الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أموالكم كأمجادكم




لست نظاميا ولا حكوميا.. فللنظام والحكومة من يدافع عنهما ولكنى وطنى كل ما يهمنى هى كرامة وسيادة وطنى فتعليق الولايات المتحدة الأمريكية للمعونة العسكرية لمصر ما هو إلا محاولة لابتزاز الكرامة الوطنية ومحاولة لإحياء تاريخها فى استعباد الشعوب وليس القرار إلا تكرار هزيل للفاشية والنازية التى تثير الازدراء ولا يثير الخوف ويبعث على الاحتقار أكثر مما يبعث على الكراهية.
فأمريكا لم تكن يوما صديقتى فلم تعطنى سببا واحدا لأحبها بل أعطتنى مائة سبب لأكرهها ولم تعطنى يوما موقفا لاحترامها بل كانت وتصر على عدم احترامى لها لأنها بلد بـ50 وجها بعدد ولاياتها.
فلم أقرأ عنها يوما سطرا واحدا فى كتاب الأخلاق ولم ياسمع عنها فى روايات الحق أو حتى روايات الأبطال ولم أضبط لها يوما صفحة مشرفة فى صفحات التاريخ ولم أجد فى حضارتها ما يغرى بأن أنظر إليها فمنزل جدى أقدم من أمريكا حتى وجهها الحضارى المتمثل فى تمثال الحرية يدين تاريخها اللا أخلاقى.
لا تجدها إلا فى صالات القمار السياسية لتبيع وتشترى ولن تجدها إلا فى ساحة الحرب لتلعب دور أمراء الحرب وإذا اضطرتها الظروف أن تجلس لطاولة السلام فإنها تدخلها من منطلق تعويض خسائرها فى الحرب.. وتصر دائما أن تلعب دور الوسيط اللا نزيه أتحداك إذا وجدتها يوما قد وقفت بجوار المظلوم ضد الظالم أو المقتول ضد القاتل أو المؤمن ضد الكافر.. الدولة التى تدعى الإنسانية ويداها ملطخة بدماء الملايين من الشعوب وتدعى الصدق مع أنها ضبطت تمارس هواينها فى الكذب وتدعى احترامها لسيادة الدول وهى تتدخل فى شئون تلك الدول أكثر مما تتدخل فى شئونها الداخلية.
لن أحدثك عن تاريخها الملوث بالسواد قبل الدماء عندما دبر الرجل الأبيض «المستعمر الجديد» مذبحة للهنود الحمر السكان الأصليون كأبشع إبادة جماعية فى التاريخ قدرت ضحاياها بـ100 مليون من الهنود الحمر.. حتى القانون الأمريكى الذى ظل سارى المفعول 1865م كان ينص على حق الأمريكى الأبيض فى الحصول على مكافأة مجزية إذا قدم لأى مخفر شرطة بالولايات المتحدة فروة رأس هندى أحمر هذه هى حضارتهم الغربية المزعومة وهذه هى الكيفية التى تأسست بها الولايات المتحدة الأمريكية التى تتشدق اليوم بالحريات وحقوق الإنسان.
لدى عشرات الأسباب لأكرهها لأنها كانت تأخذ دائما موقف الباطل وتقف مع الأعداء هل تنسى موقفها الرافض بالبنك الدولى لتمويل بناء السد العالي.. وهل تنسى موقفها المؤيد لإسرائيل فى عدوان 67 وهل تنسى موقفها من حرب 73 المساند للعدو الإسرائيلى بجسر جوى قبل أن تسقط أسيرة تحت أقدام المصريين.
شجعت صدام حسين على غزو الكويت لتبدأ حرب الخليج بتدمير العراق وبعد سنوات تغزو العراق بدعوى امتلاكه لأسلحة نووية ولم تثبت حتى اللحظة صدق كلامها وساقت رئيسه فى عيد الأضحى كأضحية على الطريقة الإسلامية.
ولن ننسى لعبتها مع تنظيم القاعدة وإسامة بن لادن عندما استغلتهم لمحاربة الاتحاد السوفيتى وبعد انتهاء دورهم غزت افغانستان بدعوى حربها على الإرهاب مع أنها راعية الإرهاب بالعالم.
فالفرق بيننا وبينكم وبشهادة جيمس بريستد فى كتابه فجر الضمير بأن الحضارة الفرعونية قد سبقت كل الحضارات فى بزوغ الضمير والحضارة والحكمة أما انتم فلا توجد لكم أى حضارة ولا ضمير.
أعرف جيدا بأننا أمة شرفها فى ماضيها بعد أن أهدر بعض حكامنا جزءا من حاضرنا ومستقبلنا وأعرف جيدا بأن هناك بعضا من حكامنا دفعنا إلى بيت الطاعة الأمريكى.. ولكن لتعلمى أمريكا: بأن فى مصر رجالا لن تخضعنا معونة.. لا يهمنا أن تكون أقدامنا على الأرض بل يهمنا أن يكون أنفنا فى السماء ولا تنسوا بأن المصريين حضارتهم فوق حضارتكم.. وكرامتهم فوق كرامتكم.. وأن أموالكم كأمجادكم ليست خالدة.. فوالله الذى لا إله إلا هو لا نورث ولا نستعبد بعد اليوم.