الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ازدواجية المعايير وفشل حل قضيتى سوريا وفلسطين وراء اعتذار السعودية




كتب - خالد عبد الخالق وكالات الأنباء

أعلنت الخارجية السعودية أمس الأول عن اعتذارها بقبول عضويتها فى مجلس الامن عقب انتخابها لشغل مقعد غير دائم فى الهيئة الدولية، وذلك بسبب فشل المجلس بحسب الخارجية فى حل القضية الفلسطينية والنزاع السورى وجعل الشرق الاوسط خاليا من السلاح النووى.
وذكرت الخارجية فى بيانها الرسمى أن آليات العمل وازدواجية المعايير الحالية فى مجلس الأمن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته وتحمل مسئولياته تجاه حفظ الأمن والسلم العالميين على النحو المطلوب، الأمر الذى أدى إلى استمرار اضطراب الأمن والسلم واتساع رقعة مظالم الشعوب واغتصاب الحقوق وانتشار النزاعات والحروب فى أنحاء العالم، موضحة أنها لا تستطيع قبول المقعد إلى أن تطبق إصلاحات لكنها لم تحدد الإصلاحات التى تريدها.. وكانت المملكة العربية السعودية انتخبت للمرة الأولى فى تاريخ الأمم المتحدة عضواً غير دائم فى مجلس الأمن، إذ حصلت على 176 صوتاً من أصل 189.
وقال السفير السعودى فى الأمم المتحدة عبد الله المعلمى: «إن نتيجة الانتخابات تعكس المكانة الدولية الكبيرة التى تحظى بها المملكة فى المجتمع الدولى»، مؤكدا أن المملكة ستظل تمثل دوراً إيجابيا فى مجلس الأمن وخارجه ممثلة فى ذلك تطلعات الأمتين العربية والإسلامية وكل الشعوب المحبة للحق والتقدم».
ويعد رفض الرياض شغل مقعدها فى مجلس الأمن الدولى خطوة غير مسبوقة وفريدة من نوعها فى تاريخ الأمم المتحدة،إذ أكد المتحدث باسم المنظمة الأممية، مارتن نسيركى، للصحفيين بأنه حتى إن عدنا بعيدا إلى الوراء لا نرى أى حالات مماثلة لهذه الحالة، علما بأن الدول تميل نحو التنافس لشغل مقعد مؤقت فى مجلس الأمن.
وقوبل قرار السعودية بردود فعل مختلفة صادرة عن دول مجلس الأمن الدولى لقرار السعودية برفض مقعدها فى المجلس بالمفاجئ، فى حين انتقد عدد من السفراء قرار الرياض.
 وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون أن السعودية لم تبلغ الأمم المتحدة بعد بشكل رسمى رفضها تسلم مقعدها فى مجلس الأمن.
 وقال كى مون: «إن الاستبدال المحتمل للعربية السعودية فى المجلس «قرار يعود إلى الدول الأعضاء» إلا أن الأمم المتحدة «لم تتلق بعد بلاغا رسميا بهذا الشأن».
وأوضح مساعد المندوب البريطانى الدائم بيتر ويلسون «ما زلنا نحاول أن نعرف ماذا يريد (السعوديون) أن يقولوا».
وقال السفير الاسترالى جارى كوينلان «إنها مفاجأة كبيرة جدا»، فيما رفضت السفيرة الأمريكية سامنتا باور الإدلاء بأى تعليق.
وقال السفير الفرنسى جيرار ارو «نحتاج إلى وقت لنقدر عواقب» القرار السعودى.
من جانبها انتقدت روسيا القرار «غير المسبوق» للرياض، معتبرة أن الحجج التى قدمت فى هذا الإطار فى خضم الأزمة السورية «غريبة جدا».
وقالت الخارجية الروسية: «إن السعودية غير قادرة على التعامل مع الأزمة السورية والنزاعات الدولية الاخرى».
