الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شماعة الحزب الوطني




 


محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 06 - 12 - 2010


 


قبل يوم أمس يوم الإعادة في انتخابات مجلس الشعب.. وبعد أن اتضحت خريطة الانتخابات وظهر الحجم الجماهيري الحقيقي للأحزاب وتنظيم جماعة الإخوان غير الشرعي.. من المدهش أنه ظهرت مطالبات للحزب الوطني بأنه كان عليه أن يخلي دوائر أمام مرشحين للمعارضة أو أن يرشح أمامهم مرشحين ضعفاء من الممكن الفوز عليهم بسهولة.


ولما جاءت الإعادة أصبح علي الحزب الوطني أن يفكر ويعوض ما فاته علي اعتبار أنه الحزب الأقوي سياسيا والأكثر تأثيرًا جماهيريا والأكثر قدرة تنظيميا علي دفع عدد هائل من المرشحين أصحاب الحيثية في دوائرهم.. أي أنه كان علي الحزب الوطني أن يعقد صفقات بما يقوي من الأحزاب ويدعم الحياة السياسية.
قد تكون هذه المطالبة وجيهة في منطق من تحدث بها بما يعد انقلابا علي موقفه الأول قبل إجراء الانتخابات الذي راهن به علي سقوط مدو لمرشحي الحزب الوطني.. وأعلن أن هناك صفقات تتم بين الأحزاب والحزب الوطني تحمل هذا المضمون.


وفي هذا السياق أيضا هاجم هذا البعض بضراوة هذه الصفقات الافتراضية.. ومن يسعي إليها ومن يعقدها ووصفها بعمل غير أخلاقي يقدم عليه الحزب الوطني مخربا به الحياة السياسية.. علي الرغم من النفي القاطع من الحزب الوطني وإعلانه أنه علي الآخرين ألا يلقوا فشلهم علي شماعة الحزب الوطني.. ومع نتائج صناديق الاقتراع بات مؤكدا أن حديث الصفقات كان خيالا اخترعوه للهجوم علي الحزب الوطني وتشويه حركته وبرامجه.


حسنا .. لا أحد يمكنه أن يطلب ممن اجتهد وقدم العمل الشاق المضني في بناء نفسه بناء علميا ديمقراطيا وهو يمد جسور التواصل مع الجميع طوال خمس سنوات مضت.. أن يتنازل ويقدم للآخر هدية علي طبق من ذهب.. خاصة إذا كان هذا الآخر لم يحاول ولم يجتهد ولم يسع.. وانشغل بالصراعات الداخلية والتشويه الدعائي واعتبر أن التنافس القادم يكفيه شهر أو شهران أو حتي أسبوع قبل أن تدور عجلة الانتخابات فتخبط وارتكب أخطاء كارثية في اختيار مرشحيه.. ومن ثم جاءت الخسارة علي هذه الصورة.


لا تحتاج الحياة السياسية إلي صفقات وإنما تحتاج أحزاب المعارضة إلي وقفة ضرورية مع الذات بدراسة جادة تكشف الأسباب الحقيقية لهذه الخسارة في الانتخابات، وأن تعيد بناء نفسها هيكليا وتنظيميا بما يتيح لها الخروج من حالة الجفاف الجماهيري.