الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الحج براء من المتنطعين




حكمة الله سبحانه وتعالى فى فرض بعض العبادات فى الإسلام وشعائره كبيرة وعظيمة فهى تطهير وتزكية للجوارح من آثار الذنوب حتى يصبح الإنسان محلا لكرم الله وكرامته والحصول على خيرى الدنيا والآخرة، ونظرا لما ينفقه الحاج من مال وتركه للعيال وقطعه العلائق بالأمور الدنيوية فقد كان الحج من أفضل العبادات التى يتقرب به المسلمون إلى سيدهم وخالقهم ففيه تصفية للنفس وتنقية للقلب وتزكية للأفئدة فى ظل النفحات الربانية والاشراقات الإلهية فتزهو وترفرف أرواح الخلائق ومعها أجسادهم مع نسمات الأنس والقرب من مولاهم، وتعم الروح الإيمانية وتربط أواصر المحبة بينهم وتتجلى عليهم اشراقات الحق التى لا تفرق بينهم باختلاف الألوان والأجناس أو تباعد الديار فالنظرة تكون إلى القلوب العامرة بذكره وحب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وحب عباد الله.
الرياح قديما كانت فى رحلات الحج تأتى على آثار القوافل فى الصحراء فتمحوها ولكن لا يستطيع شىء أنه يمحو أو يمنع فضل الله على عبيده وغفرانه لهم وفرحته بهم حتى أن يباهى بهم الملائكة ويقول انظروا يا ملائكتى عبادى جاؤونى شعثا غبرا من كل فج عميق يرجون رحمتى ويخافون عذابى.. اشهدكم يا ملائكتى أنى قد غفرت لهم.. ولمن يشفعون له.. ثم ينادى ربنا جل فى علاه ويقول.. أفيضوا عبادى مغفورا لكم ولمن تشفعون له. أغلقت المطارات والموانى وأبواب الله لم تغلق، تبدأ المناسك ورحمات الله لا منتهى لها.
الحج كما نعلم جميعا فريضة من فرائض الدين وركن من أركانه ودعامة من دعائمه التى يقوم عليها، وقد شرعه الله موسما سنويا للقاء عباده على بساط الحب والأنس والقرب من الله غايتهم واحدة وهدفهم أصفى وأنقى علاقة انسانية ترتقى إلى العبادة الملائكية التى لا يعصون الله فيها ويفعلون ما يؤمرون، ويشهدون منافع لهم، ويذكرون الله على أكرم بقعة على وجه الأرض، مكة المكرمة التى زادها الله تشريفا وتعظيم وتكريما.
الحج لغة: القصد، واصطلاحا أو شرعا: هو قصد مكة لأداء المناسك وعبادة الله كما أمر، استجابة لأمر الله وابتغاء رحمته ورضوانه إذ أمر بالحج فى قوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا فلا فريضة إذن على غير المستطيع وحلال المال هو أصل نفقة الحج لا مكان للص سارق فى حج الله المبرور وذنبه المغفور، لا مكان لمتنطع يريد استغلال الحج فى غير أهدافه التى شرع لها.. الحج كما قلنا صفاء وتوجهاً بالكلية إلى الله لا إلى رياء البشر وحصد المكاسب.. والعجب كل العجب من هؤلاء الذين ذهبوا إلى الحج لرفع شعارات سياسية لمصالح وأهواء خاصة متناسين قوله الله تعالى (لا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج) صدق الله العظيم.