ونسبت وكالة انباء «نوفوستي» الروسية إلى الخارجية الروسية قولها فى بيان نشرته أمس «نحن مندهشون من هذا القرار غير المسبوق للسعودية التى أيد غالبية الاعضاء فى الأمم المتحدة ترشحها فى تصويت الجمعية العامة».
وأضافت الوزارة «بقرارها هذا تكون السعودية قد نأت بنفسها عن العمل الجماعى داخل مجلس الامن لدعم السلام والامن الدوليين».
فى حين انتقد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفرى قرار السعودية قائلا: «إن هذا القرار السعودى يأتى على خلفية إمكانية صدور قرار جديد من مجلس الأمن الدولى بخصوص مؤتمر جنيف2 بشأن سوريا، معتبرا أنه سيكون صعبا على المملكة العربية السعودية أن تصوت بمفردها ضد مثل ذلك القرار حال صدوره» على حد زعمه.
واعتبرت تركيا أن رفض السعودية الدخول إلى مجلس الأمن يجعل المنظمة الدولية «تفقد مصداقيتها».
وعلمت مصادر مطلعة أن مجلس السفراء العرب فى نيويورك سيتقدم بمبادرة إلى الجامعة العربية تناشد المملكة العربية السعودية العدول عن قرار الانسحاب من مجلس الأمن نظرا للظروف التى تمر بها عملية السلام ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها.
ووضع هذا البيان تحت الإجراء الصامت،فإن لم تعترض أى دولة، سيصدر القرار من الجامعة العربية باسم السفراء العرب العاملين فى الأمم المتحدة.
بينما قللت الولايات المتحدة من أهمية رفض السعودية شغل منصب عضو فى مجلس الأمن الدولى، مؤكدة أنها ستواصل العمل مع حليفتها الرياض.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكى ردا على سؤال عن رأى واشنطن فى الرفض السعودى «إنه قرار يعود إليهم».
وأكدت أنها تتفهم أن يكون للبلدين ردود فعل مختلفة، «لكننا سنواصل العمل مع الرياض بشأن المسائل ذات المنفعة المشتركة».
من جانبها شاطرت فرنسا السعودية فى شعورها بالإحباط من شلل مجلس الأمن.
وقال متحدث باسم الخارجية فى باريس : «إن بلاده ستعرض اقتراحا لإصلاح آلية استخدام حق الفيتو بمجلس الأمن فى حال حصول مجازر واسعة فى دولة ما».
من جانبه أكد مكتب رئيس الجمعية العامة جون آش أنه فى حالة تأكد انسحاب المملكة رسميا فإنهم سيعرضون الأمر حينها على المجموعة الآسيوية التى ستقوم بترشيح دولة أخرى لشغل المقعد الآسيوى الشاغر، ولكن لا يوجد ما يؤكد أنها ستكون دولة عربية.
من جانبه اعتبر الدكتور احمد ابراهيم الخبير بمركز «الخليج للدراسات الاستراتيجية» بالرياض أن اعتذار السعودية عن عضوية مجلس الامن يأتى فى إطار حرص المملكة على ضرورة أن يكون لمجلس الامن دور واضح اتجاه قضايا السلم والامن الدولى، فى حين اشار الدكتور عبدالعزيز بن صقر الخبير المتخصص فى شئون مجلس التعاون الخليجى إلى أن هناك دعوات ومطالب عديدة من جانب جميع التجمعات الدولية والاقليمية خاصة التجمعات التى ليس لها تمثيل داخل مجلس الامن طالب بضرورة توسعة مجلس الامن والعمل على اعادة النظر فى نظامة الاساسى من اجل ضمان تمثيل عادل لجميع الدول والتجمعات كما طالبت ايضا دول عدم الانحياز بأن يتم توسعة نظام حق نقض القرار ” الفيتو ” بحيث لا يكون قاصرا على 5 دول فقط .