الإعلام والشعب يصنع الفرعون!

هكذا يقول التاريخ.. وكأن الشعب لديه قناعة بأنه لا يستطيع العيش بدون فرعون او ديكتاتور.. فاذا لم يجده يبحث عنه ويصنعه.. ولم يكذب ابن خلدون وجمال حمدان فى وصف الشخصية المصرية بالخنوع والخضوع والسلبية وتأليه الحاكم وعندما يعبرون عن القهر والقمع يكون بالنكتة والسخرية.. وفى رأيى أن هذا ينطبق على غالبية الشعب وليس كله..كما ان الفرعون يحتاج إلى شعب معظمه جاهل.. تعليمه محدود.. وحتى اصحاب المؤهلات العليا فمعظمهم لديهم أمية ثقافية ويفتقدون للوعى.. ومن ثم فإن أى حاكم ديكتاتور يرفض تطوير التعليم لانه اذا قام بتطوير التعليم ولجأ إلى العلم فأن أول شىء سيفعله شعبه هو مناقشته فى كل كبيرة وصغيرة والاعتراض على أى تجاوزات يرونها ومن ثم فان الفرعون يفضل الشعب الجاهل عن المتعلم حتى يستمر فى منصبه لأكبر فترة ممكنة مثلما فعل مبارك وحتى يعيثوا فى الارض فسادا ويمرروا ما يريدون دون اعتراض من أحد.. والشعب الجاهل فى معظمه أو غير المتعلم هو الذى جعل من الرئيس جمال عبد الناصر زعيما فولا ان اكثر من 85% من شعبه جاهل لا يفك الخط ما أصبح ديكتاتورا..وحتى محمد مرسى فان جماعته وإخوانه وعشيرته وإعلامه جعلوه يؤم المسلمين بدلا من رسول الله! فى فجر أكتر من كده!..والمشكلة ان التاريخ يعيد نفسه بشكل اخر وبظروف وناس اخرى لكن لا أحد يتعلم..والشعب المصرى منذ فجر التاريخ وايام الفراعنة ومرورا على عصور البطالمة والرومان وحتى المماليك والعثمانيين واسرة محمد على وهو يحكم بالكرباج ولم يعترض إلا نادرا.. وتلعب حاشية الفرعون دورا بارزا فى صناعته وتأليه الحاكم وتركيز السلطات والاختصاصات والصلاحيات فى يده ليحكم ويتحكم ويأمر فيلبى.. أما الإعلام والفنانون والشعراء فانهم بتسابقون ويتنافسون فى نفاق الفرعون وصناعة هالة اعلامية عليه واعتباره الملهم والزعيم والقائد الذى لا يخطئ وان هذا الشعب لا يستاهل عبقريته ولا يجرؤ أحد من اختراق هذه الهالة الإعلامية او الاقتراب اليها.. وعلى فكرة لا يفرق مع الاعلام ان قامت ثورات او انتفضت شعوب فالنفاق يجرى فى الدم وفى العروق.. وبالتأكيد فان الحاشية والإعلام هم المستفيدون من وجود وبقاء الحاكم الفرعون ولا يهم ان يكون ذلك على حساب الشعب الغلبان الجعان والذى لا يجد قوت يومه او عمل يتكسب منه.. وللاسف فان بعض الشيوخ يفسرون ويفتون بمبدأ «واطيعوا الله والرسول وأولى الأمر منكم» وهم يتبعون طريقة معاهم معاهم..عليهم عليهم يتلونون ولا يخجلون ويبيعون بايات الله ثمنا قليلا.. إن صناعة الفرعون لن تنتهى إلا إذا ارتفع مستوى التعليم فى مصر وارتقى الاقتصاد.. وتولى أمرنا رجالا لا يبغون من الحكم إلا صالح هذا البلد وهذا الشعب لا يبحثون عن جاه أو سلطان! فهل سنصل إلى ذلك يوما؟..اشك!