الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإكليريكية الأرثوذكسية أنشأها مرقس الرسول وطورها حبيب جرجس




كثيرا منا يسمع عن الكلية الإكليريكية.. وقليل منا من يعرفها والكثيرون يظنون أن الإكليريكية هى مكان للدراسة يقوم بتخريج رجال الأكليروس والكهنة، ولكن قليلين جدا من يعرف أنها مفتوحة للجميع مثلها مثل أى كيان أكاديمى علمى وتقوم بمنح درجة البكالوريوس، وهناك من يقوم بالحصول على درجة الماجستير والدكتوراة فى علم اللاهوت.
والكلية الإكليريكية موجودة داخل كل طائفة من الطوائف الثلاث، إذ تقوم كل واحدة بتدريس المواد اللاهوتية الخاصة بها ولكن متى نشأت الكلية الإكليريكية ومن أنشأها.

تأسست الإكليريكية منذ القرن الأول الميلادى على يد مرقس رسول السيد المسيح إلى أرض مصر، وكان مكانها عندما أسست فى مدينة الإسكندرية نحو سنة 62م وظلت نشطة طيلة العصور المسيحة المختلفة، ثم اغلقت لأسباب عديدة وكانت تسمى فى العصور المسيحية باسم مدرسة الإسكندرية.
ثم أعيد تأسيسها لتأخذ على عاتقها جزءا من النهضة الحديثة التى تمر بها الكنيسة القبطية اليوم، أما البابا الذى أعاد فتحها هو البابا كيرلس الخامس سنة 1893م.
فى مساء 29/11/1993م فى عهد قداسة البابا شنودة الثالث احتفلت الكنيسة القبطية فى الكاتدرائية الكبرى بدير الأنبا رويس بالعيد المئوى لإعادة تأسيس الكلية الإكليريكية.
فروع الكلية الإكليريكية
امتد نشاط الكلية الإكليريكية فى عهد قداسة البابا شنودة الثالث فأصبحت لها فروع فى كل من: فى داخل مصر.. الإسكندرية، طنطا، شبين الكوم، المنيا، البلينا، الدير المحرق.
فى خارج مصر سيدنى بأستراليا، جيرسى سيتى، لوس أنجيلوس بأمريكا.
عدد خريجى الكلية الإكليريكية:
ازداد عدد الخريجين فى عهد قداسة البابا شنودة الثالث، فنجد أنه تضاعف وأصبح اليوم أربعة أضعاف منذ بداية القرن العشرين.
منذ عام 1900م - إلى 1960 كان عدد المتخرجين فى الكلية الإكليريكية 500 خريج.
فى عهد قداسة البابا شنودة الثالث، وصل عدد الخريجين إلى ما يزيد على 2500 خريج وخريجة.
معاهد أخرى
وأسس البابا معهد الكتاب المقدس الذى يقدم للكنيسة خريجين دارسين ومتخصصين فى دراسات الكتاب المقدس بعهديه، كما أسس معهد الرعاية والتربية وهو متخصص فى تنمية روح الرعاية فى الاباء الكهنة والخدام.
وأقام مكتبة شاملة للكلية الإكليريكية ومكتبة أخرى للمعاهد المتخصصة تم افتتاحهما فى أغسطس 1979م.
وكذلك معهد ديدموس (معهد متخصص لتخريج العرفاء والمرتلين) ومعهد الأفارقة معهد المجلس العالى للإكليريكية والمعاهد الدينية.
حيث أوفد البابا شنودة الثالث الكثيرين منهم للحصول على درجاتهم العلمية مثل الماجيستير أو الدكتوراة إلى الخارج للدراسة والتحصيل.
 وتقول ايفا وجيه وهى أحد اعضاء رابطة خريجى الإكليريكية أنه كما كان إنشاء المدرسة الإكليريكية سنة 1881م التى أصبحت اليوم باسم الكلية الإكليريكية هى بمثابة إرجاع عظمة مدرسة الإسكندرية الشهيرة فى العالم القديم، فلابد ان نؤكد دور المعلم الأستاذ حبيب جرجس.
