الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قش الارز لـ12 الف فدان تهدد صحة المواطنين




القليوبية ـ حنان عليوة

تمثل السحابة السوداء الناتجة عن حريق قش الارز كابوس كل عام  فى محافظة القليوبية ، فمع الإنتهاء من موسم حصاد محصول الأرز فى شهر اكتوبر يقوم الفلاحون بالتخلص من القش بعد الحصاد بحرقه الأمر الذى يسبب تلوثا هوائيا يملأ سماء المحافظة بسحب الأدخنة الكثيفة مكونة السحابة السوداء، ويشعر المواطنون بالأختناق واستمرار فى سيل الدموع من البصر بسبب الادخنة المستمرة فى الهواء ولم يتوقف الاضرار عند هذا الحد بل تقوم الادخنة الصادرة من حرق قش الارز من تكوين شبورة مائية كثيفة وينتج عنها انعدام الرؤية لدى السائقين مما يتسبب فى حوادث مستمرة على الطرق الطريق الزراعى فى ظل غياب المسئولين فى الرقابة على اصحاب الاراضى وعدم تنفيذ قوانين تحمى البيئة.

«روزاليوسف رصدت» الكابوس السنوى الملحق بمحافظة القليوبية فى البداية يقول حسن جودة  موظف حينما يبدأ المزارعون فى حصاد محصول الأرز تبدأ حرائق القش، ولا أستطيع الجلوس فى منزلى لقربه من الأراضى الزراعية، مضيفًا أنه يشعر بضيق شديد فى التنفس ولا يستطيع الجلوس خارج المنزل‏ من كثافة الدخان.
ويحذر محمد غنيم مدرس جيولوجيا وعلوم بيئية مرضى الأمراض الصدرية من  نوعى الربو الشعبى وحساسية الصدر يجب عدم من التعرض لأى غبار أو أدخنة لعدم جدوى العلاج فى ظل تعرضهم لذلك .
وأوضح أن حرق قش الأرز ظاهرة سيئة لا يمكن أن تمر مرور الكرام فى أى دولة متقدمة، ويجب التكاتف للقضاء عليها.
 ويطالب إبراهيم يوسف موظف بسرعة تعديل القوانين الحالية وتطبيق الغرامات المالية الفورية على كل من يتخلص قش الأرز بتلك الطريقة الخاطئة ,موضحا أنه لم يتم تفعيل أى قوانين طوال السنوات السابقة بل لايوجد قوانين ملزمة من الأساس.
ويقول خالد محمد مهندس زراعى إن هناك حملات توعية للمزارعين للاستفادة من قش الأرز كعلف حيوانى وأن هناك ندوات تنظمها إدارة شئون البيئة بالقليوبية لمناقشة كيفية الوصول إلى بيئة نظيفة وخالية من عمليات حرق قش الأرز وتعظيم الفائدة للاستفادة من المخلفات الزراعية.
ويشير الدكتور احمد الجزار عميد كلية طب بنها السابق وأخصائى أمراض صدريه الى أن الانسان هو الاكثر تضررا من هذة الأدخنة كما تسبب فى أزمات ربوية حادة للكبار والأطفال وتسبب أيضا تليف بالرئتين وصعوبة حادة بالتنفس وأختناق لكبار السن والاطفال مسببا أنتشار نزلات الشعبية خاصة لضعاف المناعة مؤكدا أن هذا الغاز الناتج عن احتراق قش الارز  يؤثر على الجهاز التنفسى للإنسان محدثًا آلاما فى الصدر.
وتابع  الجزار انه يسبب أيضا التهاب القصبة الهوائية وضيق التنفس. وضعف فى التركيز العالى له مسببا فى  تشنج الأحبال الصوتية، وقد يؤدى إلى تشنج مفاجئ واختناق.التعرض الطويل للغاز يؤثر على حاسة التذوق والشم، كما يؤدى إلى التصلب الرئوي.يسبب تهيج العيون وكذلك الجلد. مطالبا الأجهزة المسئولة بتشديد الرقابة لإنهاء هذة الازمة التى يتحمل عقابها صحة المواطنين.
