الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

حكومة الببلاوى أياديها مرتعشة بالرغم من الدعم الذى حصلت عليه




يكشف اللواء حسين كمال مدير مكتب اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق ورئيس جهاز المخابرات العامة الاسبق فى الجزء الثانى من حواره لـ«روزاليوسف» عن اهمية وجود دور لجهاز الخدمات الوطنية التابع للقوات المسلحة للمشاركة فى العديد من المشاريع التى يمكن أن تقام على أرض الدولة المصرية من خلال موافقة القائد العام للقوات المسلحة.. لأن الشعب المصرى يعشق جيشه.

وأشار كمال خلال حواره إلى أن مصر لم تعرف معنى التقسيم إلا فى حكم الإخوان وهو ما يتطلب وجود قائد شجاع وقوى يعبر بمصر هذه المرحلة المهمة فى تاريخها منتقداً فى نفس السياق حكومة د. الببلاوى التى يراها حكومة الأيادى المرتعشة.. بالرغم من الدعم التى لم تحصل عليه حكومة مثلها منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير.
وطالب كمال الشعب أن يقف بجوار جيشه خاصة أن هناك مخاطر تحيط بالدولة المصرية تتطلب استثمار روح يونيو ويناير لأنه لا يوجد شعب فى العالم قام بثورتين خلال عامين مثل الشعب المصرى.
خاص ــ حوار أجراه أيمن غازى
 فكرة عقد مؤتمر صحفى قبيل ثورة يونيو بخمسة أيام اعتبرها البعض بمثابة تجدٍ إما مصر.. وإما الجماعة؟
- عندما ذهبت لعقد هذا المؤتمر.. كانت النية الأساسية الموجودة عندى أن اتأكد أن الناس هاتنزل وتشارك يوم 30 يونيو.. والأمر الثانى الذى كنت مهموماً به هو أن الناس تنزل وتقعد.. لأنه سبق هذا المؤتمر تصريح لرئيس الوزراء السابق هشام قنديل قال فيه «طيب خلى الناس تنزل.. هما عملوا 22 مظاهرة قبل كدة.. والمظاهرة اللى جاية تكون رقم 23.. وبعدين الناس تمشى؟».. لكن رؤيتى للموضوع هنا كانت مختلفة.
 كلمة «ارمى بياضك» التى وجهتها «لمرسى» وقتها ألم يكن فيها تحدٍ لرئيس الجمهورية؟
- ببساطة شديدة أنه لم يكن رئيساً لكل المصريين ولم يشعر المواطن البسيط بذلك فترة حكمه.. ولم يحاول أن يثبت أنه ليس تابعاً لمكتب الارشاد.. ولم يقم بإجراء حزمة اجراءات لصالح الناس.. ولم يوافق على إجراء انتخابات رئاسية كما طالب بذلك الشعب.. فتح صدره فى التحرير.. وقال إنتم اللى جبتونى.. وإنتم اللى تمشونى.. دى كلها أسباب لكلمة «ارمى بياضك».. وهدفى الرئيسى كان أن يدرك الناس أن هذا الرجل كذاب هو وجماعته.. وعندهم أجندة خاصة لا يعترفون فيها بالحدود أو الوطن.. ولا يعرفون سوى السمع والطاعة.. الدليل على ذلك ما جرى فى أحداث الاتحادية وقتل الأبرياء .. ويكفى أنه لم يستفد من تجربة أي رئيس سابق سواء عبد الناصر أو السادات.
 هل كنت واثقاً أن «مرسى» سوف يرحل؟
- كنت متأكداً أنه سوف يرحل.
 ما الفارق بين الثقة والتأكيد؟
- التأكد نتيجة رؤية مفادها أنه كان مغيباً ويعيش فى دنيا مختلفة عن الواقع لم يثبت فيها أنه وطنى.. وأقول لك هنا إن التأكد أعلى من الثقة.. لأن الثقة من الممكن أن تهتز فى بعض الأحيان.. وتأكدت تماماً أنه سوف يرحل لأن «مصر هى الأبقى» ومصر لن تركع أو تتنازل أو تنهار.
 لكن المنتمين لجماعة الإخوان المحظورة غير مدركين لذلك؟
- إذن على المواطن المصرى الذى ينتمى لهذه الجماعة أن يقول هو ماذا قدم «مرسى» لمصر.. أليس هو نفس الشخص الذى قسم مصر إلى شرائح.. لأول مرة فى تاريخها نسمع «مسلم - مسيحى - ليبرالى سلفى - شيعى - وسنى» وطوائف.. وأقول لك بكل أمانة هنا.. هذا المشروع مشروع أمريكى.. وكانت جماعة الإخوان تقوم على تنفيذه فى مصر لأنها جماعة خائنة ولا تمس للوطنية بصلة وكل ما كان يهم «مرسى» أن مصر تصبح إمارة.. تطلع بقى فى رابعة.. أو النهضة مش مهم.. وعلينا أن ندرك هنا أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتنازل عن هذا المشروع الشعب المصرى عليه أن يدرك ذلك.
