الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حرب الشائعات!
كتب

حرب الشائعات!






 
كرم جبر روزاليوسف اليومية : 28 - 01 - 2011


ليس صحيحًا أن رجال الأعمال يستعدون للهروب
(1)
- الشائعات لا تقل خطورة عن المظاهرات، وأسخف شائعة ترددت أمس هي «48 طائرة خاصة جاهزة لهروب رجال الأعمال».. فهل يعقل مثل هذا الكلام؟
- في هذا الوقت الذي يحتاج إلي التهدئة والتعقل والحكمة، حتي تنتهي موجة المظاهرات ويعود الهدوء من جديد، هل من المصلحة أن نبث بين الناس مثل هذه الشائعة؟
- من هم ال48 رجل أعمال؟.. محمد أبوالعينين ونجيب ساويرس وشقيقه سميح وحسين سالم وهشام طلعت مصطفي «المسجون» وشفيق جبر وكريم غبور وأحمد بهجت وغيرهم.
(2)
- أما العنوان الخادع فيبني الحبكة الصحفية علي أن الثورة التونسية كشفت النقاب عن أسباب حرص رجال الأعمال علي امتلاك الطائرات.. طبعًا للهروب.
- ما دام في مصر 48 رجل أعمال يمتلكون طائرات فإنهم يستعدون للهروب، وما دامت المظاهرات قد اندلعت، فقد أصدروا أوامرهم بتشغيل محركات الطائرات.
- الذين يمتلكون الطائرات هم الذين سيهربون، بمعني «خربوها وقعدوا علي تلها وسابوها».. والسؤال هنا: كيف تؤثر مثل هذه الشائعات في البلد؟
(3)
- أولاً: شهدت البورصة هبوطًا حادًا، وهذا معناه مزيد من الانكماش في وقت تسعي فيه البلاد إلي جذب مزيد من الاستثمارات، فهي البديل الوحيد لخلق فرص العمل وضرب البطالة.
- إشاعة أجواء من القلق والاضطراب تخلق عدم الثقة والتردد والإحجام، وهذه المفردات هي العدو الاستراتيجي للاستثمار والتنمية وجذب الأموال.
- انظروا مثلاً إلي الصعيد الذي يعاني الفقر والبطالة، حدث ما حدث له بسبب الإرهاب الذي خيم عليه في الثمانينيات والتسعينيات، وفاته قطار التنمية لمدة ربع قرن.
(4)
- ثانيًا: لماذا يهرب رجال الأعمال؟ وهل وصلت الفوضي في البلاد إلي هذا الحد المزعج الذي يحتم الهروب، وهل رجال الأعمال «أندال» إلي هذه الدرجة؟
- الدولة في مصر قوية وثابتة، ومستقرة وجذورها ضاربة في أعماق التاريخ، ولا تهتز ولا تضعف، ولا تزيدها مثل هذه الأحداث إلا قوة وصلابة ومناعة.
- من الذي يتمني الخراب لبلده، ومن الذي يسعي إلي تدميرها ووقف مسيرتها، وتحويلها إلي تونس أو لبنان مع كل الاحترام للدول والشعوب، إلا أن مصر هي صمام الأمان ورمانة الميزان.
(5)
- ثالثًا: يا رجال الأعمال انتبهوا وأفيقوا، فأنتم في صدارة الصفوف وحصلتم من هذا البلد علي الكثير والكثير، ولحم كتافكم من خيره كما يقول المثل.
- آن الأوان لقليل من التضحية من أجل أن يشعر الناس جميعًا بعوائد التنمية، وأن يذوقوا ثمارها، ولا تنتظروا مبادرة من أحد ولا دعوة من أحد.
- إذا حل بهذا الوطن مكروه -لا قدر الله - فأنتم أول من يدفع الثمن، وكل كنوز الدنيا وأموالها وقصورها لا تساوي أبدًا الغربة في الخارج.
(6)
- رابعًا: الشائعات هي الشر كله في الأيام المقبلة.. وسوف تنطلق شائعات عن قتلي وجرحي وحظر تجوال، وهروب رجال أعمال بأسمائهم وأشياء أخري كثيرة.
- لا أدعي سوء نية الصحف ووسائل الإعلام التي تروج ذلك، ولكن ينبغي أيضًا كبح جماح السبق الصحفي والإعلامي الزائف الذي يؤدي إلي عدم التحقق من الشائعات.
- هذا ليس وقت الجري وراء الإثارة والأخبار المفبركة والحكايات المصنوعة، ليس وقت الطبخات الصحفية والإعلامية الفاسدة التي تصيب الوطن كله بالتسمم.
(7)
- المعلومات هي السلاح الأكيد لضرب الشائعات، ولذلك أضع يدي علي قلبي، لأننا نفتقد في مصر نوعية المسئولين المتيقظين الذين يستخدمون «سلاح المبادرة».
- بعضهم يختبئ في «دروة» ويختفي عن العيون، وقد لمسنا ذلك وتأكدنا منه كثيرًا في الأيام السابقة.. اختفاء مروع من علي مسرح الأحداث، لمن يجب عليهم التصدي.
- مصر بلدنا جميعًا، ومن حقنا جميعًا أن نخاف عليها وندافع عنها، ولكن الخوف كل الخوف من لوبي الصامتين، الذين ينشرون الشائعات بصمتهم.


E-Mail : [email protected]