الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر تختار المستقبل







محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 01 - 12 - 2010


اختارت مصر مستقبلها وهي تؤدي استحقاقها الانتخابي في اختيار نواب الشعب تحت قبة مجلس الشعب عندما ذهب الناخبون إلي صناديق الاقتراع ليؤكدوا الانحياز لركائز الدولة المدنية العصرية التي تعتنق مبدأ المواطنة كشرط أساسي يحكم التفاعل المجتمعي مثلما حدده دستورها في مادته الأولي.

اختارت مصر التصويت للأحزاب الشرعية بغض النظر عن التباين بين برامجها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وبغض النظر عن التفاوت في مساحات الفوز بالمقاعد البرلمانية والتي لم تعلن نتائجها حتي كتابة هذه السطور.. وتؤكدها كل المؤشرات.

وبغض النظر أيضا عن الادعاء ممن تلقوا صدمة المفاجأة في أصوات الناخبين عندما انفضوا عنهم بحدوث تجاوزات أثرت علي مواقفهم الانتخابية في محاولة لتفسير هذا السقوط الشعبي.

وقد كانت اللجنة العليا للانتخابات.. اللجنة المستقلة التي تدير العملية الانتخابية لأول مرة في تاريخ مصر.. واضحة وصارمة وهي تتخذ قراراتها في الشكاوي التي وصلتها في مرشحين أو لجان انتخابية أو أعمال عنف.. بغض النظر عن صفة المرشح أو انتمائه الحزبي أو مكان اللجنة الانتخابية.

وكذلك المجلس القومي لحقوق الإنسان الذي تابعت من خلاله 76 منظمة من منظمات المجتمع المدني سير العملية الانتخابية - ولأول مرة أيضا في تاريخ مصر- بما تجاوز الستة آلاف مراقب تم إعطاؤهم تصاريح للمراقبة ونقلوا لغرفة عمليات المركز تقارير وشكاوي تم العمل فورا علي بحثها وتوثيقها وحلها.
اختارت مصر مستقبلها عندما أغلق ناخبوها الأبواب في وجه الظلاميين من المنتمين لجماعة الإخوان المحظورة والذين انتحلوا صفة المستقلين وهم يترشحون لمقاعد مجلس الشعب في خرق واضح للدستور الذي يحظر النشاط السياسي وإنشاء أحزاب استنادا لمرجعية دينية.

والذين حين استشعروا أن من تمت مغازلة مشاعرهم الدينية بالتدليس باسم الدين ورفع الشعارات الدينية قد فهموا اللعبة ورفضوا هضم الخدعة والوقوع في نفس الفخ مرتين.

الأصوات الانتخابية التي صدقت فيما مضي التدليس باسم الدين قد انتبهت لطبيعة تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية وأساليبها في تنفيذ خطتها في التمكين والسيطرة.. وأن الولاء الأكبر للمرشد العام تحت مبدأ السمع والطاعة.

اتبعوا الأساليب القديمة في تكتل انصارهم أمام اللجان الانتخابية واظهار عضلات البلطجة واشاعة الخوف بين الناخبين لمنعهم من الذهاب إلي اللجان الانتخابية وافتعال الاشتباكات والادعاء بالتعرض إلي اعتداءات سريعا ما وضّح اجتراءها علي الحقيقة.

واخيرا استجداء المشاعر الدينية للناخبين، حيث رفع انصار المرشحين المنتمين لجماعة الإخوان.. المصاحف أمام أبواب اللجان الانتخابية وكاميرات القنوات الفضائية.

اختارت مصر مستقبلها عندما لم تؤثر في الناخبين عبارات حماسية لا تجد لها اقداما علي الأرض تقف عليها ببرنامج حقيقي قادر علي التحقق.. وعندما وضع ثقته فيمن اختبر نتائج عمله وإخلاصه وصدق رؤيته في انجاز تحقق وأصبح ملموساً بين يديه.. أفكارا وسياسات وآليات تنفيذ.

[email protected]