السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التغيير آتٍ.. لا محالة
كتب

التغيير آتٍ.. لا محالة




 


 

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 24 - 02 - 2011



وما بعد المطر والقصف.. إلا صفاء الجو
(1)
- في هذا المكان أمس، وجهت عتابا للزميلة مني الشاذلي، لقسوتها في الهجوم علي كل رؤساء المؤسسات الصحفية القومية ورؤساء التحرير، أثناء لقائها مع بعض أعضاء المجلس العسكري، وأنها وضعت الجميع في سلة واحدة.
- في اليوم التالي صححت الزميلة - بضميرها المهني اليقظ - هذا الخلط، وأكدت أن برنامجها «العاشرة مساء» كان يستضيف زملاء في الصحف القومية لهم الاحترام و التقدير، وأنها كانت تتناول قضية عامة، وليس بهدف التشويه.
- كان في إمكانها أن تصمت، أو أن تصعّد الهجوم، خصوصا أن الموجة تسير في هذا الاتجاه، ولكنها رفضت التعميم، وأكدت ما ننادي به، بإصلاح مسار الصحافة القومية، حتي لو كان ذلك بتغيير كل القيادات الحالية.
(2)
- ليست القضية هي التغيير، وهو آتٍ لا محالة، ولكن في تجنب حدوث حرب أهلية في الصحف القومية، تؤدي إلي انهيارها التام، فلا تجد القيادات الجديدة المزمع تعيينها شيئاً تبني عليه، مثلما فعلت الشرطة حين تركت البلاد بين أنياب الفوضي.
- التغيير قادم لا محالة، وإذا لم يكن اليوم فغداً، وحتي يحدث ذلك يجب الحفاظ علي علاقات العمل وأدوات الإنتاج، حتي يمكن الوفاء بسقف المطالب الكثيرة التي لا يمكن تحقيقها إلا بالعمل ليل نهار، لتعويض الخسائر الفادحة في الفترة الأخيرة.
- المؤكد أن المرحلة الجديدة تحتاج أقلاماً وعقولا جديدة، خصوصا مع موسم الهجرة إلي الثورة، وبالمناسبة لم يفعل ذلك بعض كتاب الصحف القومية فقط، بل قرابة 90% من الإعلاميين، الذين يركبون الآن تيار الثورة.
(3)
- راجعوا برامج التليفزيون الشهيرة، وكذلك «توك شو» الفضائيات، وعودوا بالذاكرة إلي ملاحم تلميع الوزراء رجال الأعمال، الذي حوَّلتهم تلك البرامج من «مفسدين» إلي «مصلحين»، وجعلتهم حكماء العصر وعظماءه.
- انقلب هؤلاء المذيعون من «مبشرين» إلي «جلادين»، وكل واحد منهم يقول «لقد حذرت».. «لقد نبهت»، وفتح لهم التليفزيون وكذلك الفضائيات خزائنه ليغدق عليهم بالملايين، تحت زعم كاذب اسمه «فلوس الإعلانات».
- التليفزيون والفضائيات في أمّس الحاجة إلي حركة تطهير شاملة تتزامن مع التغيير المرتقب في الصحافة، حتي يشعر الرأي العام بأن شيئاً ما يحدث، ليس تغييراً في الأشخاص فقط، ولكن في الأفكار والرؤي والتوجهات.
(4)
- ليست القضية إذن هي اصطياد مجموعة بعينها ووضعها في مرمي النيران، فمن أخطأ يجب أن يرحل فورا ولا يبقي في مكانه دقيقة واحدة، لأن الاستمرار هو الذي يقلب مواجع عدم الثقة، ويضع الجميع في مواقف صعبة ومحرجة.
- يجب أن نترك الأمر للمجلس العسكري، الذي يقود البلاد بحكمة هادئة، ليقوم بهذه الخطوة في التوقيت الذي يراه، ليسلم المهمة الصعبة لمن يحافظون عليها، والمؤكد أن هذه القضية مدرجة ولها أولوية متقدمة.
- البقاء أو الرحيل يتساويان، ولكن بأسلوب سليم يضمن تسليم المؤسسات بشكل قانوني مثلما يحدث عند تعيين قيادات جديدة في أي مكان، فلا أحد يرغب في البقاء أو الاستمرار في مثل تلك الظروف الشائكة التي يصعب العمل فيها.
(5)
- موضوع آخر: ما ذنب المهندس محمد رأفت الذي مات علي أيدي المتظاهرين في إحدي شركات الغزل والنسيج، الرجل مشهود له بالخبرة والطيبة وحسن الخلق، وما ذنب عائلته وأفراد أسرته، وهل وصلنا إلي هذا الحد الخطير؟
- إنه مشهد الرعب والأسي والحزن حين يجد إنسان مسالم نفسه بين آلاف الأيادي والأصوات الزاعقة والغاضبة، تتقاذفه وتصرخ في وجهه وتطيح به في الهواء، وإذا لم يمت من الضرب مات من الرعب، أو بالسكتة القلبية.
- هل يحقق مثل هذا الأسلوب مطالب العاملين وحقهم في حياة كريمة؟ وهل القتل أصبح هو وسيلة التفاهم وأسلوب الحوار، ومن هو المسئول المجنون الذي يمكن أن يعمل في مثل هذه الظروف والسكين تهدد رقبته؟
(6)
- الحكومة الجديدة: فيها الدكتور يحيي الجمل الذي انتقل من صفوف المعارضين إلي مقاعد الحكام والمسئولين، أصبحت يده في النار بعد أن كانت في الماء البارد، ولو حدث ذلك من زمان لأصبحت البلاد أحسن حالا.
- وفيها الدكتور جودة عبدالخالق الذي بُح صوته بحثاً عن العدالة الاجتماعية المفقودة، والآن أصبح المسئول الأول عنها، فماذا يفعل في الدعم والأسعار والغلاء والسوق السوداء والجشع والغش والاحتكار؟ ربنا معاه.
- وفيها محمد عبدالمنعم الصاوي الذي يجلس علي قش الثقافة الوهمية الافتراضية التي تركها فاروق حسني بعد 30 سنة تفاهة وسطحية وسراباً ومنظرة، وهو يحتاج دهراً ليصلح ما أفسده الدهر وما خلفه العفن.
(7)
- الزمالك: ربنا يستر، فكل مكان يختاره لمباراته الأفريقية تحدث فيه ثورة، سره باتع، ومفعوله مثل السحر، وأصبحت الشعوب المغلوبة علي أمرها تري في الزمالك الحلم والأمل والإنقاذ، وتناديه «تعالي .. تعالي».
- في المرة التي فكر فيها الزمالك أن يفوز بالدوري بعد ست سنوات عجاف قامت الثورة في مصر، وضاع الدوري والكأس و كل البطولات الأخري، إنه فعلا «وش السعد»، وربنا يستر إذا عاد الدوري، والزمالك هو المتصدر.
- بجد.. وحشتنا الكورة، والمنافسات الشرسة في بطولة هذا العام، وسوف تعود الحياة إلي طبيعتها في مصر عندما تدب الروح من جديد في الملاعب، والبروفة هي مباراة الزمالك الأفريقية، وحظ سعيد للفن والهندسة.


E-Mail : [email protected]