 هل هو مشروع أمريكى.. أم صهيونى فى المنطقة؟
- لا فارق بين الاثنين.. الصهيو أمريكى.. وهم يبحثون عن مصالحهم.. والسياسة مصالح.. وإذا وجهت اللوم هنا.. أوجهه للمصريين.
 كيف ترى مفهوم حرب الست ساعات التى أذهلت العالم كمواطن خدم بالمؤسسة الوطنية العسكرية؟
- كسر حاجز الخوف للأمة المصرية فى ست ساعات فقط.. وكسر حاجز الخوف من جانب القوات المسلحة التى عبرت بمصر والأمة العربية للأمام.. بل دعنى أقول هنا إننى أعتبر 30 يونيو بنفس عظمة حرب أكتوبر.. وللأسف الشديد رغم هذا الانجاز الشديد حتى الآن لم يدرك الشعب أنه قام بتدمير البنية الأساسية لشبكة المصالح والمشروع الأمريكى فى المنطقة وليس فى مصر فقط.. لذلك نكرر أنه يجب أن ننتبه إلى أن أمريكا لن تتنازل عن مشروعها بسهولة.
وما تم فى 30 يونيو أبهر العالم.. لأنه لم توجد دولة على مستوى العالم حدث بها ثورتان خلال عام ونصف العام.. وللأسف الشديد لم يتم استثمار هذا العمل الضخم وتفعيله وجنى ثماره.. ولم يتم حتى الآن.. وأعطى لك مثالاً.. مشكورة دولة الإمارات بادرت بسحب سفيرها من تونس رداً على الانتقادات الأخيرة لمصر.. ومن وقتها كنا ومازلنا ندرس نسحب السفير.. أم لا؟ هل هذا منطق.. هل هذا يتواءم مع حجافل الشعب التى نزلت إلى ميادين مصر فى 30 يونيو أن هذا مثال بسيط.. وأنا هنا لا أتجنى على حكومة د. الببلاوي.. ولكن مطلوب جسارة فى اتخاذ القرار.
 ما رؤيتك للحكومة الحالية؟
- دعنى أقول لك بداية إن ما قام به الشعب والجيش فى 30 يونيو هو معجزة على أى مقياس سياسياً.. وعالمياً.. ودولياً أما ظروف مجلس الوزراء الحالية.. بالرغم من حالة الدعم التى حصل عليها سواء شعبياً أو من القوات المسلحة - أو حتى على المستوى العربى.. إلا أن الأيادى مرتعشة.. والظروف الحالية بحاجة إلى «مقاتل» بالرغم من أن هذه الحكومة قد حظيت بكل الدعم.. لم تحصل عليه أى حكومة أخرى منذ 25 يناير.. شوف هاتلى دولة فى العالم تعرضت لما تعرضت له مصر نكسة يتم تحويلها إلى انتصار عظيم.. عبور أكبر مانع مائى.. وخط بارليف.. أكبر مانع صناعى صنع على مدار التاريخ.. هذا يدل على أن هذا الشعب وهذا الجيش ليس له مثيل عالمياً.. وهذا مكمن الخطورة بالنسبة للأمريكان والغرب.
 مصر أعادت روح أكتوبر من جديد فى ثورة 30 يونيو؟
- هذا صحيح.. ولكنها لم تستثمر.. الاستثمار الأمثل حتى الآن.. وعلى سبيل المثال لا الحصر الرئيس السادات استثمر حرب أكتوبر وعقد اتفاقية السلام سواء كان هناك اتفاق أو اختلاف عليها.. ولكن اليوم أتساءل... الشعب نزل الميادين يوم 30 يونيو  والقوات المسلحة حمت هذه الثورة كعهدنا جميعاً بهذه المؤسسة الوطنية.. وتاريخها دائماً هكذا.. ولكن ماذا بعد؟ لأن المواطن لا بد أن يشعر قدر المستطاع بأن الثورة التى تمت لتصحيح مسار 25 يناير.. لها نتائج ملموسة.. وإذا لم نتكاتف جميعاً من أجل صالح الوطن فسوف يحدث ما لا يحمد عقباه لأن الخونة والعملاء فى الداخل كثيرون وهذه حقائق والجميع يعلمها.
 أليس هناك لوم على النظام السابق.. والأسبق فيما يخص عدم غلق حنفية التمويل التى صنعت ما تسميهم الخونة والعملاء؟
- مبارك رئيس وطنى حتى النخاع.. أعطى لمصر الكثير.. ولكن عندما نتحدث عن العشر سنوات الأخيرة من حكمه.. فلا يمكننى القول هنا سوى إنه بشر له ما له.. وعليه ما عليه.. وليس بالسهولة أن ينزلق مبارك إلى أمور غير سليمة.. لأنه مقاتل شرس ولكن تحليلى الشخصى إذا كان الرئيس مبارك أخطأ.. فالشعب أيضا أخطأ.. لأنه عندما يكون الشخص مديراً لمكان ما.. ولكن العاملين داخل هذه الإدارة مغمضو العين.. يستبيحون هذه الأخطاء.
