الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إذن.. متي يكون التغيير؟
كتب

إذن.. متي يكون التغيير؟






 
كرم جبر روزاليوسف اليومية : 15 - 02 - 2011


البلد في حالة «شياط» والحكومة «بالشورت والتي شيرت»!
قبل أن تقرأ:
هذا المقال نشر في روزاليوسف 14 / 6 / 2010 وموجود علي موقع الجريدة منذ ذلك التاريخ .. أرجو قراءته جيداً والتعليق غداً.
(1)
- إذا لم يحدث التغيير الآن، فمتي يحدث؟.. وإذا لم تجئ حكومة جديدة قوية تستطيع أن تعيد الانضباط والهيبة والاحترام للدولة والمجتمع، فمتي تجيء؟
- حكومة جديدة ليس فيها رجال الأعمال من الصنف الذي باع البلد واشتراه، وأحدهم يبني شققاً للفقراء ومحدودي الدخل مساحتها 36 متراً وكأنه يقتطعها من جسده، بينما يشتري لشركة يساهم فيها ملايين الأمتار بأبخس الأسعار.
- حكومة لا «تطنش» علي احتكارات ولا تبارك مزادات، فتُضيع جهوداً ضخمة بسبب تصرفات البعض الذين تحولوا إلي قطط ناعمة وشرهة، تفعل ما تشاء.
(2)
- انظروا لأحوال البلد حولكم.. حالة من «الشياط» والغضب والتمرد تجتاح كثيراً من الفئات، وحكومتنا الرشيدة لا حس ولا خبر، وتستمتع بإجازة هادئة ب«تي شيرت وشورت»، و«تبلبط» علي الشاطئ.
- انظروا حولكم.. أين وزير العدل الذي اختفي تماماً عن الأنظار، بينما يتعرض البلد لأزمة رهيبة وغير مسبوقة بين المحامين والقضاة؟.. أين رجل القانون القوي الذي يستطيع أن يحتوي الجميع؟
- إذا لم يتدخل وزير العدل باعتباره المسئول سياسياً عن شئون العدالة في مصر، فمن يتدخل؟.. وهل تقتصر مهام الوزير الرسمية علي افتعال المشاكل والأزمات؟
(3)
- انظروا حولكم.. الكنيسة تشتبك مع القضاء، دون ضوابط واضحة تمنع أصلاً وقوع مثل هذه الاشتباكات، ولا حتي مواجهة الموقف بروح الوطنية المصرية التي تقي من الفتن.
- أزمات واعتصامات مهينة ومسيئة كانت تملأ الأرصفة أمام مجلس الوزراء ومجلسي الشعب والشوري، وتنذر بما لا يحمد عقباه، رغم ذلك لم تجد الحكومة في ذلك عيباً ولا خجلاً، واعتبرته من مظاهر الديمقراطية!
- لولا التدخل القوي والحازم والحاسم لإنهاء مهزلة الأرصفة، لكنا الآن أمام عشوائية جديدة تحتل كل أرصفة وسط البلد بالنائمين والبطاطين.
(4)
- انظروا حولكم.. حكومة تعيش عالماً من الخيال والأحلام، لا يشعر بعض وزرائها بالناس، ولماذا وتحت أقدامهم طائرات خاصة تستطيع أن تنقلهم إلي أي مكان؟
- لماذا يشعرون؟ وقد انطلق بعضهم ليتملك ما يستطيع دون خجل أو كسوف، ودون أن يضع في عينه فص ملح.
- يفعلون ذلك وكأن الناس لا تعرف أن فلاناً يمتلك كذا وكذا، وكأن الذي اعتلي كرسيه مازال لا يدير شركاته من وراء الستار.
(5)
- انظروا حولكم.. نشم بعض رائحة الشياط، ولا تهونوا من أمره، ولا تقولوا إن مصر فيها 80 مليون مواطن سعداء، ولا يضيرها أن يغضب بضعة آلاف.
-هذا الكلام ليس صحيحاً لأن ما يحدث بين المحامين والقضاة إنذار شديد اللهجة، ويجب أخذه بمنتهي الجدية، لأنه بروفة لإصابة إحدي مؤسسات الدولة المهمة.. بالشلل.
- خذوا الإنذار بمنتهي اليقظة، وكفي خداعاً للذات، وكفي ابتسامات زائفة، وهدوءاً غير مبرر، وتصريحات لا تقيم وزناً للمشاكل الحقيقية التي تمر بها البلاد.
(6)
- انظروا حولكم.. واعترفوا بأخطاء الخصخصة التي يدفع ثمنها العمال، وحاصروا الانفلات الرهيب في أسعار السلع قبل رمضان، وجنون أسعار العقارات وغيرها من الأزمات.
- لا تقولوا إن ثمار الخصخصة سوف «تصعد» لأعلي ثم «تهبط» لأسفل لينهل منها الفقراء ومحدودو الدخل.. هذا لم ولن يحدث في مصر، لأن الذي يطلع لفوق لا ينزل أبداً لتحت.
- مصر فيها من لا يعرفون الشبع وكأنهم البحر الذي يحب الزيادة، فيها أثرياء لا يستحون وبعض رجال أعمال منزوعي الهوية الاجتماعية والضمير الأخلاقي.
(7)
- أين الحكومة؟ وقد أصبحت شيعاً وأحزاباً، يتنافس وزراؤها علي الإدلاء بالتصريحات الوردية، وخلال نصف ساعة فقط، جاءت لي رسائل علي ال«S.M.S» علي الموبايل خذوها كمثال.. وبين القوسين لن أكتب أسماء الوزراء:
- (........): تأسيس 2261 شركة بالقاهرة خلال 6 أشهر باستثمارات 7.5مليار جنيه، (........).. 1.9مليار جنيه لدعم توريد المحاصيل الاستراتيجية من المزارعين.
- (.......): مليون متر مربع لإقامة 982 مشروعاً صناعياً ب16 مدينة صناعية، (.........).. وتكرر هذا التصريح بالكلمة والحرف علي لسان وزير آخر.
(8)
- إذا لم يحدث التغيير الآن، فمتي يحدث؟ وحكومتنا الرشيدة سعيدة أكثر من اللازم، ومتفائلة أكثر من اللازم، وحالمة بطريقة تفقع المرارة.
- حكومة جاءت بالتنمية وبأمراض التنمية..حكومة تحطمت علي صخورها كل النداءات لتقوية أدوات الدولة، لأن منطقهم هو التفكيك والتلويش.
أيها السادة.. مصر لا تنفع فيها حكومات ضعيفة، ولا رئيس حكومة يأخذ الحقائق ببرود شديد وابتسامة عريضة، ولا وزراء غابت عنهم الرؤية السياسية، ولا ينفع معها التجريب.
(9)
- بالله عليكم.. ماذا كان مصير أرض جزيرة «آمون بأسوان» إذا لم يتدخل الرئيس؟ وقبلها أنقذ الرئيس حالات كثيرة مشابهة..وهل يعقل أن يصل الأمر إلي هذا الحد؟
- هل يعقل أن الوزير الذي يبيع متر الأرض في الصحراء ب3 آلاف جنيه، تشتري إحدي الشركات التي يساهم فيها متر الأرض وما عليها من منشآت سياحية ب80 جنيهاً للمتر؟
- الرئيس.. يستطيع أن يعيد الأمور إلي نصابها الصحيح، بضميره الوطني وحسه الاجتماعي.. لكننا نُحمله فوق طاقته.