير شكله يومياً ما بين متطلبات شعبها واحتياجات الناس ومشروعات لمستقبل الأبناء وصحة وتعليم وطرق ومواصلات وفرص عمل، وسط هذا الضباب هناك تنمية وحركة تنموية ومشروعات لها عائد وقوانين لضبط العملية ونظام يتيح تنظيم حركة المجتمع ويوضح حقوقه، في مصر نجد جدلاً دائرًا حول حقائق موجودة، هذا الجدل امتد من الدين إلي الدنيا ومن النقاب مروراً بالحجاب حتي أدوات التجميل.
جدل حول كل قرار، بل الغريب أنه يبدأ مع اتخاذ القرار أو إصدار القانون برغم أن تقييم أي عمل من المهم أن يتم بعد فترة، الصحافة المصرية لا تمنح أي وزير أو مسئول أو غيره مساحة أو فرصة، وهي هنا تعتمد علي نظرية "كرسي في الكلوب" وتحطيم المصباح.
لو دققنا النظر في حياتنا الاقتصادية نجد أن الدوائر المالية العالمية وهي جهات محايدة يتسم عملها بالشفافية، أشادت بالقوانين المنظمة للاستثمار وأشادت بخطوات الحكومة بشأن جذب المستثمرين من اختصار دائرة التصريحات اللازمة للمشروعات إلي الاستجابة لطلبات المستثمرين من إدخال ما يلزم لعمل سهولة في الجمارك والتصدير والاستيراد وغيرها.. الصحافة المصرية معظمها أصبح كارهًا لكل ما هو حكومي.. ترفض رؤية أي إنجاز وإذا حدث وتصادف أن رأته فهي لا تصدقه، ولو حلفت الحكومة علي المصحف فإنها مع الأسف ترفض القسم وتشكك في الجهة التي تصدر المصاحف.
2 - توماس ڤايتوڤيتش رئيس شركة أباتشي وهي شركة تعمل بمصر منذ خمسة عشر عامًا في مجال البحث عن البترول والغاز وبرغم الأزمة العالمية والظروف المترتبة عليها، إلا أن شركته رأت ضرورة زيادة استثماراتها الموجهة لمصر وآخرها اتفاقية للبحث عن البترول علي مساحة 6400 كيلو متر مربع لحفر 13 بئرًا بالصحراء الغربية بإجمالي أكثر من 72 مليون دولار ومنحة توقيع 39 مليون دولار.. رئيس أباتشي قال: نحن نتمني مواصلة العمل في مصر وقد حققنا نجاحات فيها. إن بلدكم - يقصد مصر- فيه فرص استثمار متنوعة وجيدة وقد ضاعفنا إنتاجنا من البترول والغاز في الصحراء الغربية بمصر خلال خمس سنوات وهذا يعني أن هذا الجزء غني بالبترول والغاز، م. سامح فهمي كعادته لم يترك أي فرصة واستغلها لصالح بلده، وبعد أن نجح في تحقيق خطته لتسويق الصحراء الغربية عالميا وجذب شركات بحجم أباتشي وشل وشركات يونانية ومصرية، وبعد أن ساهمت الصحراء الغربية ب40٪ من إجمالي إنتاج مصر من الزيت والمكثفات، لم يكن صدفة أن ينجح فهمي في جذب كبري الشركات العالمية العاملة في مجال البحث عن الزيت والغاز برغم الأزمة المالية العالمية. وأعتقد بعد نجاحه في تحويل الصحراء الغربية إلي منطقة منتجة للبترول والغاز وقد بدأ يغازل ويراهن الشركات العالمية للاتجاه للصعيد. هو هنا يعمل بهدوء وبثقة وبمنطق وطني.
الصحافة المصرية هنا انقسمت حول ما يحدث داخل قطاع البترول، في الوقت الذي اعترفت الدوائر الاقتصادية الدولية المهتمة.. بأهمية مصر ونجاحها في مواجهة الأزمة المالية العالمية في مجال البترول، الأمر الذي زاد من ثقة الدوائر المالية العالمية والمحلية في قطاع البترول.
هذا الازدواج ما بين احترام العالم لخطوات مصر في مجال البترول وجهود وزارة البترول في الاستفادة من كل ما لدي مصر من إمكانيات مباشرة وغير مباشرة حتي المناخ السياسي والاستقرار الذي يعيشه بلدنا وما بين صحافة مصرية بعضها لا يحترم العطاء ولا يري وجودًا للإنجاز ويواصل مسيرة الهدم وبعث روح الفوضي داخل أي قطاع ناجح وما بين الموقفين العالمي والمصري تتواصل الحياة. ولا أعتقد أن أصحاب نظرية الهدم من المصريين سوف يتوقفون.. وسيظل العالم يحترم ويقدر ما لدينا من إنجاز.