 ولكن ما أعلمه هنا.. أن الجهات السيادية بالدولة كثيراً ما قالت لـ«مبارك» انتبه وفقاً لمعلومات كانت ترسل إليه رسمياً؟
- أنت تتحدث هنا عن جهاز واحد من ضمن عدة أجهزة.. ورئيس الدولة فى أى دولة فى العالم يستقى معلوماته من الأجهزة الموجودة بالدولة بحيث تكون الرؤية أمامه واضحة بشكل أكبر.. والأجهزة السيادية فى العالم عموماً مهمتها أن ترسل المعلومات فقط للرئيس وهو من يحدد ما المطلوب.. وما يمكن أن يتخذه فى هذا السياق.
  ما الموقع الذى كان يتولاه اللواء عمر سليمان وقت حرب أكتوبر؟
ــ بالنسبة للواء عمر سليمان فى هذا التوقيت كان قائداً لإحدى الكتائب التى شاركت فى حرب أكتوبر المجيدة بالجيش الثانى الميدانى.. وكل ما أستطيع قوله.. إن هذا الرجل.. تعرض مثله مثل ضباط القوات المسلحة فى هذا التوقيت للكثير من المصاعب - سواء تلك الفترة التى واكبت نكسة العام 1967.. أو إعادة بناء القوات المسلحة وحرب الاستنزاف.. إلى أن جاءت «حرب الثأر» للقوات المسلحة واستعادة الكرامة.. للشعب المصرى وللأمة العربية والجيش المصرى.. القطاع الذى عمل فيه اللواء عمر سليمان وقتها كان القطاع الأوسط.. وللعلم هنا الذى كان يقود الكتيبة المجاورة له المشير محمد حسين طنطاوى.. الاثنان من القادة العظام.. اللذان يشهد لهما التاريخ وسوف يسجل لهما التاريخ ماذا فعلا فى حرب أكتوبر.. وقام بدوره وواجبه كضابط مقاتل فى هذه الحرب.. أدى واجبه كما يجب أن يكون.. وتدرج فى المناصب بعد ذلك.. والتى يجب أن يتدرج فيها كرجل مقاتل.. شارك أيضاً فى حروب كثيرة قبل حرب أكتوبر للعام 1973.. حيث شارك فى حرب عام 1956.. حرب اليمن.. أى أنه كان مقاتلاً.
 الشعب ينظر بعين التقدير لضباط الجيش.. ودائماً ما ينتظر منهم أن يفهم ماذا يدور على أرضه؟
- دعنى أقول لك هنا.. أنه من الطبيعى ألا يتحدث ضابط القوات المسلحة قبل أن يكون ضابطاً بجهاز المخابرات العامة مفردات وأهمية الأمن القومى المصرى.. ويعى ما يمكن أن يقال.. وما لا يمكن أن يقول.. لأن الهدف الرئيسى لضابط القوات المسلحة «مصر» والأمن القومى المصرى.. لا يتجزأ.. أى كتلة واحدة.. وما يقال فى شكل معلومات هو أمر مصرح به.. وما هو غير مصرح به لا يمكن أن يقال.. ونحن متأكدون أننا وطينون وكلنا مخلصون وحريصون على الأمن القومى المصرى.
 هناك من يرى أن المرحوم «سليمان» ظلم ولم ينصف حتى الأن ؟
- شوف.. اللواء عمر سليمان له العديد من النجاحات والانجازات التى تحسب له من أجل وطنه.. ولكن كل هذا يمس الأمن القومى المصرى.. ولا يمكننا الحديث هنا عنها.. وأقول للذين يرون أن اللواء عمر سليمان قد ظلم بأن التاريخ لا يظلم أحداً.. لأن التاريخ مسجل.. وفى وقت من الأوقات سوف تخرج هذه الحقائق.. حيث إنها لا تمس مفهوم الأمن القومى المصرى وعلى الشعب المصرى أن يدرك.. أنه لا يوجد أحد يبخل عليه بشىء.. ولكن محددات الأمن القومى المصرى تقتضى ذلك حتى لا تمس هذه المعلومات سلامة وأمن مصر.
وحتى أكون منصفاً له هنا فى جملة واحدة.. وأنه قام بشكل شخصى بأعمال وطنية مجيدة ليس فى إمكان شخص أن يقوم بها غير «عمر سليمان».. أما التفاصيل فسوف يذكر ذلك التاريخ وعموماً مثل هذه الأعمال يجب أن يمر عليها 25 عاماً حتى لا يكون بها ما يمس الأمن القومى المصرى.
 معنى هذا.. أننا يمكن أن نرى بعضاً من هذه الأعمال بعد ربع قرن من الآن؟
- كل عمل له درجته وقيمته ويسمح بإعلان تفاصيله سوف يتم ذلك.. وكل فى حينه!