الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
روزاليوسف والثورة!
كتب

روزاليوسف والثورة!






 
كرم جبر روزاليوسف اليومية : 14 - 02 - 2011


الاحترام والتقدير للعاملين بهذه المؤسسة العريقة
(1)
- وسائل الإعلام في مصر الآن صنفان: «محاكم تفتيش» و«حائط مبكي».. الأول يدق الطبول ويعلق الرءوس علي أعواد المشانق.. والثاني يذرف دموع الندم والتطهر والتوبة.
- «محاكم التفتيش» تنصب المشانق للخونة في الإعلام القومي، خصوصاً الصحفيين والمسئولين في الصحف القومية، وتصوريهم بأنهم باعوا الوطن وضمائرهم، وارتكبوا جريمة الإفساد السياسي وعقوبتها الإعدام.
- سبحان مغير الأحوال، أصبح الإعلام القومي وصمة عار يجب إزالتها بالكي ومية النار، ويواجه أقصي أنواع التحريض لتصفية عناصره، وملاحقتهم أينما كانوا.
(2)
- «حائط المبكي» هو المنقذ لكثير من الزملاء في الصحف القومية، يسكبون دموعاً كالأنهار يتصورون أنها ستغسل ما كانوا يكتبونه، وتستبدله بحروف أكثر ثورية.
- للأسف الشديد هؤلاء ينزعون عنهم بقايا الاحترام والثقة والمصداقية، وكيف يصدق الناس «المتحولون» الذين يهيلون التراب والعار علي النظام السابق بعد أن كانوا سدنته.
- كيف يصدق الناس من كان يتغزل في محاسن التوريث وقانون الطوارئ والرأسمالية المتوحشة وعبقرية رجال الأعمال الوزراء، ثم انقلبوا عليهم ووصفوهم بالشياطين؟
(3)
- الثبات علي المواقف مع الاعتراف بالأخطاء هما سلاح الاحترام الذي يجب أن يتسلح به أي كاتب أو صحفي، لحفظ ماء الوجه وكسب احترام الرأي العام.
- ليس معقولا أن من كانوا يسبحون بحمد الرئيس السابق ويسجدون تحت قدميه بالأمس، يدنسون سمعته ويهيلون عليه التراب ويغرسون السكاكين في جسده.
- كيف يصدقهم الناس، وهم مداحون، وكيف يثقون بهم وهم متحولون، وهل يتصور من يفعل ذلك أنه سيصبح مفجر ثورة الشباب وحامل رايتها؟
(4)
- أشرف للزملاء الإعلاميين والصحفيين ألف مرة أن ينسحبوا من مناصبهم ويتركوا كراسيهم، من أن يخلعوا ملابسهم ليتشبثوا بكراسي لن تبقي وسوف تزول.
- كل مرحلة لها رجالها وحاملو رايتها والمعبرون عنها، وأسوأ شيء في الحياة هم رجال كل العصور، وكل الموائد وكل الأشكال، الذين يتلونون كالحرباء.
- أقول ذلك لنفسي قبل أن أقوله للآخرين، رغم إنني لم أكن مسئولاً إلا عما أكتبه موقعاً باسمي من مقالات، دون أن أدس أنفي في سياسات تحريرية ليست من شأني.
(5)
- الأخطر من المتحولين هم فرسان محاكم التفتيش، الذين يشهرون سيوفهم، رافعين شعار «لا يسلم الشرف الرفيع من الأذي حتي يراق علي جوانبه الدم».
- يهدرون دم الصحفيين في الصحف القومية، الذين كان ذنبهم أنهم تولوا المسئولية في ظروف صعبة أعقبت قيادات ظلت علي مقاعدها 20 سنة، فأصابوها بالتجمد والجفاف.
- صحفيون لم يكونوا جميعاً أشراراً ولا مفسدين في الأرض؟ وحاول بعضهم أن يكون محايداً في ظروف عاشها الوطن كله أعدمت فيها خطوط الحياد.
(6)
- محاكم التفتيش تدق الطبول ليل نهار، وتوزع الاتهامات دون سند أو دليل، وتشعل في الرأي العام الرغبة في الثأر والتصفية والانتقام.
- محاكم تفتيش لا ترحم، وتستخدم أسوأ أسلحة العصور في التاريخ، حين كان القتل بالشبهات والسحل بالشائعات والموت بالاتهامات حتي لو كان صاحبها بريئاً.
- إعلاميون وصحفيون نصبوا من أنفسهم جلادين لا قضاة، مع أن ما ارتكبه بعضهم لا يقل فداحة عما ارتكبه من يتهمونهم بالخيانة والفساد.
(7)
- الفاسد يجب أن ينال عقابه والمخطئ يجب أن ينال جزاءه، أما أن تتحول البلاد إلي حرب أهلية وقودها التخوين والاصطياد والشبهات، فتلك نيران لن ينجو منها أحد.
- المسرح مليء بالمتناقضات، والجلادون يلهثون وراء المتحولين.. هذا أسوأ من ذاك، لأن شباب الثورة هم الوجه الوحيد المضيء.
- شباب الثورة أبرياء من الجميع، من اللصوص والقتلة الذين ملأوا الشوارع وهربوا من السجون، من كل من يحاول أن يجهض ثورتهم بانتهازية دنيئة.
--
آخر كلام:
- امتنعت تماماً عن الحديث عما جري في «روزاليوسف» في الأيام الأخيرة حتي لا أكون ولا تكون هذه المؤسسة العريقة مسرحاً لعروض الفضائيات وبعض الصحف الخاصة.. ولكن الصمت لم يعد مفيداً.
- أولاً: كل الاحترام والتقدير للعاملين في «روزاليوسف»، هذه المؤسسة الشامخة التي لم ينجحوا في شقها أو إحداث وقيعة بين أبنائها.
- ثانياً: «روزاليوسف» الآن هادئة ومستقرة في الإدارة والمطابع ولم تستغرق الأحداث أكثر من ساعات، ورغم ذلك مازالت بعض الصحف تخترع أشياء عن إضرابات واعتصامات ليس لها أي وجود.
- ثالثاً: تربطني بجميع العاملين في المؤسسة علاقات طيبة عبروا عنها خلال جولاتي التي لم تنقطع في أقسامها، خصوصاً المطابع الذين لمست منهم مشاعر حب وود واحترام عبروا عنها أمام الجميع.
- رابعاً: الشائعات أصبحت هي السلاح السام لإدارة الأزمات، والأجواء مهيأة تماماً لقتل أي إنسان بالشائعات.
- خامساً: لقد أعلنت اتجاهاتي القومية في كتاباتي الموقعة باسمي في سياق الدولة المصرية، اتفقت معها واختلفت، بعيداً عن التفتيش في النوايا وبين السطور.


E-Mail : [email protected]