الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رهان الوفد الفاسد







محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 29 - 11 - 2010


بغض النظر عن نتيجة الانتخابات التي ستعلن وتحدد الفائز بالمقاعد البرلمانية لمجلس الشعب.. إلا أن النتيجة الأهم هي ثبات المواقف المبدئية للاحزاب الشرعية غير القابلة للخلاف أو الاختلاف.. باعتبارها ثوابت قومية تحت مظلتها تتفاعل الحياة السياسية علي اسس الدولة المدنية ومبدأ المواطنة مهما كان الاختلاف في البرامج السياسية لهذا الحزب أو ذاك.

وفي هذا السياق فإن امتناع حزب الوفد الليبرالي صاحب التاريخ العريق عن إعلان الموقف الواضح والثابت من مبدأ أساسي أقره الدستور وحصنته القوانين في رفض أي نشاط سياسي يستند إلي مرجعية دينية ويستخدم الدين في مغازلة مشاعر المواطنين تدليسا ومتاجرة وصولاً إلي هدف سياسي .

هو رهان فاسد بكل المقاييس ومقامرة ماجنة تضع المراهن والمقامر الوفدي في خانة خندق واحد مع المدلس والمتاجر والمتلاعب بأقدار هذا الوطن من جماعة الإخوان الظلامية المحظورة.

لقد تفاعلت الأحزاب الشرعية مع وضع النقاط الصحيحة فوق الحروف المؤكدة عندما تلقي النائب العام بلاغا عن نشاط سياسي حظره الدستور يستند إلي مرجعية دينية ويرفع شعارات دينية يقوم به ويصر عليه المنتمون لتنظيم جماعة الإخوان المحظورة تحت ستار توصيف انفسهم بالمستقلين وبدأت النيابة العامة التحقيق في هذا الخرق القانوني الواضح والثابت والموثق بالادلة المكتوبة والمرئية والمسموعة.

في موقف غريب يناقض مبادئه وتاريخه يمتنع حزب الوفد الليبرالي عن الانضمام إلي هذا الاجماع السياسي للأحزاب الشرعية ضد الدمويين والإرهابيين دعاة دولة السمع والطاعة لأمير الجماعة والمضلل العام .

وبلع حزب الوفد لسانه وتراجع عن ليبراليته التاريخية.. ولم يترك لنا سوي تفسير وحيد في صفقات انتخابية تمت بين الوفد والجماعة الظلامية استدعت هذا الخروج الكبير عن الاجماع الوطني في امتناع مذهل عن مواجهة ما تستهدفه شرور الظلاميين بهذا المجتمع ودولته المدنية.

رهان فاسد ومقامرة ماجنة من حزب الوفد طمعا في مقعد اواثنين أو عشرين أو خمسين من مقاعد مجلس الشعب .. سيظل يلاحقه طوال العمر.

[email protected]