الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رئيس قسم اللغة الأردية بجامعة الأزهر يكشف حقيقة الحركات والجماعات الإسلامية فى الهند




قدم الدكتور أحمد القاضى رئيس قسم اللغة الأردية بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر مقترحًا للقائمين على المركز القومى لتطوير اللغة الأردية التابع لوزارة التنمية البشرية بالهند خلال مشاركته فى المؤتمر الدولى الذى عقد الأسبوع الماضى بنيودلهى حول اللغة الأردية فى القرن الواحد والعشرين: التطور والازدهار يتضمن التعاون المشترك بين قسم اللغة الأردية بجامعة الأزهر ومركز تطوير اللغة الأردية للتأكيد على أهمية العلاقات العلمية والثقافية بين المؤسسات التعليمية فى جمهورية مصر العربية وجمهورية الهند، والعمل على تطوير تلك العلاقات من خلال تبادل الخبرات والأنشطة فى مجالات البحث والتعليم والبرامج التدريبية.
وقال القاضى أنه قام بزيارة العديد من مدارس وجامعات الهند، ورأى أن روادها أساتذة وطلابًا يطلبون دعم الأزهر وعلمائه ومفكريه لإصلاح المناهج التعليمية والتربوية، حيث يرغب الكثيرون من سكان هذه البلاد فى تعلم اللغة العربية لغة القرآن الكريم والحديث الشريف، أضف إلى ذلك كونها لغة الثقافة والعلوم، ومعبر كل الدارسين للحصول على الدرجات العلمية داخل جامعات الهند وباكستان.
واستكمل القاضى: من دواعى الأسى والحزن أن نجد تقاعسًا وتخاذلاً من بعض سفارات الدول العربية على النحو الذى تدرّس به فى جامعات مصر المختلفة؛ لذلك نهيب برجالات الأزهر - كما تعودنا منهم دومًا - أن يستمروا فى تقديم العون والمساعدة لهؤلاء المسلمين، وأن يعملوا على تصدير الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين، ورأب الصدع بين الهيئات والجماعات المتناحرة والمتنافرة فيما بينها، والعمل على التواصل بين رجال الدين والدعوة فى الهند وباكستان، ونبذ ما بينهم من خلاف واختلاف من خلال تصدير قوافل الدعوة الإسلامية ورجالاتها المؤهلين من أصحاب الفكر المستنير والوعى التام مبادئ وتعاليم الإسلام الحنيف، وكذلك العمل على تقوية وتطوير البعثات التعليمية بين الأزهر وبين جامعات الهند ليصل نور الإسلام وهديه إلى هذه البلاد.
وبين القاضى أنه ألف كتابًا عن الهيئات والجماعات الإسلامية - تحت الطبع الآن - يتناول كل الحركات والجماعات والمؤسسات الدينية الإسلامية بالهند والتى تهدف إلى إحياء الدين الإسلامى، وبعث الروح الإيمانية فى أقوال وأفعال المسلمين، ومن ثم كان لها عظيم الأثر فى الحياة السياسية للمسلمين بصفة خاصة، وحياتهم العامة كذلك.
وأكد القاضى أن الجماعات الإسلامية الهندية تنبهت إلى ضرورة إصلاح المجتمع - كل وفق نهجه وشريعته - وبهذا النهج تمكنت هذه الجماعات، وفى حقبة تاريخية بالغة السوء من حماية المجتمع المسلم من التردى فى هوة الإلحاد والكفر السحيقة، ثم محت ذلك السوء وتلك العقبات التى اعترضت سبيل المجتمع المسلم، ونجت الكثير من الأسر والبيت المسلمة من لعنات الشرك والبدع، وتخلصت من العادات والتقاليد الهندوكية.
ومن الآثار الإيجابية لهذه الجماعات الإسلامية أن تمسكت شريحة عريضة من المسلمين بحضارتهم وهوتهم وزاد إجلالهم للشريعة واحترامهم لمبادئها، وانتشرت فكرة تقوى الله والخوف منه ومراقبته فى كل الأوقات، وعلى كل الأحوال - فى الطعام والشراب والقيام والجلوس وفى البيت والشارع والسوق وفى المتجر والمكتب والمدرسة -.
ويتضح من خلال النظرة التاريخية للجماعات الإسلامية فى الهند، وكذلك من خلال الاطلاع على مناهجها ومبادئها وأهدافها أن كل فرد أو جماعة لابد له - على الرغم من نجاحاته - من كبوة أو سقطة، وليست الجماعات الإسلامية من ذلك ببعيد، فعلى الرغم من نجاحاتها الفائقة ومجهوداتها المضيئة، إلا أنها لم تسلم من بعض السقطات والزلات وجانبها الصواب فى بعض الأمور والمسائل.