الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

فاتورة استرداد الثورة




إذا أردت أن تعرف أسباب تظاهر الطلبة المنتمين لجماعة الإخوان فى جامعة الأزهر ومحاولتهم الفاشلة فى الإساءة إلى الأزهر وتشويه وسطيته واعتداله.. وأيضا لماذا انطلقت رصاصات الغدر تقتل الأبرياء  فى الوراق، ولماذا تصر قيادات الإخوان ومن يضعون أنفسهم فى خدمتهم ويقدمون أنفسهم على أنهم جنود المعركة المقدسون رغم أنهم ليسوا إلا جنودا للشيطان فى المعركة الحرام.. يريدون القفز بالبلاد إلى مستنقع العنف والفوضى.. إذا أردت أن تعرف لماذا.. ولماذا.. ولماذا.. أرجوك ركز جيدا ونحى مشاعرك وفكر بعقلك ولنقرأ المشهد من البداية.
اللغز يكمن فى هذا الاختراع الخبيث «الشرق الأوسط الكبير» لمخترعه برنارد لويس المفكر الصهيونى المتخصص فى الدراسات الإسلامية الذى انتقل من العمل مع المخابرات البريطانية إلى الأمريكية واختاره بعناية ودقة جورج لوش ليكون مستشارا له بعد هجمات سبتمبر ووجدها برنارد لويس فرصة سانحة يمارس من خلالها ألاعيب الحواة ويخدم إسرائيل فأخرج من جرابه الثعبان أقصد «مشروع الشرق الأوسط الكبير» الذى أضفت عليه كونداليزا رايس وشركاؤها من المحافظين الجدد صفة القدسية.. وظلت أمريكا تخطط انتظارا للحظة الحاسمة لتنفيذ مشروع الصهيونى برنارد لويس وكانت ثورات الربيع العربى فرصة ذهبية ووجدت ضالتها فى المتنطعين الذين يتخذون من الدين ستارا وأطلقوا على أنفسهم الإسلاميين فساندتهم وأوصلتهم للسلطة بعد أن ضمنت السيطرة عليهم تاركة الشعوب التى انتفضت من أجل حلم التنمية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية فريسة للفاشية والديكتاتورية المغطاة بشعارات دينية ليزداد المشهد السياسى فى هذه الدول ارتباكا وتعقيدا ويسقط حلم الثورة وتضيع التنمية وتتوه الديمقراطية.. وطبقا للدراسة الجادة للباحث والمدقق ماهر فرغلى ما خططت له أمريكا هو إسلام سياسى فى السلطة «جماعة الإخوان يواجهها إسلام سياسى فى المعارضة «الجماعات السلفية القاصرة على الدعوة السلمية»، وإسلام جهادى خامل «الجماعات التى تنشطت فى التسعينيات وتابت بعد المراجعات» وإسلام جهادى نشط «الجماعات المسلحة فى سيناء وخلاياها» وإسلام تكفيرى «ينتمى لتنظيم القاعدة ويكفر من فى السلطة ومن فى المعارضة»، بجانب «إسلام صوفى» يتفرع لنحو 70 طريقة و«إسلام عشوائى» اجتهد رموزه دون سند من علم أو انتماء لتنظيم.. وفى قلب هذه التناقضات الحادة بين أنصار دين إسلامى واحد تاهت خطوات الأزهر عن الطريق بل أصبح هو نفسه مستهدفا ضمن باقى الحروب والصراعات والخلافات.
هل هناك أفضل من هذا للأجهزة الأمريكية الخفية والعلنية لتصفية قوى الإسلام.. عدوها الرئيسى.. دون أن تطلق رصاصة واحدة أو تنفق دولار واحدا.. لقد أشعلوا حربا إسلامية.. تكشف عن تنافس حقيقى للتمتع بشهوات الحكم.. دون دليل حقيقى على أنهم يريدون نصرة دين الله.
لو صدقت جماعة الإخوان الكاذبون فى أنها جماعة دعوية وأنها لا تربى أبناءها على العنف وأن خروجها الآن سلمى من أجل الشرعية التى يتشدقون بها ويزعمون دفاعهم عنها إذا من الذى يرتكب كل هذا العنف من تفجيرات وقتل ودمار وتعطيل لحركة المجتمع الاقتصادية والذى لم يعد قاصرا على سيناء مرقد الجماعات الإرهابية، ولكن امتد إلى كل محافظات مصر وشوارعها وجامعاتها ومؤخرا أعرق جامعات الدنيا وأجلها جامعة الأزهر الشريف.
ولم يكتف الإرهاب بهذا بل امتدت رصاصات الغدر إلى الكنائس.. لتضرب اللحمة الوطنية والنسيج الوطنى.. ناشرة الفتنة ولكن هيهات فالمصريون جميعا يدا واحدة فى مواجهة الإرهاب.. ويعلمون جيدا أنهم يسددون فاتورة إفشال مشروع الشرق الأوسط الكبير وأيضا فاتورة استرداد الثورة.
إن ظن جماعة الإخوان أن أمريكا لن تتخلى عن حلم «الشرق الأوسط الكبير وستظل متمسكة بهم كأدوات لتنفيذ هذا الحلم.. وهم كبير وعليهم أن يعلموا أن تأثير الدور العالمى للولايات المتحدة الأمريكية فى تناقض وانخفاض لأسباب عديدة.. ليس هنا مجال ذكرها.. مما يجعل الغطاء السياسى لهذه الجماعة فى خطر شديد.. ولا أقصد فى مصر فقط بل التنظيم الدولى للإخوان.
عودوا إلى رشدكم لقد لفظكم الشعب سياسيا أفيقوا قبل أن يلفظكم اجتماعيا مازالت أمامكم فرصة فاغتنموها.. نحن لا نخاف ارهابكم ولا تهديداتكم بل نشفق عليكم وننصحكم لأن الدين النصيحة.
ونعلم جيدا أننا نسدد فاتورة استرداد الثورة ومهما كان الثمن باهظا سوف نسدده لأننا مصممون على أن تصبح «مصر أد الدنيا».