الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

سيادة مصر أقوى من أمريكا




لاشك أن العلاقة (المصرية - الأمريكية) لم تعد على ما يرام، رغم كل الوجوه الدبلوماسية الباسمة من الطرفين، التى تريد تصور أن ما يحدث بين مصر أمريكا -منذ اندلاع ثورة 30 يونيو وسقوط حكم الإخوان وما أعقبه من تعنت أمريكى غير مبرر، وتخبط فى تصريحاتها- ما هو إلا أمر عابر يمكن تجاوزه وأن العلاقة بين البلدين اصيلة ووطيدة لن تهتز ولن تفسد، إلا أن الوضع يراه البعض على غير هذا النحو، حيث إن العالم يرصد منذ فترة شطط الموقف الأمريكى طبيعة العلاقة بين البلدين، والمصريون أيضا اصبحوا يقيمون هذه العلاقة ويدفعون بها فى الاتجاه الذى يحفظ كرامتهم، كذلك على المستوى الرسمى لم يعد المسئولين الحكوميين فى مصر يتعاملون مع الإدارة الأمريكية بالشوكة والسكينة كما كان يحدث فى العقود السابقة، بل أصبحت هناك لغة جديدة تفرض نفسها على طبيعة التصريحات المصرية التى دب فيها شعور بالقوة والقدرة على المواجهة من أجل حماية السيادة المصرية من اى تدخلات أو إملاءات تأتى من خارج حدودنا، ما يجعل مصر ترسم ملامح دولة سيادتها أقوى من أمريكا.

فمن جانبه قيّم عمرو موسى رئيس لجنة تعديل الدستور الموقف الأمريكى تجاه مصر بقوله: «إنه قام على افتراضات ومنطلقات سياسية خاطئة، ومرفوضة»، مشيرا إلى أن الإدارات الأمريكية تعودت على ذلك، ولابد من إعادة تقييم العلاقات الاقتصادية (المصرية - الأمريكية)، وأضاف موسى فى حوار له مع جريدة (الرأى الكويتية): «من غير المقبول استخدام منطق التهديد بقطع المعونات لأنها تحقق فائدة الطرفين، وسيعود ضررها على الطرفين، ويجب علينا أن نعلم أن الولايات المتحدة هى الدولة العظمى الأولى المتحكمة فى العالم، التى لا يمكن تجاهلها، ولابد من أن نضع سياسة حكيمة فى التعامل معها، ولا يجب أن ندير ظهرنا لها».

التحولات الجذرية التى تمر بها العلاقات (المصرية - الأمريكية) أصبحت لا تخفى على أحد، بل إن تصرفات واشنطن تجاه مصر بدأت تأخذ طابعا عدائيا ناعما مثل اقدامها على وقف المساعدات العسكرية لمصر، وهو ما أثار انتقادات ناعمة أيضا من بعض الصحف الغربية، منها صحف بريطانية وسويسرية وإسرائيلية ايضا.

فقد اعتبرت صحيفة «بازلر تسايتونج» السويسرية أنه «لو كان أوباما يسعى فعلًا إلى إعادة الديمقراطية إلى مسارها الصحيح، لما عمل على توقيف المساعدات المخصصة للقاهرة، بل لكان قد استخدمها كورقة ضغط للدفع وبسرعة نحو تنظيم انتخابات جديدة فى بلاد النيل».. واضافت الصحيفة: «ما من داع لقلق النظام المصرى لملء الفراغ الناجم عن توقيف المساعدات الأمريكية، فهو يحصل على أموال من السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة».

وأكدت الصحيفة «أن أوباما اضعف من موقف الولايات المتحدة فى منطقة الشرق الأوسط المتأزمة، من خلال نيته تلقين درس للجيش المصرى، ويأتى ذلك فى الوقت الذى كثف فيه الجيش المصرى من عملياته ضد الإرهاب فى شبه جزيرة سيناء. إذن فمعاقبة القاهرة فى الوقت الراهن ليس بها أى معنى».

وفى نفس السياق قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية: إن ما فعلته الولايات المتحدة من تجميد المساعدات الاقتصادية لمصر وجيشها، خاصة خلال الوقت الذى يستثمر فيه الجيش جميع موارده لمحاربة الإرهاب فى سيناء وجماعة الإخوان - سيدفع القاهرة لأن تبحث عن مصادر أخرى لتمويل أنشطتها مثل روسيا والصين، وهو ما يثير القلق.

ووصفت الصحيفة الاسرائيلية فى تقرير لها «القرار الأمريكى» بأنه بمثابة «كارت أحمر لمصر»، وأن الرئيس باراك أوباما يخاطر بشدة عندما يهدد أقوى حليف عربى فى الشرق الأوسط. وأضافت: «أن السيناريو الأمريكى يرى أن الجيش المصرى سيسعى فى أقرب وقت لتهدئة الأجواء فى شوارع مصر حتى تعود المساعدات من جديد»، لكن الصحيفة عادت وتساءلت: ماذا سيحدث حالة استمرت جماعة «الإخوان» فى احتجاجاتها بالشوارع وتصعيدها؟ وهل تستطيع مصر أن تتحمل الوضع الاقتصادى الكارثى دون مساعدات؟».

ورأت «يديعوت» أنه فى المقابل تظهر روسيا كأفضل وأسوأ حليف، فالرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» يواصل دعمه حتى الآن للرئيس السورى «بشار الأسد»، وعندما واجه نظامه خطرا لم يوقف الدعم الروسى على اعتبارات أخلاقية.
وأضافت الصحيفة: «أن قرار الولايات المتحدة جعل المصريين يحتشدون وراء وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وبدا أن الانتقادات الأمريكية قد دعمت من موقف «السيسى»، الذى يقف وحده أمام جماعة الإخوان وضد المتطرفين الإسلاميين».