الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

بوش الابن.. المحتال







محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 24 - 11 - 2010


بالتأكيد ليس الرئيس بوش الابن ساذجا.. فليس من المنطقي أن يصل إلي رئاسة الولايات المتحدة سياسي ساذج، بغض النظر عن الخلاف القانوني الذي نشب حول صحة فوزه الأول بالرئاسة.

كما أن وصفه بالكذاب بالمعني الدقيق للكلمة ليس جديدا منذ الإعلان عن حقيقة التقارير التي بني عليها قراراه في شن حربه علي العراق واحتلاله واعتمدت عليها نظرياته في الفوضي الخلاقة.

وثبت بالدليل القاطع أنها كانت تقارير كاذبة، وأنه كان علي علم بكذبها - كما أكدت مذكرات من كانوا حوله وفي إدارته ويديرون مناصب مهمة في البيت الأبيض والبنتاجون والاستخبارات.

واتبع هذا السياق - سياق الكذب - في جميع الملفات التي دخلت فيها الولايات المتحدة أثناء رئاسته.. سواء في أفغانستان أو القضية الفلسطينية.. أو حربه علي الإسلام والمسلمين.

فكذب علي شعبه الأمريكي أولا، فألحق به خسائر لم تشهدها أمريكا من قبل علي المستوي الخارجي بعد أن جعل العالم كله شعبيا ورسميا لا يتردد في إعلان الكراهية الشديدة للولايات المتحدة والعدائية فائقة الوصف لسياساتها.

وعلي المستوي الداخلي.. فقد أنهي مدة رئاسته بأزمة مالية ضربت الاقتصاد الأمريكي ضربة يحتاج إلي سنوات طويلة للتعافي منها لحقت خسائرها بالاقتصاد العالمي وأربكته أيضا لسنوات طويلة قادمة.

والآن.. وقد أصبح عليه أن يكتب مذكراته مثلما فعل جميع الرؤساء الأمريكيين السابقين.. وأصبح عليه أن يفسر هذه الحالة المؤسفة عالميا وداخليا التي ترك عليها الولايات المتحدة كرئيس سابق.

وأصبح عليه أن يبرر تلك الحالة المخزية منذ لحظة دخوله البيت الأبيض.. متسلما منصب الرئاسة من الرئيس بيل كلينتون إلي لحظة خروجه تاركا المنصب إلي الرئيس أوباما.

وهنا لا ينفع منطق الكذب في تسجيل الوقائع في المذكرات.. فالعالم كله يعلم أنه كذاب..

وهنا يصبح منطق الاحتيال في إضافة كذبة أو تلوين حقيقة أو إضافة ادعاء.

ربما ينجح الاحتيال في تبييض وجهه أمام محكمة التاريخ بإيجاد مبررات لما تسببت فيه سياسته وأفكاره ونظريات إدارته من المحافظين الجدد.. من شرور هددت العالم كله واستحق عليها بمنتهي الجدارة "جزمة" مقاس 10 تصوب إلي وجهه.

[email protected]