وتؤكد أيفا أنه من أهم مميزات الأكليريكية بالإضافة أنها منهل للعلوم الدينية والدراسات المسيحية القبطية فإن فيها دراسة بالقبطى وأنها ربط للعصر المسيح الاول وللثقافات التى مرت بالكنيسة مثل اليونانية.
وهى الأداة الوحيدة التى تجعل الطالب على معرفة بما جاء فى رسائل الآباء القديسين والعظات والتعاليم التى كتبت بلغات الايمان الأولى اليونانية والقبطية.
والأهم أنها السد الحصين لأى اختراق من الثقافات الدينية الاجنبية التى حاربت الايمان بأفكارها المبتدعة واندست وانتشرت بين صفوف البسطاء وبخاصة المحتاجين لتعطى وتنزع التمسك بالفكر الواحد وتفتح ابواب جهنم للحرية الشخصية التى على حساب العقيدة، وكذلك هى الحصن ضد الافكار المنتشرة عن الالحاد الذى يخترق صفوف آلاف من الشباب ولا عجب أننا فى القرن الواحد والعشرين ولكن محاطين بأفكار إلحادية لا حصر لها.
ومن جانبه أكد جرجس صفوت وهو أحد الدارسين ان كليات اللاهوت تهتم  بصفة عامة بتدريس كافة العلوم الدينية، كما يدرس الفرق بين الطوائف «الأرثوذكسية، الكاثوليكية، البروتستانتية».
ويضيف صفوت انه يرجع تاريخ الكلية الإكليريكية فى المسيحية إلى مدرسة القديس مرقس الرسول والتى كان يُدَرَس بها قديماً جميع العلوم وليس العلوم الدينية فقط، واعاد إحياؤها القمص فيلوثاؤس إبراهيم ويوسف بك منقريوس، ثم ازدهرت ونمت وعرفها الجميع كما هى الآن فى عهد الارشدياكون حبيب جرجس، ومن بعده البابا شنودة الثالث بطريرك الاقباط الارثوذكس رقم 117.
وأوضح انه للكلية الإكليريكية عدة فروع فى مصر كلها اشهرهم كلية البابا كيرلس السادس اللاهوتية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية والمعروفة باسم «إكليريكية أنبا رويس»، وهى تعتمد على 3 سنوات دراسة وثلاثة ايام للأسبوع الواحد «الاثنين، الثلاثاء، الخميس» ويدرس بها فيما يقرب من 12 مادة، ولا تقبل اقل من درجة البكالريوس او الليسانس للالتحاق بها، وكان يرأسها مسبقاً الأنبا شنودة أسقف التعليم واستمر فى رئاستها حتى بعدما اصبح بطريركاً للأقباط الأرثوذكس، وتعطى الكلية درجة البكالوريوس فى العلوم اللاهوتية، وأيضاً كلية البابا شنودة الثالث اللاهوتية بمطرانية شبرا الخيمة وهى تقبل المؤهلات المتوسطة والفوق متوسطة والعُليا، وتعتمد على اربع سنين دراسة وأربعة أيام دراسة للأسبوع الواحد «السبت، الاثنين، الثلاثاء، الخميس»، وتدرس فيما يقرب من 18 مادة ويرأسها الأنبا مرقس مسؤول لجنة الإعلام بالمجمع المقدس وأسقف شبرا الخيمة وتوابعها وتعطى أيضاً درجة البكالوريوس فى العلوم اللاهوتية، هذا بالإضافة إلى كلية البابا إثناسيوس بالمحلة الكبرى التى يرأسها الأنبا بيشوى السكرتير السابق للمجمع المقدس ومطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى ورئيس دير القديسة دميانة للراهبات، وإكليريكية دير المحرق.
ويدرس الطالب فى الكلية الإكليريكية العلوم الدينية مثل «اللاهوت الدفاعى، اللاهوت العقيدى، اللاهوت الكرازى، اللاهوت الادبى، اللاهوت الروحى، العهد القديم، العهد الجديد، اللغة القبطية، الألحان الكنسية»، كما يدرس أيضاً العلوم الأخرى مثل «اللغات العربية والإنجليزية واليونانية والعبرية، والحاسب الآلى».