الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بين خدمة الدين والإساءة له




وبلغت البجاحة بالمتأسلمين أن تباكوا على عدم تطبيق الشريعة الإسلامية التى حين سرقوا حكم مصر لم يفعلوا من أجلها شيئا وراحوا ينهبون خيرات مصر ويمتصون ما تبقى فى أوردة الفقراء من دماء.. تباكوا على الشريعة وكأنهم شعب الله المختار ولديهم تفويض بإقامة حدودها بالرغم من أنها موجودة فى مصر قبلهم بألف وأربعمائة عام.... تباكوا على الشريعة التى لا تأمر بالكذب والقتل والدمار وهم ينشرون الإرهاب ويتاجرون فى دماء الناس ودينهم.. تباكوا على الشريعة بينما حاولوا هدم قيم المجتمع الوسطى الذى يقوم على الحب والسلام، تلك القيم التى جعلت من بيت السيدة زينب رضى الله عنها مقاما لها وتحول مع الزمن إلى حى كبير يسكنه الملايين من مريديها ومحبى آل بيت النبوة.. وتجاهلوا أن المجتمع المصرى قام على التعايش والحب بين طوائفه.
وجاءت رسالة هؤلاء رسالة كراهية وحقد وبغضاء.. لا تأتى إلا ممن عاش فى الكهوف كالخفافيش.. ومن يعش فى الكهف لا يقوى على رؤية النور ومن أعطب الحقد قلبه وباع نفسه للشيطان لينفر الناس من عقيدتهم.. لا يأتى منه إلا الوحل الذى تمرغ فيه والروح المريضة التى تسكنه والفكر سفلى المصدر.. شيطانى الهدف.. مظلم العقل وضيق الأفق وعديم الضمير.
ابتلانا الله بهؤلاء الخوارج الذين يتصورون أن الله لم يهد سواهم وأنهم أوصياء على الدين الذى آمن به المصريون منذ ألف وأربعمائة عام وما زالوا يؤمنون به، وأن هذا الدين هو الذى يشكل وجدان الشعب وفطرته.. فهل خدم هؤلاء الخوارج الاسلام بنشرهم العنف والقتل والإرهاب؟؟ أم هى السياسة التى ألبوسها عباء دين لم نعرفه إن الصراع الآن صراع على كرسى السلطة الذى سرقوه دون استحقاق وعندما فشلوا وفقدوه يريدون فرض ارادتهم على مصر بالإكراه والبلطجة والإرهاب والصراع الآن صراع سياسى لا علاقة له بالدين ولكنهم كعادتهم يلبسون قضاياهم عباءة الدين كذبا والدين منهم براء كالتاجر الغشاش الذى يضع البضاعة الجيدة فوق البضاعة الفاسدة لقد أساء المتأسلمون للدين الحنيف وأساءوا لقيم المجتمع وضربوا الدين والمجتمع من أجل دنيا فانية ولن يذكرهم التاريخ الانسانى بأى فضل ولن تنجح نيران الحاقد في إحراق منصر ولن يحرق إلا نفسه وعشيرته، أما الدين فهو باق بأمر ربه وأنوار رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، ولن يفت من عضد مصر ارهاب بإذن الله إنها مصر التى حملها الله رسالة الدفاع عن دينه وجعل فيها ملجأ لأنبيائه فاتركوا دين الناس للناس ولا تشتروا بآيات الله دنيا وضيعة وكرسى زائلا، بعد أن بعتم وطنكم لأعداء الإسلام.. واتقوا الله واعرفوه.. واتقوا الله واقرأوا كتابه ولا تتاجروا به وتذكروا أن الله هو الحسيب الرقيب المنتقم الجبار.