الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الوفد «شو» و«ماما في القسم»




 

 
محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 07 - 12 - 2010



كنت أتمني أن يلتزم المرشحون علي اسم حزب الوفد في انتخابات الاعادة بقرار الحزب بالانسحاب.. فعدا محمد مصطفي شردي .. قرر بقية المرشحين اهمال قرار الحزب وخوض الإعادة.

 


بما يعد اثباتا جديدا لحجم الاهتراء الواسع بين كوادر الحزب ولجانه وبين قياداته التي لم تفشل فقط في انجاز عمل سياسي حقيقي تراتبي متواصل مع الناخبين منذ انتهت انتخابات 2005 يضمن لها أصواتا في الصناديق الانتخابية وإنما أيضا في اقناع اعضاء الحزب بمبررات قرار الانسحاب وإخراجه علي هذا النحو الدعائي.


وقد كان من شأن هذا الالتزام أن يحفظ بعضا من ماء الوجه هذا الحزب العريق.. والذي اهدرته قياداته التي انشغلت أولا بالصراعات الداخلية التي اعتدت علي مبني الحزب واشعلت فيه النار.


ثم انشغلت ثانيا بجناحين يحاول كل منهما الاستقواء علي الآخر.. ثم انشغلت ثالثا بال"شو" الإعلامي مرة وهي تستقدم اسماء تهبط بالباراشوت علي عضوية الحزب وترشيحاته للدوائر الانتخابية لمجرد انها أسماء لها شهرة إعلامية وهي تغض النظر عن اعتراضات لجان الحزب في العاصمة والمحافظات.. ومرة اخري وفي "شو" اعلان حكومة ظل.


وانشغلت رابعا في الإفاقة المتأخرة علي موعد الانتخابات لتحسم قرار المشاركة وتضع برنامجا انتخابيا متسرعا لا يحمل أية آليات تنفيذ.. وهي تعتمد علي خطة الهجوم علي الآخر (الحزب الوطني) بدلا من تأكيد برنامج حزبها.. فيأتي خطابها الانتخابي "لا تنتخبوا الوطني ".. ونست أن تخاطب الناخبين بعبارة " انتخبوا الوفد".


وتحت هذا الإدراك وهذا الفهم جاء قرار مرشحي حزب الوفد بالاستمرار في خوض انتخابات الإعادة.. لأن أمامهم معركة انتخابية حقيقية من المؤسف الهرب منها بهذا الأسلوب وهذا الشكل الذي قد يقضي علي مصداقيتهم بين الناخبين وفي دوائرهم الانتخابية.


فمن المنطقي أن يخسر منير فخري عبدالنور في الدائرة التي باعترافه هولا يضمن بها أصواتا.. ومن الطبيعي أن تخسر الفنانة سميرة أحمد لأنه بحساب اتصالها بالناخبين في الدائرة التي رشحت لها لم تقدم لهم سوي مسلسل "ماما في القسم".. ونفس الحال للرياضي طاهر ابوزيد وبرنامجه التليفزيوني.


بينما الفوز بصوت انتخابي يحتاج إلي اجتهاد في التواصل والاتصال وخدمات تؤدي وظهور مستمر بين ابناء الدائرة إلي الدرجة التي يعرف فيها المرشح الناخبين اسما اسما ويعرفونه هم بمجرد ظهوره.. وهو عمل يستغرق سنوات في مد هذه الجسور.


وهو ما تمرد عليه غير الملتزمين بقرار الانسحاب.. فقيادات حزب الوفد ورئيسه تعاملوا مع الانتخابات بمنطق "ماما في القسم".


[email protected]

ا