الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تغيير السياسات والوجوه
كتب

تغيير السياسات والوجوه




 


 

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 21 - 02 - 2011



سقف المطالب خطر داهم يهدد الجميع
(1)
- من بالفعل يقبل أن يكون وزيرًا أو مسئولاً في هذه الظروف الصعبة؟ وكان رئيس الوزراء الفريق أحمد شفيق صادقًا حين قال إن الشخصيات المستقلة والمحترمة رفضت بأدب جم الانضمام للوزارة.
- ليست هذه هي المشكلة الأولي التي تواجه رئيس الوزراء، فأمامه مهمة أخري شاقة هي تغيير الوجوه القديمة، ولا ينفع أبدًا أن يتحكم رجال الماضي في الحاضر والمستقبل، الشارع لا يريد ذلك.
- لذا، طلب رؤساء مجالس إدارات الصحف القومية أن يتغيروا بقيادات أخري نظراً للضغوط الكبيرة التي يتعرضون لها.
(2)
- المشكلة الضخمة الثانية التي تواجه أي مسئول في مصر هي ارتفاع سقف المطالب، المشروعة وغير المشروعة، وبالتالي اختلط الحابل بالنابل، مع أن الوقت ليس مناسبًا لحصد المكاسب أو جني الأرباح.
- معظم المؤسسات الصحفية علي سبيل المثال لم يدخلها مليم واحد منذ أكثر من شهر، بجانب تراجع الموارد الإعلانية إلي الصفر والتوزيع إلي أدني درجاته، والمشكلة بالغة الصعوبة.
- كيف يمكن الوفاء بالاحتياجات في ظل ندرة الموارد، وإذا لم تحقق المؤسسات أعلي معدلات التشغيل، فكيف يمكن تلبية المطالب الكثيرة التي تشمل كل شيء؟
(3)
- رئيس الوزراء ضرب مثلاً علي مشكلة سقف المطالب بقوله إن أحد الأجهزة كانت للعاملين فيه مطالب معينة تم تقديرها ب100 مليون جنيه، وفي اليوم التالي ارتفع سقف المطالب إلي 500 مليون.
- كثير من شركات قطاع الأعمال الناجحة التي يحصل العاملون فيها علي رواتب كبيرة وتحقق مكاسب، يطالب العاملون فيها بالعودة إلي حضن الحكومة بعد سنوات من إصلاحها.
- الحكومة فيها 6 ملايين موظف مقارنة بدول أخري لها نفس الظروف ليس فيها إلا واحد علي عشرة من هذا العدد، وهناك أكثر من العدد الحالي يبحث عن وظيفة في الحكومة.. من أين؟
(4)
- رئيس الوزراء كان علي حق عندما أكد أنه يجب الإسراع فورًا بوضع حد أقصي للأجور لا يزيد علي النسبة المعمول بها في أكثر الدول التي تطبق عدالة التوزيع.
- بجانب ذلك الإفصاح والإعلان والشفافية، حتي يشعر العاملون بالعدالة والمساواة، وهذه الإصلاحات الجوهرية لا تكلف شيئًا كثيرًا، إلا الانضباط والحزم في تطبيقها.
- سقف الطلبات يحتاج إلي التعامل معه بالهدوء والحكمة والتروي، لأن الظروف صعبة، وإذا انفلتت الأمور فسوف تنقلب علي العمالة الحالية وتؤثر علي مستويات دخولها.
(5)
- الحل هو عودة الهدوء والاستقرار، وعندما يتحقق ذلك يمكن أن تجني البلاد ثمارًا كثيرة، خصوصًا أن كثيرًا من دول العالم تتبني أفكارًا لإعادة إعمار مصر وتنميتها.
- هذا هو الهدف الذي يجب أن نسعي إليه جميعًا، وأن نستثمر الظروف الحالية التي ترتبت علي ثورة الشباب وجعلت مصر في صدارة الدول التي ينظر العالم لتجربتها.
- العالم كله.. الأشقاء والأصدقاء حتي الأعداء، ينظرون للتجربة المصرية بانبهار، فلماذا لا يتم توظيف هذا الحماس في خدمة التنمية الحقيقية التي تحقق مطالب الناس؟
(6)
- رئيس الوزراء يريد تشكيل وزارة «تريح الناس»، ولن يرتاح الناس إلا إذا رحلت الوجوه القديمة، وجاءت شخصية أخري لا تحوم حولها الشبهات وتتمتع بالخبرة والكفاءة.
- الماضي كان مريرًا حين سيطرت «شلة» علي مقاليد الأمور في البلاد، سياسيًا واقتصاديًا، والسؤال: ماذا يفعل عز والمغربي وجرانة وغيرهم بالمليارات، وهل ينفقونها في «كانتين» السجن؟
- من أخذ مليمًا بدون وجه حق يجب أن يحاسب وينال عقابه الرادع، ويجب أن تخضع جميع الذمم للفحص، حتي لا تنال الاتهامات المرسلة البريء والمتهم.
(7)
- «لا ترقص علي نغمات عدوك».. قالها رئيس الوزراء وهو يتحدث عن عمليات التخريب التي تتعرض لها سيناء.. وسيناء الغالية يجب أن نحافظ عليها ولا نفرط فيها.
- لن يحدث ذلك إلا إذا عادت الثقة للناس بأن التغيير «الوجوه والسياسات» سوف يحدث في غضون أسابيع أو أشهر قليلة.. وأن البداية هي التعديلات الدستورية.
- لم يكن أشد الناس خيالاً يحلمون بما حدث، ومن لا يزال يعيش في أحلام وأوهام الماضي، سوف تقتلعه الرياح من جذوره، والعاقل هو الذي يعرف الخطوة التي تسبق السقوط فيتوقف عندها.

E-Mail : [email protected]