السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الثورة والصدمة!
كتب

الثورة والصدمة!






 
كرم جبر روزاليوسف اليومية : 08 - 02 - 2011


الذي لايري التغيير أعمي البصر والبصيرة
(1)
- ولا أفلام الخيال العلمي كانت تستطيع أن تتنبأ بما يحدث في مصر الآن، أو أن يجلس نائب الرئيس علي مائدة واحدة عليها رفعت السعيد والكتاتني ومنصور حسن وغيرهم من الرموز السياسية.
- ما يحدث يمكن أن يصيب أكثر الناس صلابة بالدروشة والصوفية، ليصبح شعارهم المفضل «ولا دايم إلا الدايم ولا دايم غير الله».. فبين ليلة وضحاها «انقلبت» مصر علي رأسها.
- «انقلبت» مصر أو «انعدلت» ليس مهما أن نسأل الآن، ولكن من لايري المشهد علي حقيقته فهو أعمي البصر والبصيرة، فلم تشهد مصر طوال تاريخها مثل هذه الأحداث.
(2)
- أولاً: ثورة الشباب عام 2011 تفوق في نتائجها ثورة 23 يوليو، علي الأقل فقد بدأت «ثورة» وليس «حركة» وضمت في صفوفها مختلف ألوان الطيف المصري خصوصا أجيال الشباب.
- ثانياً: أعادت ثورة الشباب إحياء الأحزاب المصرية الضعيفة بينما قضت ثورة 23 يوليو علي الأحزاب القوية، وشتان بين إصلاح النظام السياسي وبين تدميره.
- ثالثاً: أعطت ثورة الشباب فرصة ذهبية للإخوان المسلمين، تماما مثل الفرصة التي منحتها لهم ثورة 23 يوليو.. وإذا كانوا قد أضاعوا الفرصة الأولي فهل يضيعون الفرصة الأخيرة؟
(3)
- رابعاً: مصر علي أعتاب مرحلة جديدة يتم فيها التداول الحقيقي للسلطة، وليس التداول الخطابي الفارغ الذي تعودنا علي سماعه من قيادات احترفت تزييف الواقع.
- خامساً: انته إلي الأبد أن يحكم مصر رئيس مدي الحياة، أو أن يتولي أمورها حزب يولد من أحشاء السلطة ويعيش بها ولا يستطيع أن يكون له وجود بدونها.
- سادساً: حطمت ثورة الشباب الأبقار المقدسة مثل لجنة الأحزاب وقانون الطوارئ والانتخابات المزيفة والأمن الوهمي والإعلام الحشدي وغيرها من المسامير التي دقها الحزب الوطني في نعشه.
(4)
- سابعاً: سوف يصبح الدستور المصري من أهم الدساتير في العالم وأكثرها إقراراً للحريات العامة بعد تعديل «المواد التفصيل» التي كانت سببا في معظم الأحداث التي نشهدها الآن.
- ثامناً: أثبتت الأحداث الفشل الهائل الذي ينعم به الإعلام المصري خصوصاً القومي، الذي انكشف عاريا أمام الجزيرة والعربية و«بي بي سي» وغيرها ولم يستطع أن يحمي البلاد.
- تاسعاً: بالنسبة للأمن فحدث ولا حرج «كان صرحا من خيال فهوي» وسوف تظل البلاد مذهولة عدة سنوات وتسأل نفسها: أين اختفت القوات في ساعة الصفر؟
(5)
- ولا أفلام الخيال العلمي، ولكن ثورة الشباب هوت فوق رءوس كثيرة كالمرزبة وإذا لم يفهم كثيرون الدرس ويستوعبوه، فأبشروا سوف يأكلكم الوبا.
- الحزب الوطني الحاكم.. عليه أن يفيق من أغلبيته الوهمية وهيمنته الورقية، وأن يتم فطامه عن الدولة وأجهزتها وإمكانياتها ليعيش مع إخوته الأحزاب الأخري علي قدم المساواة.
- أحزاب المعارضة، هل تفيق من الموت الاختياري وشماعات تبرير الفشل، وتحاول العودة إلي الشارع وإلي الجماهير التي أدارت لها ظهرها.. الفرصة لن تتكرر.
(6)
- الإخوان المسلمون.. فرصة تاريخية لتقطف الثمار وتندمج في الحياة السياسية في ظل مدنية الدولة، بعيداً عن الشعارات الدينية والكمون التاريخي.. فهل استفادوا من الدروس؟
- رجال الأعمال دخولكم السياسة شر، ولا يمكن أبداً أن تتوب «الثروة» إذا تزوجت «السلطة» كلتاهما مفسدة، وإذا اجتمعتا فعلي الدنيا السلام.
- الوزراء رجال الأعمال.. أوشكتم أن تضيعوا البلد ضيعكم الله، ونفسي أفهم ماذا يفعل الإنسان ب12 أو 15 مليار جنيه إذا حُرم من راحة البال.
(7)
- ولا في الخيال، ومن كان يتصور أن شابا «مروشنا» مثل وائل غنيم يمكن أن يكون قائد ثورة ومعه مجموعة من «النشطاء الأحرار»، يمكن أن يغيروا مصر بهذا الشكل؟
- من كان يتصور أن هؤلاء الشباب الذين استهنا بهم ولم نقدر قيمتهم يمكن أن يكونوا الضباط الأحرار الجدد، الذين قاموا بالثورة بالعلم والكمبيوتر وليس الطائرات والدبابات.
- اقرءوا الفاتحة علي أرواح الشهداء الشباب، وحاكموا القتلة الذين صوبوا إلي أجسادهم الرصاص، بالفعل «مصر عادت شمسك الذهب».


E-Mail : [email protected]