 ويحذر الدكتور  محمد رأفت  أستاذ امراض صدرية بمستشفى حميات بنها من خطورة حرق قش الأرز فى هذا الوقت من العام وخصوصا فى فصل الخريف ويكثر فيه بخار الماء فى الهواء وتزداد الخطورة مع اتجاه الفلاحين لحرق القش ليلاً ليكون محملا بكميات كبيرة من بخار الماء لتحمل معها ملوثات رئيسية هى أكاسيد الكبريت والنتروجين والجسيمات العالقة وأول أكسيد الكربون التى لها تأثيرات مسرطنة على صحة الإنسان.
 ويلقى عبدالله ناجى محاسب المسئوليه على التنفيذيين بمحافظة القليوبية بأن القرارات التى قام المحافظ بالتصديق عليها جميعها قرارات لاتنفذ والفلاحين لايخافون الغرامات بسبب عدم الرقابة من الاجهزة التنفيذية كـ جهاز حماية البيئة ومجالس المدن والادارة الزراعية فيجب أن تتحمل عقوبة الاضرار التى يأخذة المواطن العادى من الدخان الناتج عن حرق قش الارز.
 ويلفت خليل السيد موظف الى ان الفلاحين فى محافظة القليوبية يستغلون أجازة نصر 6 أكتوبر  والعيد الأضحى فى التخلص من قش الأرز وحرقه مستغلين الإجازة فى غياب الرقابة سواء من الإدارات الزراعية أو من جهاز شؤون البيئة.
 «فالمزارع مبرراته»  يرى  حسن آدم  مزارع  أن عملية الدراس الاعتيادية لحصاد الأرز دراسه تجمع القش فى مكان واحد ولكن هذه الطريقة مكلفة جداً ، فالفلاح لكى يقوم بهذه العملية يضطر يحضر عدد من العمال لكى يجمع القش فى مكان واحد  فى الأرض، وكل مكبس امامه عدد كبير من الاراضى، ولكن الفلاح مرتبط بمواعيد الزراعة فيضطر لأن يحرق القش بدلاً من تأخره عن موسم الزراعة.
بينما يرى متولى شعبان مزارع أنه لا يوجد مكان لتخزين قش الأرز وأنه لوتم وضعه على الطريق سيعطل المرور ، وتخزينه أيضاً يجلب الفئران التى تلتهم فيما بعد المحاصيل ، كما انه لا يوجد مكان محدد لحرقه ولا توجد مساعدة من المسئولين فى ذلك بالرغم من الوعود والمشاريع الكثيرة التى يذكروها مراراً وتكراراً لحل الأزمة، فالمسئولين قاموا بحلها فى مناطق ولم يقوموا بحلها فى مناطق أخرى.
 من جانبه يؤكد المهندس عادل مصلح وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية انه يوجد 12 ألف فدان من محصول زراعة الأرز بالقليوبية بطريق المخالفة ,وتصل المخالفة الى 2000 جنيه للفدان الواحد .
واشار مصلح  الى ان المديرية تقوم حاليا بتنظيم سلسلة من اللقاءات والندوات الارشادية بالتعاون مع الارشاد الزراعى لمناقشة اهم المشاكل التى تواجه المزارعين فى الزراعة وكيفية حلها وتشجيعهم على زراعة المحاصيل الاستراتيجية بالمحافظة وعمل ندوات عن التدوير بالتنسيق مع جهاز البيئة بالاشتراك مع الجمعيات والمراكز الارشادية لتوعية المواطن بعدم حرق قش الارز واحطاب الذرة والقطن والاستفادة فى تصنيع الاعلاف بدلا من حرقها مما يؤثر على صحة المواطنين ويتسبب فى السحابة السوداء ولذلك تم تشكيل لجان للمتابعة والمرور الدورى الليلى على مواقع تجميع المخلفات تنفيذا لقرارات حماية البيئة.