الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العثور على لوحة جديدة لدافينشى بعد خمسة قرون من الاختفاء




كتبت - ابتهال مخلوف

لم يكذب ليوناردو دافينشى خبرًا عندما قال: «الفن لاينتهى أبدًا» إذ لايزال الرسام العبقرى، الذى أبدع اللوحة الأشهر فى تاريخ الفن «الموناليزا»، يحمل فى جعبته أسراراً جديدة وكنوز فنية خالدة  رغم مرور خمسة قرون على وفاته.
فقد تم العثور على لوحة يعتقد أنها ستنضم لنحو 20 لوحة يجزم خبراء الفن أنها من أعمال رسام عصر النهضة الأشهر ليوناردو دافينشى (1452 - 1519 م) وأبرزهم الموناليزا، وهى بورتوريه للماركيزة الإيطالية إيزابيلا ديستى» يعتقد أنها تعود لعام 1514.
واللوحة التى حيرت مؤرخى الفن كانت مخبأة داخل كنز فنى يضم 400 لوحة تشكيلية وهى مجموعة مملوكة ملكية خاصة لعائلة إيطالية كانت محفوظة فى خزانة بأحد البنوك السويسرية.
وتشبه اللوحة المكتشفة، وهى مرسومة بالزيت على قماش الكانفاه، لوحة أخرى لدافينشى  تعرض فى متحف اللوفر بفرنسا وهى اسكيتش مرسومًا بالقلم الرصاص  نفذه الفنان عام 1499 لإيزابيلا ديستى وهى إيطالية من النبلاء قام الفنان برسمها فى منطقة لومباردى بإيطاليا.
ويعتقد خبراء الفن أن الرسام عاد واستكمل عمله مرة أخرى ولكن فى لوحة جديدة كاملة نابضة بالحياة والألوان بناء على إلحاح من زوج المرأة ماركيز مانتوا زوج المرأة التى كانت تعد من أشهر نساء عصر النهضة فى أوروبا خاصة بعد أن أعجب أصدقاء إيزابيلا باللوحة الأولى المبدئية.
وكانت إيزابيلا شغوفة دومًا أن تكون بطلة للوحات وأعمال أبرز فنانى عصرها ومن بينهم دافينشى خاصة أنها كانت تتمتع بابتسامة غامضة.
 ووفقًا لصحيفة لاكوريير دى لاسيرا الإيطالية فإن من الدلائل التى تؤكد أن اللوحة المكتشفة هى أيقونة من إبداع ريشة الفنان،  ابتسامة المراة الحالمة التى تشبه ابتسامة الموناليزا ونظرتها الثابتة فى الفراغ.
وقال كارلوس بيدريتي، وهو أستاذ فخرى أستاذ تاريخ الفن وخبير فى دراسات ليوناردو فى جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة للصحيفة» من الوهلة الأولى نقر أن العمل نفذته يد ليوناردو دافينشى.
كما أعتمد العلماء على نتائج اختبارات علمية مثل معرفة تاريخ اللوحة بتقنية الكربون المشع التى تعتمد على تحليل عمر المواد المستخدمة فى اللوحة من أحبار وأصباغ والقماش أو الخشب.  
 وتم ذلك فى  مختبر فى جامعة أريزونا التى تثبت بنسبة 95 %  أن تاريخ العمل الفنى وقت ما بين الأعوام 1460 و1650  وهى الفترة الزمنية التى تمثل مرحلة فى تاريخ الفنان اتجه فيها إلى رسم أبناء الطبقة الاستقراطية.
وأكد بيدريتى أن حصيلة ثلاث سنوات ونصف سنة من فحص اللوحة أثبتت أن أصباغ الطلاء وإطارها وتوزيع الإضاءة تتوافق مع أسلوب دافينشى  الذى يعد بصمة فريدة تميز أعماله.
ويذكر الخبراء أن اللوحة ظلت لخمسة قرون واحدة من أكبر ألغاز الفن حتى إن وجودها ذاته كان محلاً للحيرة، وبظهورها سيعيد مؤرخى ودارسى إبداع دافينشى  وضع اللوحة» الإسكيتش» القابعة فى اللوفر بباريس فى إطار أنها كانت بروفة للوحة الأصلية التى تم اكتشافها.
ويبدو أن مفاجآت دافينشى لن تكون الأولى أو الأخيرة، إذ تم العثور العام الماضى فى اسكتلندا على لوحة للعذراء والسيد المسيح طفلاً يعتقد أنها للرسام العبقرى وتتجاوز قيمتها 150 مليون دولار، كما تم اكتشاف لوحة للموناليزا ولكنها وهى أصغر سنًا، وسوف تنضم لوحة» إيزابيلا» لمجموعة من بين 15-20 عملاً فنيًا فى العالم يجزم العلماء أنها لدافينشى.